شوف تشوف

بانوراما

التاريخ الأسود لـ«فيسبوك»

هكذا يبيع مارك زوكربيرغ بيانات تطبيقات مستخدمي الهواتف الذكية

مر العالم الأزرق بمجموعة من التخبطات والأزمات على طول سنة 2018. بيع البيانات الشخصية لمستخدميه كان من الأسباب المهمة لمثول زوكربيرغ أمام الكونغرس للدفاع عن نفسه حول الاتهامات الموجهة إليه، خصوصا بعدما كشفت تقارير أنها كانت على علم لسنوات بأن شركة «كمبريدج أناليتيكا» للاستشارات السياسية استخدمت بيانات شخصية لحوالي 50 مليونا من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي. إلا أن التطبيقات تنتهك، كذلك، هذه الخصوصية دون علم أصحابها ومستخدمو «الأندرويد» هم الأكثر تضررا.

مقالات ذات صلة

إعداد: سهيلة التاور

 2004 كانت سنة انطلاق موقع جديد باسم thefacebook.com ، وكان الهدف من الموقع تطوير التواصل والتعارف بين طلاب جامعة هارفرد عبر صفحة لكل طالب تعبر عنه وعن شخصيته، لكن الموقع بدأ ينتشر تدريجيا في مؤسسات تعليمية أخرى مثل جامعة كولومبيا وستانفورد ودارتماوث، وسرعان ما وسع الموقع نشاطاته وبدأ ينتشر في الولايات المتحدة ككل باسمه الجديد Facebook.

وبالتالي انتقل زوكربيرغ للعمل في مكتب الفايسبوك الجديد في بالو آلتو بكاليفورنيا مديرا تنفيذيا للشركة، بعد أن ترك الجامعة. وشهدت السنوات القليلة التالية انتشارا هائلا لموقع فايسبوك في كل العالم، حيث وصل عدد مستخدميه إلى أكثر من 600 مليون في سنة 2010، وهو ما دفع مجلة Times لمنحه لقب شخصية العام في تلك السنة واستمر بالانتشار حتى وصل عدد مستخدميه إلى 1.59 مليار مستخدم في سنة 2016.

 

استثمارات تكنولوجية جديدة

استطاع زوكربيرغ أن يوسع شبكة استثماراته، فقام بشراء تطبيقات أخرى مثل تطبيق الرسائل الفورية Whatsapp  الذي وصل عدد مستخدميه إلى 900 مليون مستخدم سنة 2016، كما اشترى تطبيق Instagram للصور الذي استضاف 400 مليون مستخدم سنة 2016.

وبحسب مجلة Forbes ، فإن ثروة زوكربيرغ تبلغ اليوم 49.3 مليار دولار ويعتبر موقع فايسبوك موقع التواصل الاجتماعي رقم واحد في العالم، فيما تجذب تطبيقاته الأخرى وخدماته الملايين من المستخدمين حول العالم.

 

القضية أمام الكونغرس

استهدف هجوم الرئيس التنفيذي لشركة فايسبوك، مارك زوكربيرغ، وذلك بسبب الجدل الذي شكك في تسريب الفايسبوك بيانات مستخدميه. وخص هذا الهجوم من قبل تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل الأمريكية على وجه الخصوص. ووصف كوك بيع بيانات المستخدمين الخاصة بأنه «اقتحام للخصوصية». فيما  صرح زوكربيرغ بأنه «من غير المنطقي» أن نرجح أن الفايسبوك لا تعتني ببيانات المستخدمين لأنها تمنحهم خدماتها مجانا.

وفي هذا الصدد، واجهت شركة فايسبوك انتقادات حادة بعد أن كشفت تقارير أنها كانت على علم لسنوات بأن شركة «كمبريدج أناليتيكا» للاستشارات السياسية استخدمت بيانات شخصية لحوالي 50 مليونا من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي، لكن شركة زوكربيرغ اعتمدت في عدم اتخاذ أي إجراء حيال هذا الأمر، على تأكيد الشركة البريطانية أنها حذفت تلك البيانات.

وأفاد فيلم تسجيلي عرضته القناة البريطانية الرابعة، بأن بعض البيانات الشخصية للمستخدمين التي جمعتها «كمبريدج أناليتيكا» لا تزال تستخدم حتى الآن رغم تأكيد شركة الاستشارات السياسية أنها حذفت ما لديها من مواد ذات صلة بهذا الشأن.

واعترف زوكربيرغ بأن الفايسبوك لا تزال تفتقر إلى الشفافية بخصوص بعض الخيارات التي أقدمت عليها في وقت سابق، مقترحا تولي لجنة مستقلة اتخاذ بعض القرارات نيابة عن الشركة.

 

اعترافات زوكربيرغ

صرح زوكربيرغ بأنه يريد أن يجعل من الفايسبوك منصة «أكثر ديمقراطية»، بحيث يسمح للمستخدمين برفض قرارات الفايسبوك ومراجعتها في ما يتعلق بالمحتوى الذي يسمح بنشره أو يحظر نشره. وأعطى اقتراحا كي تقوم جهة مثل «المحكمة العليا»، أو جهة ليس بها أي من العاملين لدى الفايسبوك، تتخذ القرار النهائي في ما يتعلق بما يسمح بنشره وما لا يسمح به كمحتوى على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك.. لكنه أكد، في الوقت نفسه، أن المؤسسة صممت نظاما لتتبع مثل هذا النشاط، قائلا: «أوقفنا هذه الرسائل من الانتقال عبر طرفيها، لكن هذا الأمر بالتأكيد يتطلب الكثير من الاهتمام.»

 

الانتخابات الأمريكية

استهل زوكربيرغ حديثه عن تورط «الفايسبوك» في التدخل الروسي بالانتخابات الأمريكية، قائلا: «إن مهمة الفايسبوك هي إعطاء الناس صوتا، وتقريب الأشخاص من بعضهم البعض. فهذه قيم ديمقراطية عميقة، ونحن فخورون بها. لا أريد أن يستخدم أي شخص أدواتنا لتقويض الديمقراطية، هذا ليس ما ندافع عنه».

وأكد زوكربيرغ أنه لا يعرف ما إذا كان «الفايسبوك» متورطا أم لا، وأضاف: «رغم هذا الأمر، أعرف أننا ساعدنا حملة ترامب بشكل عام في دعم الحملة بكل الطرق الممكنة، وذلك بالطريقة نفسها التى نساعد بها في جميع الحملات الأخرى»، مؤكدًا أن الشركة حذفت أكثر من 270 صفحة وحسابات إضافية تديرها الوكالة الروسية، وتُستخدم لاستهداف الأشخاص في روسيا والمتحدثين بالروسية في دول مثل أذربيجان وأوزبكستان وأوكرانيا.

لكن زوكربيرغ أعرب عن تفاؤله قائلا: «الانتخابات الأمريكية المقبلة ستكون أفضل مما سبق»، موضحًا أن «عالم التكنولوجيا يعتبر سباقا للتسلح، فبينما يتحسن المتصيدون والجهات الخبيثة، فإن الفايسبوك على الجانب الآخر يتحسن».

 

فضيحة «كامبريدج أناليتيكا»

اعتذر مؤسس شركة «فايسبوك»، مارك زوكربيرغ، عن فضيحة «كامبريدج أناليتيكا» التي كشف من خلالها تسريب معلومات عشرات الملايين من المستخدمين، معترفًا بأنه يتحمل المسؤولية الكاملة في استغلال شركة ”كامبريدج أناليتيكا” لبيانات ملايين من مستخدمي الشبكة الاجتماعية في حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانتخابية.

وفي الوقت نفسه، أكد «مارك» اتخاذ الشركة إجراءات مهمة لمنع حدوث ذلك مرة أخرى اليوم قبل أربع سنوات، مضيفًا: «لكننا ارتكبنا أخطاء أيضًا، وهناك الكثير للقيام به، ونحن بحاجة إلى تصعيده والقيام به».

وأوضح «زوكربيرغ»، أنه بدأ الفايسبوك عندما كان في الجامعة والآن يضم أكثر من ملياري شخص، ويتم استخدامه للتواصل، وتابع: «أدرك أننا نمر ببعض المشكلات وسنفعل كل ما بوسعنا لإيجاد حلول وحماية المستخدمين».

وقال زوكربيرغ: «من الواضح أننا لم نقم بما يكفي لمنع هذه الأدوات من استخدامها للضرر أيضاً، وهذا ينطبق على الأخبار الكاذبة والتدخل الأجنبي بالانتخابات وخطابات الكراهية، بالإضافة إلى مطوري البرمجيات وخصوصية البيانات». وأضاف: «لم نملِ أهمية واسعة تجاه مسؤوليتنا، وذلك كان خطأ كبيرا. لقد أسست الفايسبوك وأديرها وأنا مسؤول عمّا يحصل هنا.».

 

إصدار مدفوع من الإعلانات

وأجاب زوكربيرغ عن سؤال حول نية الفايسبوك ابتكار إصدار مدفوع من الإعلانات بدون مقابل، قائلا: «إنه يتفق بأن بعض الإعلانات مزعجة بالفعل، لكنها تكون أكثر إزعاجا إذا كانت غير مرتبطة بالمستخدم. لذلك يتم توفير بعض البيانات للمعلنين التى تجعل إعلاناتهم مناسبة لطبيعة المستخدمين». وأضاف: «لكي نكون واضحين، الفايسبوك لا يقدم الآن أي ميزة تسمح بالدفع مقابل عدم رؤية الإعلانات، ونعتقد أن تقديم خدمة مدعومة بإعلانات يتماشى إلى حد كبير مع مهمتنا المتمثلة في محاولة ربط جميع الأشخاص في العالم، لأننا نرغب في تقديم خدمة مجانية يمكن للجميع تحمل نفقاتها». وتابع مؤكدا: «لا توجد سياسة للإعلانات المدفوعة ولا يخطط لذلك مستقبلا».

 

سياسة التدقيق في البيانات

تعهد مؤسس الفايسبوك، خلال جلسة الاستماع إليه، بحماية بيانات مستخدميه مستقبلا، موضحًا أن أولويات مهمته الاجتماعية تمثلت في ربط الناس وبناء المجتمع وتقريب العالم من بعضه البعض، مضيفا «لن يكتسب المعلنون أولوية على هذا الأمر طالما أنا أدير الفايسبوك».

وعدد مارك قائمة من الخطوات التي أعلنها الفايسبوك وتهدف إلى تجنب الاستخدام غير المناسب للمعلومات من طرف ثالث، مشيرًا إلى أن تطبيقات أخرى يتم التقصي عنها لتحديد ما إذا كان أصحابها قاموا بعمل خاطئ. وأضاف: «إذا اكتشفنا نشاطا مشبوها، سوف نقوم بتدقيق جنائي كامل، وإذا وجدنا أن أحدا استخدم البيانات بشكل غير مناسب فسنحظرهم ونخبر كل الأشخاص الذين تأثروا».

وبسؤال «مارك» حول عدد الحالات التي تم نقل بيانات أصحابها وتسريبها بشكل خاطئ، أجاب أنه يقوم حاليا بمراجعة الأمر.

وأعلن الفايسبوك، الأسبوع الماضي، عن إعدادات جديدة لحماية الخصوصية ستكون جاهزة الاثنين، وأنه سيبلغ الـ87 مليون مستخدم الذين تأثروا بسرقة البيانات.

 

خطاب الكراهية

تطرق رئيس مجلس إدارة الفايسبوك إلى المحتويات المخالفة، بعد أن سأل السيناتور «باتريك ليهى»، عن فشل الفايسبوك في مواجهة خطابات الكراهية في ميانمار.

وقال «زوكربيرغ»: «ما يحدث في ميانمار هو مأساة مروعة ونحتاج إلى بذل المزيد من الجهد»، مضيفا أن الشركة توظف «عشرات» من مراجعي محتوى اللغة البورمية، وتزيل الحسابات التي تدعو للكراهية.

في الوقت نفسه، كشف مارك عن استبدال «فيسبوك» لإحدى الشركات التي تقوم بحذف المحتوى الذي يجري الإبلاغ عنه، بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي. ولفت إلى أنه، خلال الفترة من 5 إلى 10 سنوات، ستكون أدوات الذكاء الاصطناعي أكثر قدرة على اكتشاف المحتوى الذي يدفع للكراهية، إلا أن هذه التكنولوجيات لا تتواجد حتى الآن، فهذا ما يمنعنا حاليا.

 

سياسة الاحتكار

وعند سؤاله عن السبب وراء الاستحواذ على تطبيق «انستجرام»، وما إذا كانت تلك الخطوة بدافع الاحتكار، قال مارك إنه اتخذ تلك الخطوة لأنه وجد بعض المطورين الموهوبين الذين طوروا تطبيقا مميزا للغاية، وقرر أن يدعمهم من أجل تطوير تلك المنصة، ولم يكن يسعى للاحتكار.

وأضاف زوكربيرغ أن لديه العديد من المنافسين بدل منافس واحد محدد، وهناك العديد من المنصات التى يعتمد عليها المستخدمون حول العالم وليس الفايسبوك وحده، لكنه لم يجب عندما تم سؤاله عن ما إذا كان يعتقد أن «تويتر» هو منافسه الأكبر، وقال إن هناك منافسين كثرا.

 

ضمان الاستمرار

في وقت قليل استطاع الفايسبوك حصد أرقام مهمة، ولكي يضمن هذا النجاح قرر الحصول على الشيء الذي يجعله كذلك لا يهتم على حساب من. ولمناقشة الموضوع، استعمل المؤسس والرئيس التنفيذي سلسلة من الرسائل البريدية مع بعض المسؤولين في الشبكة. تلك الرسائل خرجت للعموم على يد برلمان المملكة المتحدة، على خلفية قضية احتكار رفعت ضد الفايسبوك من قبل أحد المطورين، وتفضح الكثير من النقاشات التي لا تقف في صف الشبكة الاجتماعية التي دائما ما تنكر أي اتهامات تواجهها، وتعود للاعتذار إذا خرجت وثائق تثبت عكس ذلك.

ففي 2012، فكرت الفايسبوك جديا في فرض رسوم على المطورين الراغبين في الاستفادة من الواجهات البرمجية التي توفرها الشركة، وتلك الواجهات تتيح لأي شخص توفير إمكانية تسجيل الدخول باستخدام حساب الفايسبوك في تطبيقه، أو الحصول على بعض البيانات الشخصية التي يشاركها المستخدم، دون نسيان قائمة أصدقائه التي كانت سببا من أسباب فضيحة «كامبريدج آناليتيكا».

أما حوار «زوكربيرغ» المسرب فكان حول رغبته في منع التطبيقات من الوصول إلى بعض بيانات المستخدمين الخاصة رفقة البريد الإلكتروني، ليعود في الرسالة نفسها ويُشكّك في احتمالية تسريب تلك البيانات ونقلها من مُطوّر لآخر. هذا الحوار كان بالأساس جزءا من فكرة لفرض رسوم على المطورين الراغبين في الحصول على تلك البيانات الشخصية. ولتشجيع استخدامها، يُمكن للمطور الحصول على نقاط أكثر كلما استخدم منصّة الفايسبوك الإعلانية لنشر إعلاناته، وهي نقاط ستخوله في ما بعد دفع رسوم استخدام تلك الواجهات البرمجية. بمعنى آخر، فكرت الفايسبوك في توفير صلاحيات أكثر للمطورين الذين يقومون بنشر إعلانات أكثر، إلا أن تلك الفكرة لم تر النور أبدا وحافظت الفايسبوك على مجانية استخدام الواجهات البرمجية حتى يومنا الحالي.

وما هي سوى أشهر قليلة حتى اكتشفت الفايسبوك أمر التطبيق الذي باع بيانات مستخدميه لمؤسسة «كامبريدج آناليتيكا»، ليكون اعتقاد «زوكربيرغ» خاطئا في عدم وجود احتمالية لبيع البيانات من مطور للآخر.

 

تواطؤ التطبيقات

على الرغم من التغييرات الكبيرة التي قام بها الفايسبوك على مستوى وصول التطبيقات إلى بيانات المستخدمين، فإن أساليبها الملتوية كانت حاضرة وبقوة، تارة مع الشركات وتارة أُخرى ضدها، دون وجود سياسة واضحة تتعامل فيها مع الجميع. وبحسب المستندات، المأخوذة أساسا من محادثات جرت بين مسؤولين في الشبكة، استمرت الفايسبوك في منح بعض التطبيقات، مثل «ليفت» (Lyft) و«إير بي آن بي» (Airbnb) إضافة إلى «نتفليكس» (Netflix)، صلاحيات للوصول إلى قائمة الأصدقاء الخاصة بالمستخدم، على الرغم من إيقافها لهذا الأمر قبلها بفترة. أما التبرير الرسمي للشركة فكان حرصا منها على ضمان عمل تلك التطبيقات بالصورة الأمثل، لأن بعض الخصائص فيها تعتمد على تلك الواجهات البرمجية.

وأضافت الشبكة قائلة إن الإغلاق التدريجي هو الأمر الذي كانت تتبعه مع تلك الشركات، فهي، عوضا عن قطع الوصول بشكل كامل، قامت بتخفيف حجم البيانات التي تحصل عليها أولا، لتتمكّن تلك الشركات من تعديل تطبيقاتها لتتوافق مع النظام الجديد، وهذا ما يُعرف بالنسخ التجريبية (Beta) حسبما ذكرته الفايسبوك في تدوينتها الأخيرة.

إلى هنا يمكن أخذ تلك النقاشات بحسن نية، فالشبكة لا ترغب في التسبب في مشاكل لتطبيقات كبيرة بحجم «إير بي آن بي» مثلا. لكن ما قامت به قبل ذلك مع شبكة «تويتر» وتطبيق «فاين» (Vine)، يظهر عدم احترام سياسة واتفاقية الاستخدام المنشورة في مركز المُطوّرين.. حيث وصل تطبيق «فاين» إلى متجر التطبيقات يوم 24 يناير من عام 2013. وفي اليوم نفسه أرسل أحد المسؤولين في الفايسبوك رسالة إلى «زوكربيرغ» يخبره فيها أن «تويتر» قامت بإطلاق تطبيق يتيح تسجيل مجموعة من مقاطع الفيديو ونشرها بطول ست ثوان فقط. مضيفا أنهم سيقومون بحظر صلاحيات وصول التطبيق إلى إحدى الواجهات البرمجية، كما سيقومون بتجهيز بيان رسمي للرد على أي احتجاجات إن حصلت. رد «زوكربيرغ» كان مختصرا ووافق على العملية دون طرح أي أسئلة، الأمر الذي يُظهر مُمارسة احتكارية نوعا ما، فالشبكة إما أن تمنح وصولا بالتساوي للجميع لتلك الوجهات، وإما أن تحظرها.

 

تفاصيل تدين الشبكة

لم يكن احتواء المستندات على أدلة تثبت جمع شبكة فايسبوك لسجل المكالمات والرسائل الخاصة بمستخدمي نظام «أندرويد» أمرا مستغربا، فقد سبق أن بررت الشبكة الاجتماعية موقفها بأهمية تلك البيانات لتحسين الخوارزميات وتقديم اقتراحات للاتصال بالمستخدمين، أو للعثور على أصدقاء جدد..، إلا أن التفاصيل الجديدة تدين الشبكة رسميا.

فقد دار حوار عبر البريد الإلكتروني بين فريق النمو والفريق المسؤول عن العلاقات العامة، فمدير المشروع حاول العثور على نقطة التقاء بين الفريقين لتجنّب أي ضجة إعلامية قد تُسبّبها الميزة الجديدة التي ستقوم بجمع سجل المُكالمات والرسائل من مُستخدمي نظام «أندرويد». وسرعان ما توقفت أجراس الخطر بعدما تمكن فريق التطوير من العثور على طريقة لتجنب رسالة تأكيد الصلاحيات التي يعرضها نظام «أندرويد» للمستخدمين عند تثبيت تطبيق جديد، أو تحديثه، وبالتالي الوصول إلى سجل المكالمات دون الحاجة إلى إظهار هذا الأمر في تلك الرسالة.

والرسائل تؤكد أن الشركة ستعرض رسالة أُخرى داخل التطبيق لإخبار المُستخدم بهذا الأمر، مع زر للموافقة، وكأنها كانت تحاول العثور على طريقة أُخرى لتقديم الخبر الصادم دون أن يشعر المُستخدم بأن هناك انتهاكا لخصوصيّته. ومن جديد، كانت حجة الفايسبوك حاضرة بقولها إن المستخدم هو من يوافق على مشاركة السجل والرسائل مع إمكانية الانسحاب في أي وقت يرغب فيه.

وكذلك، عادت قضيّة تطبيق (أونافا في بي إن -Onavo VPN)، إلى الواجهة من جديد، وهو تطبيق يوفر شبكة افتراضية خاصّة مهمتها حماية هوية وبيانات المُستخدم أثناء التصفح، إلا أن القائمين على التطبيق قاموا بجمع البيانات، مثل عادات المستخدم والتطبيقات التي يقوم باستخدامها، مع تقديمها على طبق من ذهب لشبكة فايسبوك التي أكدت أن الهدف منها كان الحصول على إحصائيات لفهم عادات المستخدمين وتحسين تجربة الاستخدام كذلك.

أما عن جمع البيانات، فتقول الفايسبوك، في بيانها الأخير، إن مشاركة تلك الإحصائيات كانت أيضا طوعية، وكانت الرسالة التي تظهر عند تشغيل التطبيق لأول مرة تخبر الجميع بهذا الأمر، مع التنويه إلى إمكانية إيقافه في أي وقت من داخل الإعدادات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى