شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسيةمجتمع

الأسرة في خطر

الأسرة في خطر

مقالات ذات صلة

تحطيم الأسرة واختراق قيمها الجامعة وتفتيت شملها وزعزعة استقرارها وتمييع دورها… كلها مظاهر نشاهدها ونسمعها كل يوم من هنا وهناك. وهذه الحرب المستعرة على الأسرة لم تأت من فراغ بل نتيجة مسار طويل من ضرب ملاذ الأمن الاجتماعي الصلب لبلدنا.
إن ما تتعرض له القيم الأسرية من تجريف لأمر خطير جداً، ويجب ألا نقف مكتوفي الأيدي لنسمح للطيش والتهور، على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن يؤثر على مستقبل العمود الفقري لمجتمعنا ودولتنا. فمع هذا الهوس نحو ربح أموال “الأدسنس” والهرولة نحو الشهرة الوهمية بأي طريقة كانت، ولو على حساب صناعة نموذج العائلات المفككة والتي تفتقد للحشمة والاحترام بين أعضائها، لا بد من ردة فعل مجتمعية وقانونية لوقف هذا النزيف القاتل لكل القيم.
ومن اللازم أن ندرك أنه مهما حققنا من تطور اقتصادي واجتماعي فنحن لسنا أوروبا، فالأسرة في المغرب ليست حاضنة تربوية وتأطيرية فقط، بل هي مؤسسة تقوم بوظائف مكان الحكومة والبرلمان في الحفاظ على عيشها واستقرارها. والخطورة الكبرى أن الدولة ليست لها الإمكانيات لتحمل هذا التدمير الممنهج للأسر، فليس لدنيا مآو محترمة لاستقبال الأطفال الجانحين والأمهات العاجزات.
والغريب في الأمر أننا لا نشعر، في خضم هذه التجاوزات والانحرافات الراغبة في تمييع الأسرة، تحت يافطة الحرية الشخصية ووهم الشهرة، كما يبررون ويزعمون، بأن السلطات العمومية والقطاعات الوصية تملك برنامجا متكاملا واستراتيجية عمل بإمكانها مواجهة هذه الحرب المعلنة والخفية، سيما في مواقع التواصل الاجتماعي، على القيم الأسرية والتصدي لكل الأفكار الغريبة والنماذج السيئة والسلوكيّات الشاذة التي جعلت التماسك الأسري عرضة للأخطار.
إن الاستسهال العمومي لتداعيات هاته الأخطار المحدقة بالأسرة، والتي تتم بأساليب ناعمة ومغرية، سنؤدي جميعا ضريبته التنموية والاجتماعية والأخلاقية الآن وفي المستقبل، وإذا لم تتحرك الحكومة والبرلمان بشكل مستعجل لحماية الأسرة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، فقدرة الحرب الناعمة في التأثير السلبي على الأسرة واضحة إلّا أنّها ليست قدراً على مجتمعنا لا يمكن التخلّص منه، بل، على العكس، تمكن مواجهتها إذا توفرت الإرادات والكفاءات والسياسات المضادة لهذا العبث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى