حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةسري للغايةسياسية

الحسن الثاني وإيران.. بعثة خاصة إلى الشاه ورسالة إلى الخميني

يونس جنوحي

من المهام الخاصة التي شارك فيها محمد التازي، بصفته موظفا في وزارة الخارجية المغربية، ومقربا من الأمير مولاي عبد الله، أي قبل أن يُصبح سفيرا للملك الراحل الحسن الثاني إلى عدد من العواصم، تلك التي سافر فيها إلى العاصمة الإيرانية طهران في أيام الشاه.

ويسجل التازي، في أوراقه الشخصية، كواليس الزيارة وسبب نزولها:

«في عام 1969، حين دعا جلالة الملك طيب الله ثراه، مع المغفور له الملك فيصل إلى عقد قمة إسلامية بعد حريق المسجد الأقصى، أوفد إلى الشاه شقيقه المغفور له الأمير مولاي عبد الله، وكان لي شرف الرفقة لسموه، ليلفت نظر الشاه إلى أن إيران، وهي من أعظم الدول الإسلامية، وأعرقها وأغيرها على الأماكن الإسلامية المقدسة، أن تشارك في قمة إسلامية، وهي على علاقة شبه كاملة مع إسرائيل، وأن ذلك سيثير كثيرا من المتاعب لإيران في المؤتمر، وغير قليل من الإحراج للرئاسة، وأن جلالته يرى من المناسب أن يتخذ الشاه خطوة تبين مدى تعاطف إيران المسلمة مع قضايا لا تهم العرب وحدهم، وإنما تهم المسلمين كافة.

وتفهم الشاه مغازي النصيحة الملكية، فلم يأت للمؤتمر إلا بعد أن اتخذ خطوات واضحة في التقليل من علاقة بلاده مع إسرائيل، مما كان له تأثير قوي على المؤتمر، وأسكت الذين جاؤوا وفي خطبهم الكثير من النقد لإيران وعلاقتها بإسرائيل، وتعارض هذه العلاقة مع المشاركة في قمة إسلامية انعقدت أساسا لانتقاد سياسة إسرائيل وانتهاكها للمقدسات الإسلامية».

بدا واضحا، من خلال هذه الشهادة، أن الحسن الثاني أسدى خدمة عظيمة لشاه إيران قبل الثورة التي أطاحت بنظامه. ويُفهم من خلالها، أيضا، أحد أسباب تعاطف الملك الراحل مع الشاه بعد الثورة، عندما أغلقت في وجهه وفي وجه أسرته، أجواء الدول التي كان دائما يظن أنها دول صديقة لبلاده.. ولم يجد أمامه، في فبراير 1979، من مُرحب سوى المغرب، حيث قضى وأسرته فترة تابع فيها أخبار بلاده بكثير من الحسرة، ثم غادر المغرب لتلقي العلاج في الغرب، إلى أن توفي بسبب مضاعفات المرض.

يحكي التازي عن مواصلة الملك الراحل لمساعي دعم القضية الفلسطينية ومراسلته للنظام الجديد في إيران:

«بعد أيام من قيام الثورة الإيرانية، احتلت مجموعة من الإيرانيين السفارة الأمريكية في طهران، وحجزت أعضاءها والعاملين فيها، مما أثار على الثورة انتقادات عنيفة، وأصبحت المنطقة كلها تواجه احتمالات خطيرة على أمنها واستقرارها، وقامت عدة جهات وهيئات بوساطات لم تأت بأي نتيجة، وكانت لمنظمة التحرير الفلسطينية في إيران الثورة مكانة متميزة.

فقد أقفلت الثورة مقر البعثة الإسرائيلية في طهران وفتحت مكانها مقرا لمنظمة التحرير وكانت وساطة السيد ياسر عرفات من الوساطات التي يرجى من ورائها إنهاء احتجاز الرهائن، فارتأى جلالة المغفور له أن يدعم مساعي المنظمة لسببين اثنين:

أولهما: إن تم الإفراج عن المحتجزين بواسطة المنظمة، فإن ذلك سيدعم مركزها دوليا.

ثانيهما: سيجنب المنطقة ما سيحيط بها من أخطار بسبب تطورات الأحداث دوليا، وتداعياتها.

ففي العاشر من نونبر 1979 وجه رضوان الله عليه برقية مساندة إلى السيد ياسر عرفات هذا نصها:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد، فقد بلغنا خبر المساعي الحميدة التي تبذلونها لإطلاق سراح المحتجزين الأمريكيين بالسفارة بطهران ولا شك أن هذا العمل إن تم بواسطتكم فسيعطي دعما قويا للقضية الفلسطينية. كما أنه سيزيد في رصيد منظمة التحرير الفلسطينية، ويعطي صورة مشرفة عن جهادها ولونها الحضاري.

الأمر الذي سيكون له أثر كبير على المستوى الدولي وداخل الولايات المتحدة الأمريكية.

وإيمانا منا بقيمة هذه المساعي التي تبذلونها أبرقنا يومه إلى آية الله روح الله الخميني.

نساند مساعيكم المشكورة، ونلتمس منه تلبية رغبتكم

وتفضلوا بقبول فائق التحيات..

الحسن الثاني ملك المغرب».

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى