حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

أفراح المغاربة 

 

مقالات ذات صلة

 

يسرا طارق

 

عاش المغرب والمغاربة فصل خريف مشهود سيبقى عالقا في الأذهان، ففيه حسم المغرب قضية وحدته الترابية، من خلال القرار 2797، الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والذي، ولأول مرة، حدد بأن الحل الأوحد للقضية الوطنية هو الحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية، ودعا جميع الأطراف، وليس الطرفين، للدخول في مفاوضات بحسن نية لتنزيل هذا الحل. لقد شكل هذا القرار لحظة مفصلية وحاسمة في قضية أراد لها خصوم الوحدة الترابية أن تطول إلى ما لا نهاية. بُعيد إصدار القرار خرج المغاربة في كل ربوع الوطن، وخصوصا في الأقاليم الجنوبية، مهللين وفرحين بالنصر الكبير، وخطب جلالة الملك خطابا تاريخيا، ثمن القرار الأممي وأبرز دلالاته، ودعا المواطنين المغاربة، المغرر بهم في مخيمات الذل والعار، لأن يعودوا إلى وطنهم للمساهمة في تنميته، ومد يده الكريمة مجددا للجار الشرقي لفتح صفحة جديدة تتسم بالتآزر والتعاون. بعدها سيقرر جلالة الملك أن يصير يوم 31 أكتوبر عيدا وطنيا، يسمى عيد الوحدة، في دلالة واضحة على أن المغرب، الذي تكالب عليه الاستعمار، ومزقه واقتطع منه أراضي شاسعة، سيسترد كل ما سلب منه، وسيكون هذا العيد فرصة سنوية لاستعراض تاريخ المغرب الحديث في المقاومة، وفي مواجهة الخصوم بالقوة والبأس، وبالحكمة والصبر والتبصر.

في هذا الفصل الاستثنائي، وبعد سنوات جفاف عجاف، وبعد أن فرغت حقينة سدود، وغاضت عيون وجفت وديان، وماتت غابات زيتون وواحات، وصارت السلطات تجد صعوبة في تأمين الماء الشروب لبعض المدن، مَنَّ الله على هذا البلد الطيب بالغيث، وصِرت، منذ الأيام الأولى، ترى الخضرة هنا وهناك، وترى الماء يعود إلى مجاريه وأوراق الأشجار تعود لنضارتها، وقد ترافق كل هذا مع موسم زيتون استثنائي، عادت فيه المعاصر للعمل وعاد العمال المياومون إلى الحقول، وظهر مجددا في القرى ذلك الرواج الاقتصادي المرتبط بالخصوبة وعطاء الأرض، ولو أن هذه الأمطار خلفت ضحايا، وخصوصا في مدينة آسفي، نحتسبهم عند الله شهداء. وأبانت هذه الفاجعة، مرة أخرى، عن شهامة وتضامن المغاربة أثناء المحن، وعن ضرورة تحمل المسؤولين لمسؤوليتهم، وبناء توقعات صائبة في ما يخص البنية التحتية. فالعالم دخل دورة مناخية متسمة بالتطرف في درجات الحرارة، وفي قوة هبوب الرياح وفي مقاييس الأمطار، ولعل مأساة فالنسيا في إسبانيا خير مثال على هذا.

تشارك السماء، إذن، أفراح المغرب الدبلوماسية، ولأن الفرح يجر فرحا آخر، حققت الرياضة المغربية، وكرة القدم، أساسا، إنجازات باهرة، جعلت المغرب يدخل مصاف كبار اللعبة. في فصل واحد فزنا بكأس العالم للشباب بالشيلي وفزنا بكأس العرب، وفازت نساء الجيش الملكي بكأس الفرق البطلة الإفريقية، ولعب فتيان المغرب أدوارا مهمة في كأس العالم بقطر، وفي هذا الفصل المشهود نفسه فاز أشرف حكيمي بالكرة الذهبية، وصار المغرب حديث «بلاتوهات» الكرة، بل محط إعجاب المحللين والجماهير الكروية العالمية. إنها نهضة كروية ورياضية توازي ما حققته إسبانيا بعد عودتها للديموقراطية، بحيث أعطت أبطالا مرموقين في كل الرياضات تقريبا.

نحن الآن في لحظة فرح وعلينا أن نستمتع بها، ونتمنى بأن تكتمل بفوزنا بـ«الكان». لقد برهن الإنسان المغربي على أنه، حين تعطاه الإمكانيات، وحين نثق فيه ويؤطره من هو أهل لذلك، قادر على تحقيق المعجزات. هذا الأداء المشرف في الكرة من حقنا أن نحلم به في كل القطاعات التي تحدد شروط عيش المغاربة.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى