النعمان اليعلاوي
يشهد شاطئ مدينة سلا، هذه الأيام، انتشارًا لافتًا لأعداد كبيرة من الكلاب الضالة، ما أثار موجة من القلق والاستياء بين المصطافين والزوار الذين يتوافدون على الشاطئ خلال فصل الصيف. وباتت الظاهرة، التي تزايدت بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة، تشكل تهديدًا لسلامة المواطنين، خاصة الأطفال، فضلًا عن تأثيرها السلبي على جمالية المكان وسمعته السياحية.
ويؤكد مرتادو الشاطئ أن الكلاب تتحرك في مجموعات، بعضها يتجول على طول الكورنيش، فيما يقترب بعضها الآخر من أماكن جلوس العائلات أو من مياه البحر، الأمر الذي يدفع الكثيرين إلى مغادرة الشاطئ أو الابتعاد عن مناطق معينة منه. فيما أبلغ عدد من المواطنين عن حالات مهاجمة من طرف هذه الكلاب، إضافة إلى نباحها المستمر، ما يزيد من الشعور بالانزعاج والتهديد.
وأشارت مصادر محلية إلى أن الكلاب الضالة تجد في الشاطئ بيئة مناسبة للبحث عن الطعام، خصوصًا في ظل وجود بقايا مأكولات يتركها بعض المصطافين على الرمال أو في حاويات النفايات غير المغلقة بإحكام، علما أن غياب تدخلات فعّالة من السلطات المختصة ساهم في تفاقم الوضع، رغم الشكايات المتكررة التي رفعها سكان الأحياء المجاورة وجمعيات المجتمع المدني المهتمة بالشأن البيئي والصحي.
في السياق ذاته شدد عدد من الجمعيات الحقوقية والبيئية على أن ظاهرة الكلاب الضالة في المدينة ليست جديدة، لكنها اتخذت أبعادًا مقلقة مع حلول فصل الصيف وارتفاع الإقبال على الشاطئ. وطالبت الجمعيات بضرورة اعتماد خطة شاملة تجمع بين التدخل العاجل لحماية سلامة المواطنين، ووضع برامج مستدامة للتعامل الإنساني مع هذه الحيوانات، من خلال عمليات التعقيم والتلقيح، بدل الاكتفاء بالحلول الظرفية التي لا تعالج أصل المشكل.
من جهتهم، عبر عدد من المصطافين عن استيائهم من غياب إجراءات وقائية واضحة على مستوى الشاطئ، مؤكدين أن استمرار هذا الوضع قد يؤثر على الإقبال السياحي، خصوصًا وأن الشاطئ يُعد من أبرز المتنفسات الطبيعية لسكان سلا والرباط والمناطق المجاورة. فيما حذر بعضهم من مخاطر الإصابة بداء السعار في حال التعرض للعض، وهو ما يتطلب حملات توعية وتحسيس بأهمية تجنب الاحتكاك بالكلاب الضالة.
من جانبها، كشفت مصادر من داخل جماعة سلا عن غياب خطة تدخل أو إجراءات مرتقبة للحد من هذه الظاهرة. وبينما يستمر الجدل حول الحلول المناسبة، يظل شاطئ سلا تحت رحمة جحافل الكلاب الضالة، في مشهد يختزل إشكالية أوسع مرتبطة بالتدبير الحضري والصحي للمدينة، وضرورة إيجاد توازن بين الحفاظ على سلامة المواطنين وضمان معاملة رحيمة للحيوانات.
