نظمت مجموعة القرض الفلاحي للمغرب، بشراكة مع “ماستركارد”، الجمعة الماضية بالدار البيضاء، لقاء “Corporate Talks – CyberAwareness”، الذي يسلط الضوء على قضايا الأمن السيبراني. ويأتي هذا اللقاء، الذي جمع أزيد من 150 زبونا للمجموعة، من رؤساء مقاولات ومسؤولين ماليين وصناع قرار في مجال تكنولوجيا المعلومات وممثلي مؤسسات وطنية، ليؤكد رغبة المجموعة في توفير فضاء استراتيجي للتبادل والنقاش حول التحديات السيبرانية التي تؤثر اليوم على أداء واستمرارية وتنافسية المنظومات المعلوماتية.
وتجسد هذه المبادرة طموح مجموعة القرض الفلاحي للمغرب في مرافقة زبنائها بشكل مستدام داخل بيئة رقمية تتزايد فيها أهمية التحكم في المخاطر باعتباره عنصرا أساسيا للثقة والمرونة والتنمية.
وفي كلمة افتتاحية بالمناسبة، أبرز رئيس مجلس إدارة القرض الفلاحي للمغرب، محمد فكرات، أن الأمن الرقمي يتطلب مجموعة من الإجراءات والتحسيس على نطاق واسع، ومن هنا تأتي أهمية هذا اللقاء. وأوضح أن الأمن الرقمي يعتمد على أنظمة قوية وعلى توعية متزايدة للفاعلين المعنيين، مذكرا أنه منذ فترة الجائحة تضاعف تقريبا حجم الهجمات الإلكترونية، مسجلا أن حصة كبيرة من هذه الهجمات، حوالي 20 في المائة، تستهدف القطاع المالي.
وأبرز فكرات أن هذا الواقع يتطلب تعاونا وثيقا بين مختلف الفاعلين في المنظومة لتوقع المخاطر بشكل أفضل والاستجابة لها بشكل فعال وتبادل أفضل الممارسات. وأضاف “في القرض الفلاحي للمغرب، ندرك أهمية هذه التحديات، ونحرص على يقظة دائمة لحماية زبنائنا وتعزيز ثقتهم”.
وأشار فكرات أيضا إلى أن عمل البنك يندرج في إطار دينامية جماعية، تقودها على وجه الخصوص لجان، تؤطرها المجموعة المهنية لبنوك المغرب (GPBM)، التي تلعب دورا رئيسيا في تقاسم المعلومات والتدبير المنسق للحوادث، وتجميع الخبرات وأفضل الممارسات في خدمة الأمن السيبراني في القطاع البنكي.
من جهته، سلط باسم الغرسلي، نائب الرئيس والمدير الإقليمي لشمال وغرب إفريقيا في ماستركارد، الضوء على موضوع هذا اللقاء الذي يتمحور حول صعود الاقتصاد الرقمي وتحديات الأمن السيبراني. وأشار إلى أنه للوهلة الأولى قد يبدو أن هذين العالمين في حالة صراع مع بعضهما البعض، مضيفا أن “التحدي الذي نواجهه” يكمن في تسريع التحول الرقمي دون المساس بالجانب الأمني.
وخلال هذا اللقاء، قدم خبراء الأمن السيبراني بمجموعة القرض الفلاحي للمغرب عرضا شاملا حول وضعية التهديدات الحالية، مستعرضين التوجهات والدروس المستخلصة وحالات عملية مرصودة في المغرب وعلى الصعيد الدولي. وذكروا بأن هذه الهجمات، التي أصبحت أكثر شراسة وتعقيدا، يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على نشاط المقاولات.
وفي هذا الإطار، أبرزت المجموعة الإجراءات التي تعتمدها لتأمين خدماتها الرقمية ومنظومة الأداءات على المدى الطويل، ومنها: التعزيز المستمر لآليات الوقاية والكشف، ومحاربة الاحتيال بشكل استباقي، وتحسين قدرات الاستجابة، إلى جانب برنامج منتظم للتوعية لفائدة زبنائها. وتهدف هذه الجهود إلى ترسيخ ثقة رقمية مشتركة تعد أساسية لتسريع الاستخدامات الرقمية بشكل آمن.
