حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرثقافة وفن

 الكلب والكلاب في المتخيّل الأدبي

 

 إعداد وتقديم: سعيد الباز

 

حظيت شخصية الكلب في المتخيّل الأدبي بمكانة خاصة، حملت إثرها عدّة أبعاد رمزية تجاوزت خصلة الوفاء الشائعة والمتداولة. إنّ أبرز التمثلات التي خضع لها وجود شخصية الكلب وحضوره في الأدب بشكل عام تظهر في صور مختلفة من استعارة فنية إلى قناع يتخذه الكاتب وسيلة للتعبير عن أفكاره وآرائه بطريقة غير مباشرة.

فالكلب عند فرانز كافكا يعبّر عن الخيارات الوجودية بين الضرورات المادية والحاجة الإنسانية للمعرفة. فيما يصوّر كلب بول أوستر عبثية الوجود والبؤس الإنساني، وأخيرا يغوص بنا عبد السميع بناصر، بسخريته المعهودة، في عالم القرية المغربية وواقعها.

 

فرانز كافكا.. تحريّات كلب

 

 

… الآن قد يقول امرؤ: «إنّك تعذب نفسك بسبب إخوتك الكلاب، بسبب التزامهم الصمت إزاء أسئلة هامة، وتؤكّد أنّهم يعلمون أكثر مما يعترفون به، وأكثر مما يسمحون بأن يكون ملزما لهم، وأنّ هذا الصمت، الذي أخفى ضمنا كذلك سببه الغامض، يسمّم وجودك، ويجعل هذا الوجود أمرا لا يطاق بالنسبة لك، بحيث يتعيّن عليك إمّا أن تغيّره أو تتعايش معه. وقد يكون الأمر كذلك، لكنّك بدورك كلب، ولديك أيضا المعرفة الكلبية. طيب. هاتها! لا في شكل سؤال فحسب، وإنّما في صورة إجابة لو أنّك بحت بها، فمن ذا سيفكر في معارضتك؟ ستنضم جوقة الكلاب الهائلة إليك كما لو كانت في انتظارك، عندئذ سيكون لك من الوضوح الحقيقة والمجاهرة بقدر ما تشاء، سيفتح عنوة سقف هذه الحياة التعسة التي تحدثت عنها حديثا فظا، وسنرقى جميعا كتفاً إلى كتف إلى عالم الحرية الجليل. فإذا لم نحقق الكمال النهائي، إذا ما غدت الأمور أسوأ من ذي قبل، وإذا ما عجزت الحقيقة عن الشموخ بقامتها فوق نصف الحقيقة، إذا ما ثبت أنّ الصامتين على حق كحراس الوجود، وإذا ما تداعى الأمل الواهن الذي لا يزال يداعبنا مفسحا السبيل لليأس المطبق، فإنّ المحاولة تظل جديرة باجتراحها، حيث إنّك لا ترغب في العيش على نحو ما أنت مجبر على أن تحيا. طيب، إذن، لِمَ توجّه اللوم إلى الآخرين لالتزامهم الصمت فيما تظلّ صامتا بدورك؟».

ومن اليسير الردّ: لأنني كلب محاصر جوهريا بالصمت كالآخرين، أقاوم في عناد أسئلتي، ومتصلب من جراء الخوف. وإذا ما شئنا التزام الدقة لتساءلنا: أتراني على الأقل منذ سنوات نضجي. سألتُ إخوتي الكلاب آملاً أنّهم قد يجيبونني؟ أو قد راودني حقا مثل هذا الأمل الأحمق؟ بمقدوري أن أتأمل أسس وجودنا وأرقب الكدح في رفعها، ذلك الكدح الأسود وأتوقع أن يتخلى عن كل هذا وأن يهم ويقوض لأنني أطرح سؤالا؟ كلّا، ما عدت أتوقع ذلك. إنّني أفهم رفاقي الكلاب. أنا بضعة من لحمهم، من لحمهم التعس، دائم التجدد أزلي التوق، غير أنّ اللحم والدم ليسا هما فحسب ما يربطنا، وإنّما المعرفة كذلك. ليست المعرفة وحدها، وإنّما مفتاحها أيضا. لستُ أملك ذلك المفتاح، اللهم إلّا بالاشتراك مع الآخرين كافة، ولا أستطيع تملّك ناصيتها دونما عون منهم. وأصلب العظام التي تضم أبدع النخاع لا يمكن قهرها إلّا بالسحق الموحد لكلّ أسنان الكلاب كافة. ذلك بالطبع هو مجرد تشبيه ومبالغة، ولو أنّ الأسنان كلّها كانت متأهبة لما كانت هناك حاجة إلى القضم، فسوف تتصدع العظام من تلقاء نفسها، وسيغدو الوصول إلى النخاع أمرا ممكنا لأوهن الكلاب. ولو أني التزمتُ بهذا التشبيه، فإنّ المقصود من وراء أهدافي وأسئلتي واستفساراتي سيبدو شيطانيا. هذا صحيح، ذلك أنّي أريد إجبار الكلاب جميعا على أن تتجمع معا على هذا النحو. أرغب في أن تتصدع العظام متفتحة تحت ضغط هذا الاستعداد الجماعي. أريد عندئذ أن أصرفهم ليعودوا للحياة العادية التي يعشقون، فيما آخذ وحيدا، وحيدا تماما في لعق النخاع. يبدو ذلك شيطانيا، كما لو كنتُ أرغب في أن أتغذى لا على نخاع عظمة، وإنّما على نخاع جنس الكلاب ذاته بأسره. لكنّه محض تشبيه فحسب. والنخاع الذي أناقش أمره هنا ليس طعاما، وإنّما هو على العكس سم.

 

بول أوستر.. تمبكتو

 

… ماذا بوسع كلب مسكين أن يفعل؟ كان السيد بونز كلبا مع صاحبه «ويلي» منذ أن وعى على الوجود جروا وليدا، والآن صار في حُكم المستحيل بالنسبة له أن يتخيّل عالما يخلو من سيّده. كانت كلّ فكرة وكل ذكر وكل مثقال ذرّة من الأرض والهواء مشبعة بحضور «ويلي». العادات لا تموت بسهولة، ولاشك أنّ هناك بعض الحق في المقولة الشائعة عن صعوبة تعلّم الكلاب العُجُز حيلا جديدة، غير أنّ رعب السيد بونز مما سيأتي كان مصدره أكثر من محض الحبّ والوفاء. لقد كان رعبا وجوديا خالصا. فإذا حذفنا «ويلي» من العالم، فالنتيجة الأغلب أنّ العالم نفسه سيتوقف عن الوجود.

ذلك هو المأزق الذي واجهه السيد بونز في صباح أغسطس ذلك بينما يجرجر قدميه في شوارع بالتيمور مع سيّده العليل. إنّ كلبا وحيدا ليس أفضل كثيرا من كلب ميّت، فحين يلفظ «ويلي» نفسه الأخير، فلن يجد هو أمامه ما يتطلّع إليه سوى زواله الوشيك. كان «ويلي» قد ظلّ يحذره من هذا لأيام عديدة حتّى الآن، وقد حفظ السيد بونز الدرس عن ظهر قلب: كيف يتجنب صائدي الكلاب، ورجال الشرطة، وعرباتهم، والسيارات التي بلا لوحات معدنية، والمنافقين المنتمين إلى ما تُسمّى جمعيات الرفق. مهما خاطبوك بمعسول الكلام، فلا معنى لكلمة (ملجأ) إلّا المتاعب. يبدأ الأمر بشبكات وأسلحة تطلق رصاصات المهدّئات العصبية، ثم الانحدار إلى كابوس من الأقفاص وأضواء النيون، ثم الانتهاء بحقنة قاتلة أو جرعة من غاز سامّ. لو أنّ السيّد بونز ينتمي إلى سلالة يسهل التعرّف عليها، فربّما كان أوفر حظا في مسابقات الجمال اليومية التي تقام أمام المالكين المنتظرين، لكن أقرب أقربائه ليس سوى خليط من الصفات الوراثية: رقعة من الكلب الأسكتلندي الضخم، ورقعة من اللابرادور، ورقعة من الإسبانيول، ورقع من فسيفساء كلابية متناثرة مثل لغز، يجب تجميع أجزائه معا. ما زاد الأمور سوءا أن برزت من معطف فرائه الرثّ عقد خشنة، وانبعثت من فمه رائحة كريهة، واحتقنت في عينيه كرات دموية حزينة. لن يرغب أحد في إنقاذه. وكما كان منشد الشعر المتشرد أن يقول، لا مهرب من المكتوب إن لم يعثر السيّد بونز على سيّد آخر بأسرع وقت ممكن، لضاع وصار نسيا منسيا.

«وإذا لم تنل منك أسلحتهم الصاعقة»، واصل «ويلي» حديثه وهو يتشبثُ بعمود إنارة في ذلك الصباح كثيف الضباب في بالتيمور، ليمنع نفسه من السقوط، «فهناك ألف شيء آخر سوف ينال منك. إنّي أحذّرك، فلابد أن تعثر لك على مجنون جديد، وإلّا فإنّ أيامك معدودة. أنظر في أنحاء هذا البلد الكئيب، هناك مطعم صينيّ في كلّ مربّع سكني، فأنت لا تفقه شيئا في المطبخ الشرقي، لمذاق الكلاب مكانة عالية عندهم، يا صاحبي، والطهاة هناك يتصيّدون الكلاب الشاردة، ويذبحونها في الزقاق وراء المطعم مباشرة. عشرة، عشرين، ثلاثين كلبا كلّ أسبوع، وقد يمرّرونها على قائمة الطعام، بعدّها بطّا أو خنازير… ستفكّر ألف مرّة قبل أن تهزّ ذيلك أمام أحد تلك المطاعم الصينية الحقيرة. هل تلتقط فكرتي، يا السيد بونز؟ اعرف عدوّك، ثم انأ بنفسك عنه»… يكتسب أغلب الكلاب معرفة عملية جيّدة بالاستماع إلى حديث السائرين على قدمين. لكن في حالة السيد بونز كانت لديه ميزة إضافية. لأنّ الحظ أكرمه بسيّد لا يعامله على أنّه مخلوق أدنى… إضافة إلى أنّ السيّد بونز لم يكن فقط أعزّ أصدقاء «ويلي»، بل صديقه الوحيد. وبما أنّ «ويلي» كان مُولعا بصوته الشخصي، مهووسا بالكلام… ونادرا ما كان يتوقف عن الحديث من اللحظة التي يفتح فيها عينيه صباحا حتّى يغيّبه الخمر ليلا، لهذا كان من المنطقي تماما أن شعر السيّد بونز بألفة شديدة مع لغة سيّده.

 

عبد السميع بنصابر.. حكاية كلب

 

في العدد السابع بعد المائة من مجلة «العندليب»، قرأ أحد الصبية معلومة غريبة، مؤدّاها أن الكلاب لا ترى الألوان. لكن «ريكس»، استطاع، ذاك المساء، في لحظة استعصت على نظريات العُلماء، أن يميّز صُفرة سروال صاحبه، عندما عمد أحدهم إلى نزعه داخل الملعب أمام الملأ، حتى لا يرتفع بجسمه إلى الأعلى ويصدّ الكرة المتّجهة نحو المرمى. تعالت هُتافات شباب القرية، وصرخ الحشاشون والسّكارى والأطفال. ولم يستطع الكلب المُسنّ أن يميّز في ما إذا كانت تلك الهتافات فرحاً بتسجيل الهدف، أم بسبب تكشُّف عورة صاحبه. وعندما أعياه التفكير نبح طويلا، واختلط نباحه بعوائهم. نعم، في مثل هذه المواقف عليه أن ينبح فقط، لأنّ أنيابه لم تعُد حادّة كما كانت، وزمجرته لم تعد تخيف النمل. والمكان الذي كان يتكوّمُ فيه بين الجمهور، لم يكن سوى محض جميلٍ منهم، وربما كان ذلك على سبيل الألفة. إنّه يعلم ذلك ويوقن به مثلهم. وهو يتذكّر جيدا كيف أن الجميع ناداه قبل سنوات بـ«ريكس»، ثم أمهلوه فترة حتّى برزت عظامه، ولم يعد بعدها أحد يهتمّ به. وحتّى إذا ما أراد أحد أن يشير إلى مسكن صاحبه، مدّ سبّابته قائلا: «حيث يتكوّم ذلك المجحوم!».

حين كان الشباب ينوون حضور حفل زفاف بقرية مجاورة، كانوا يمرون كعادتهم على مسكن صاحب الكلب، ثمّ يطلقون صفيرا متواصلا، فينبري الكلب من بين أشجار الصبّار. ولم يكن الإصرار على صحبته بدافع الاحتراس من قطّاع الطرق. كلّا، فهُم من كانوا يتكلّفون بقطعها أساسا. لكن السبب أنّ لـ«ريكس» هذا، وإن نحُفَ وخارت قواه، حاسة شمّ عز نظيرها. فإذا حدث وتوقّف في لحظة ما ومدّ خيشومه وارتفعت أذناه، فلا بدّ أنّ ثمة أفعى متكوّمة تتربّص بأحد في الجوار. ولم يكُن المجحوم غبيا حتى يتبع هؤلاء الفتية العابثين، ويقطع تلك الأميال في الليالي عبثا، دون أن يمنّي نفسه بفضلات الأعراس التي كانوا يرمون بها طيلة طريق العودة، كلّما تباطأت خطواته من العجز والتّعب.

في تلك الليلة، لم يحتج المجحوم قطع مسافة لينعم بعظام الدّجاج كما ألف، فقد ملأ الدنيا وشغل الناس حفل تنصيب رئيس الجماعة القروية. والرئيس الجديد، كما يعلم الجميع، أحد أبنائها البرَرة. ولن يحسّ بجوعهم أكثر من جائع قديم. لذلك قُدحت نيران المطابخ، وارتفعت أدخنة الشواء، وامتلأت الأطباق بما لم يحلم به هؤلاء البؤساء يوما. حتّى إنّ القطط والكلاب تجشأت ولم يبق إلا أن تولغ في كؤوس الليمونادا أيضا…

في صبيحة اليوم الموالي، كانت القرية قد دشّنت عهدا آخر مع رئيسها الجديد، أعلنتها لافتات الترحاب الّتي زيّنت أسوار المنازل الطوبية. تقدّم المجحوم نحو إحداها، ثمّ مدّ خيشومه يتشمّمها. وحين تأكّد ألا خطر في ذلك، رفع قائمته ثمّ تبوّل على أحرفها البارزة، قبل أن يسترخي مغفياً قرب صنوبرة في اطمئنان. وفي تلك اللحظة، وبعيدا عن هناك بأمتار قليلة، كان المستشارون يتحلّقون بإحدى قاعات مقرّ الجماعة مستنفرين آذانهم لسماع أوّل خطاب للرئيس. مدّ الرجل يده ليفكّ ربطة عنقه قليلا ثمّ نحنح وهو يربّت على المايكروفون:

«أيها السادة المحترمون،

إنّ الله لا يُغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم (…) إنّ القرية بحاجة إلى حملة تنظيف واسعة (…) ولن أعلن بدايتها قبل أن نقضي على الكلاب –أعزّكم الله- التي ملأت أزقّتها».

ارتفعت الأيادي مصوّتة مصفقّة للقرار، وقبل مغادرتهم القاعة، انتشر الخبر كما تنتشر النار في هشيم حلفاء. وما هي إلا ساعات حتّى سُمع دوي البنادق مصحوبا بهدير شاحنة الجماعة وهي تلمّ جثث الكلاب المتناثرة في كلّ مكان. ورفع شيخ عُكّازه في الهواء صائحا في حماسة: «واااالخيل!».

كان الصبيةُ يتراكضون أمام الشاحنة يدلون عمّال الجماعة على مواضع الكلاب، وحين تشمّم «ريكس» رائحة البارود، كان الأوان قد فات. إذ إن رصاصة اخترقت قائمته الخلفية قبل أن يفرّ بجلده، فراح يزحف مطلقا نباحا أشبه بالنواح، وهو يحاول الاختباء بين جذوع الأشجار. وحينئذ انهالت عليه الطلقات العشوائية، فانفجرت الدماء من بين عظامه. ومرة أخرى، استطاع أن يميّز لونها الأحمر القاني ضدّا على كلّ النظريات، مُدركا، في الآن نفسه، أنها آخر عهد له بالحياة.

قبل أن تجنح الشمس نحو مغربها، كانت القرية قد أُقفرت من كلابها. وجاء العمّال بالمكانس لمحو آثار الدّماء. لكن سؤالا واحد بقي معلقا دون جواب: من سيصحب الفتية إلى الأعراس ليلا؟

قال الرئيس مخاطبا الشباب ذاك المساء:

– إنني أُدركُ ما يدور في خلدكم. في المرات القادمة لن تحتاجوا مجحوما ليرافقكم. ستكون شاحنة الجماعة في خدمة أبناء الدوار!

وليته لم يُقرر ذلك، فخلال كل رحلة من ليالي الصيف الحافلة بالأعراس، كانت جثّة «ريكس» تتمثّل للفتية وهي ممدة داخل الشاحنة، حتّى إنهم آثروا الاستغناء عنها لاحقا دون أن يدرك الرئيس سببا لذلك.

بالقرية نفسها، حدث، قبل عشرات السنين، أن ولج صبي باب المدرسة. وكان ذاك أوّل عهد له بها. لكن ما إن تجاوز البوابة حتّى قفز كلب الحارس مطارداً إياه. لم يعُد الصبيّ بعدها أبدا. وهكذا لبث أميا يجهل القراءة والكتابة. ولأن أبواب الوظيفة أوصدت في وجهه، طرق باب السياسة وتدرّج في سلالمها حتى صار رئيس جماعة بالقرية نفسها. ولم يكن غير الرئيس نفسه الذي نفّذ حكم الإعدام في حق كلّ الكلاب. فمن المحتمل أن يكون أحد تلك الكلاب من حفدة غريمه القديم. من يدري؟ ومن يدري عن هذه القصة أيضا؟ لا أحد في القرية يعلم هذا السرّ غير المجحوم الذي بال على اللافتة يومها. ولم يكُن طبعا الكلب –نفسه- الذي طرد الصبي من المدرسة. قد يكون إنسيا في هيئة كلب حسب نظرية التناسخ التي طالعها شخصٌ ما في مجلة (لن نذكر عنوانها هذه المرة حتى لا يصدر الرئيس أمرا بحرق جميع الكتب في القرية). وقد يكون الشخص الذي قرأ عن تلك النظرية هو نفسه من طالع العدد السابع من مجلة العندليب قبل أعوام. من يدري؟

 

ميخائيل بولغاكوف.. قلب كلب

 

 

كتب الروائي والمسرحي الروسي ميخائيل بولغاكوف رواياته «قلب كلب» سنة 1925 وظلت ممنوعة حتى سنة 1987. كانت تحمل نقدا لاذعا للمشروع السوفييتي في بناء مجتمع جديد وتحويل طبقة اجتماعية قائدة لهذا المجتمع من خلال شخصية الكلب الشريد التي تحمل بعدا رمزيا كبيرا، حيث سعى الأطباء إلى تحويله إلى إنسان بعد أن زرعوا فيه غدة نخامية بشرية فتحوّل إلى إنسان بقلب كلب. نصادف هنا الكلب وهو يصف تشرده قبل وقوعه بين أيدي الأطباء وسعيهم لتحويله إلى كائن بشري:

«… في خاصرتي ألمٌ لا يطاق، وحدود مستقبلي واضحة لي تماما. إذ غدا ستبدأ القروح بالظهور، وإنّي لأتساءل: بماذا سأداويها؟ في الصيف أستطيع الذهاب إلى حيّ «صكولنكي»، فهناك يوجد نبات ممتاز أخضر ومن نوع خاص، كما أنّك ستُتخم مجانا مما يرميه المواطنون من بقايا السجق، وتشبع من لحس الأوراق الملوثة بالدهن. ولولا هذه الشريرة التي تغنّي «عايدة الغالية» من فوق دائرة في ضوء القمر بصوت تتقطع له نياط القلب.. لكان الأمر ممتازا. أمّا الآن فإلى أين تذهب؟ أما ركلوك على مؤخرتك بالحذاء؟ ركلوك. أما كانت أحجار القرميد تصيب أضلاعك؟ بلى، لقد نلت ما فيه الكفاية. لقد عانيتُ كلّ شيء. وإنني قانع بمصيري، ولئن كنتُ أبكي الآن فإنّما بسبب الألم والبرد، لأنّ روحي لم تهمد بعد… روح الكلاب صبورة.

أمّا جسمي فمُحطّم، مكسّر، فلشدّ ما تمتع الناس بتعذيبي، والشيء الأهم هو كيف قذفني بالماء الغالي فاخترق جلدي. ويبدو أنّه لم يعد ثمة ما أحمي به جنبي الأيسر إطلاقا. فأنا معرّض الآن وبكلّ بساطة للإصابة بالتهاب الرئتين، وإذا أُصبتُ به فإنني، أيّها المواطنون، سأهلك من الجوع. إنّ الإصابة بالتهاب الرئتين تتطلب استلقاء في الممر الرئيسي تحت الدرج. ولكن من سيركض عندئذ عوضا عنّي، أنا الكلب العازب الطريح، يجري بين صناديق القمامة بحثا عن الطعام؟ وإذا ما أُصيبت رئتي سأزحف على بطني حتّى يبلغ الضعف حدّا يسمح لأيّ مختص أن يوجه لي ضربة بعصاه تودي بي إلى الموت. ثم يجرّني الكناسون من رجليّ بخطافين ويلقون بي في العربة…

إنّ الكنّاسين هم أحطّ وأنذل أنواع البروليتاريين جميعا. إنّهم النفايات البشرية وأسفل الدرجات، والطباخون أنواع. هناك، مثلا المرحوم «فلاص» من شارع بريتيشيستنسكيا. ما أكثر الذين أنقذ حياتهم، ذلك أن الشيء الأهم وقت المرض هو الحصول على لقمة. وهكذا كان يحدث، كما تذكر الكلاب المُسنة، أن يرمي «فلاص» عظما يكون عليه نصف أوقية من اللحم. أسكنه الله فسيح جنانه، فقد كان شخصية أصيلة، وطباخا راقيا عند عائلة «تلصتوي»، وليس واحدا من مجلس التغذية العادية. إنّ ما يقومون به من أعمال هناك، في التغذية العادية، أمر لا يدركه عقل كلب! فهم أنفسهم، السفلة، يطبخون حساء الحُمّيض من لحم مملّح نتن، بينما لا يعرف أولئك المساكين شيئا عن ذلك. إنّهم يركضون، يحشون بطونهم، يلعقون.

هناك عاملة على الآلة الكاتبة مرتبُها من الدرجة التاسعة خمسة وأربعون روبلا، إلّا أنّ عشيقها في الحقيقة سوف يهديها جوارب… ولكن كم عليها أن تتحمل من إهانات في سبيل ذلك… فهو لا يأخذها بإحدى الطرق العادية، بل بطريقة الحب الفرنسي. الحكي بيننا، يا لهؤلاء الفرنسيين من أوغاد! رغم أنّهم يأكلون طعاما فاخرا ويتناولون النبيذ الأحمر دائما. نعم… تأتي هذه العاملة المسكينة راكضة، إذ إنّك لا تستطيع الذهاب إلى «بار» ومُرتّبُك خمسة وأربعون روبلا. إنّها لا تستطيع الذهاب إلى السينما أيضا، مع أنّ السينما هي العزاء الوحيد للنساء في الحياة».

 

 رف الكتب

 البهلوان الأخير

 أيّ مسرح لعالم اليوم؟

 

كتاب «البهلوان الأخير، أيّ مسرح لعالم اليوم؟» للكاتب والناقد المسرحي المغربي سعيد الناجي يضع مقدمة أساسية لهذا الكتاب من خلال عنوانه الذي أتى على شكل سؤال مفتوح يقول الكاتب: «يبدو سؤال «أي مسرح لعالم اليوم؟» في عنوان الكتاب حاملا لشيء من الادعاء، إذ من يستطيع أن يقدم وصفة لما ينبغي أن يكون عليه المسرح في عالم اليوم، ولكن الأمر لا يتعلق بتقديم وصفة جاهزة، ولكن بالتفكير في المسارات التي يتخذها المسرح في عالم سريع التطور، وبالتحولات التي تصيبه في مجتمعات الاستهلاك»، مضيفا أنّه «منذ نهاية القرن العشرين انشغل المسرحيون سواء في البلدان العربية أو في العالم بالتساؤل عن هوية المسرح في أفق الألفية الثالثة، واهتموا بالتفكير في ما يمكن أن يلحقه من تحولات في ظل ما يعرفه العالم من تطورات هائلة خاصة على صعيد أنظمة التواصل والتبادل، والتي تقضي على الكثير من الأشكال الثقافية والتواصلية التقليدية والمسرح أهمها، وأمام الثورة التكنولوجية وتعدد القنوات والفضائيات، وتطور تقنيات الفيديو والسينما وأفلام الأبعاد الثلاثة، وانفجار الأنترنيت ومواقعه، وأمام كلّ هذا يبدو المسرح مثل بهلوان أخير يصرّ على تقديم ألعابه التقليدية للجمهور رغم أنّ السيرك قد تغيّر رأسا على عقب، وبدأ يستعين بمهارات جديدة لا تترك للبهلوان أيّ مجال للاستمرار، ورجال المسرح يؤمنون بهذا البهلوان كما يؤمنون بالمسرح نفسه، لأن هذا الإيمان أضحى مبدأ لاستمرار المسرح، والتخلي عنه يعادل توقفه بشكل بارد وصامت وقد جاءت دراسات هذا الكتاب منذورة لهذا الانشغال بوضعية المسرح في عالم اليوم، وبتحولاته الحتمية التي ينبغي في تقديري أن ننتبه إليها في مسرحينا المغربي والعربي».

تضمن الكتاب عدة قضايا أساسية، من بينها وضعية المسرح في ظل مجتمعات الاستهلاك الحديثة، المسرح بين المحلية والتواصل الثقافي بين الشعوب خاصة في حوض البحر المتوسط، أو ما عبر عنه الكاتب بعبارة مختصرة «لقد خلق المسرح عبر تاريخه حوضا ثقافيا، ولا بد لنا أن نضع مسرحنا في هذا الحوض، وإلا حكم علينا باليباب المسرحي المحقق». إضافة إلى عدة تساؤلات توزعت على فصول الكتاب، من بين أهمها تساؤل عن نهاية التنظير المسرحي، وأسئلة أخرى عن قلق الاحتراف في المسرح المغربي أو قلق الانتماء واللغة والتجريب في المسرح المغربي…

 

 مقتطفات

 عبقرية الكذب.. أو هل كذب كبار الفلاسفة؟

 

يقدّم الكاتب فرانسوا لوندمان، في كتابه «عبقرية الكذب، أو هل كذب كبار الفلاسفة؟»، منظوره الجديد لموضوع الكذب بقوله: «كثيراً ما شكّلت إدانة الكذب من الناحية الأخلاقية عائقاً يحول دون تقدير طابعه المتشعّب المعقّد. وحسبنا أن ننحي الحكم الأخلاقي على الشخص الكذوب جانباً حتى نجد أن معاينة المواقف الكاذبة، بما تنطوي عليه من غنىً ونشاط، أمرٌ شيّقٌ ومثمرٌ. فمثال داروين، الذي كان يختبر مشاعر الفرح والألم التي كانت ترتسم على وجه طفله الصغير كي يقوم بتسجيلها في دراسةٍ حول العاطفة لدى الحيوانات، يجعلنا نكتشف المدى الرحيب لعلامات الكذب ولغاته الخاصّة.

تقدّم لنا الحياة اليوميّة مشاهدَ متعدّدة من صنوف الكذب، الخاصة والعامّة، فحقل الخيانات الزوجية يشكل منذ أمدٍ بعيدٍ حقلَ تجاربٍ ترى فيه الطرف الخائن يخترع السيناريوهات الكاذبة، ويحرّف الكلمات ويلغمها، ويلفّق الحيل الذكية أو الساذجة. والحال كذلك في المشهد السياسي عندما يقوم أحد السياسيين المسؤولين بحلف أغلظ الأيمان على كونه بريئاً. بالطبع، نحن نكظم مشاعرنا غيرةً أو ازدراءً، بقدر ما يصدمنا انتهاك حرمة الحقيقة، ولكنّ التمعّن قليلاً في طبيعة البشر، وألوان خطاباتهم يجعلنا ندرك الغنى المدهش للكذب وأَمَاراته التي لا تنتهي. وحسبنا أن نستطيع، دون تجشُّم روح الصرامة العلمية على الدوام، أو برودة أعصاب الناقد المتهكّم، معاينة قدرة الكذب الإبداعية. إنّ ملكة الحديث بغير الحق ملكة ذات غواية وشجون، فما أن يُفتضح أمر أحد الكاذبين حتّى يفقد رصيد مصداقيته ردحا طويلا من الزمن، وتُصبح أحاديثه جميعها متّهمة بالكذب والبهتان، حتّى عندما ينطق بالحق… إنّ ميل الفطرة البشرية إلى الكذب يلقي بظلال الشك على جميع أحاديث المحدّثين. فكيف نقتفي آثار الأقاويل الزائفة وهي تختبئ وراء الأصوات الصريحة والنظرات الصادقة، وأيّ علم سوف يمكننا من إرباك ذلك الكذّاب المتمرس الخبير؟».

يصنّف الكاتب فرانسوا لوندمان بتفصيل، أيضا، أكثر أنواع الكذب وأشهرها: «هنا نصل إلى أشهر الأكاذيب وأهمّها: إنّها الأكذوبة التي يكذبها كلّ منّا على نفسه، بحيث يتحوّل الكذب هنا إلى مسألة عظيمة تتجاوز نطاق الأحكام الأخلاقية والقانونية. إنّ مواجهة قوّة الكذب تقتضي تحليل كفاءته، وقياسها بتلك التي للحقيقة، من حيث التكلّم بهما، وتصنيع كل منهما، واستقلالهما الذاتي. وهنا فإنّ الجهاز كاشف الأكاذيب لا يمكنه أن يتنطّع في إنجاز هذه المهمة. فالحاجة تدعو هنا إلى نوع من المراقبة يرقى إلى رتبة فنّ وعلم في آنٍ معا».

يضع الكاتب نماذج لمفكرين وفلاسفة تتناقض حياتهم مع أفكارهم بالمرة بما يشبه هذا الصنف من الكذب: «هكذا يجب علينا أن نعكس صيغة العبارة التي تقول (هذا المفكّر يعلن هذا المبدأ، بينما يتصرف على نحو يخالفه تماما)، لنفضّل عبارة (هذا المفكّر يعلن هذا المبدأ لأنّه يعيش بصورة مناقضة لما يُنظّر له). وهكذا فإنّ جان جاك روسّو، الذي ألّف بحثا عظيما في التربية قدّم نفسه فيه على أنّه الأب الحنون، لم يؤلفه (على الرغم من) تخلّيه عن أطفاله الخمسة، بل (بسبب) هذا التخلّي. فما ندعوه تناقضا يقوم على مزيد من العمليات النفسية التي يتوصّل من خلالها المكّر إلى تقسيم نفسه تقسيما يُفضي به إلى أن يتكلّم عن حقيقة مناقضة لما يعيشه. فهذا الكذب-الصادق وفق عبارة أراغون، يحشد جملة من المفاهيم التي يخلق لنفسه فيها وجودا نظرا. فالفيلسوف ميشال فوكو في الوقت نفسه، الذي كان فيه يعلّم طلّابه الشجاعة في قول الحقيقة، كان يُخفي أمر إصابته بمرض السيدا الذي قضى عليه بعد أشهر قليلة من ذلك. لقد كان يسلّم آخر خطاباته المناقضة لحياته السرّية المرتبة بكلّ دقة. ولكن الوقوف على ذلك لا يكفي، كما أنّ شجبه واستنكاره لا يعلّمنا شيئا. في المقابل، إنّ فحص الموضوع وتحليله يمكننا من بلوغ المواربة المثمرة التي من خلالها ينتج الإنكار أفعالا تصورية… فنحن نظن أنّ النظريات صافية مثل البلور، ونعتقد على الفور بشفافية قائمة بين شخصية المفكّر، وشخصية الكاتب الذي يعبّر عن الحقائق إذ لا فرق بينهما. لكنّ لا أحد يستطيع التسليم ببداهة أنّ هاتين القضيتين تشكلان قضية واحدة». إنّ كتاب «عبقرية الكذب» يدعو إلى فهم الذات كما هي، لا كما ينبغي لها أن تكون. فالكاتب لا يستنكر أو يدين التناقض بل يعتبره جزءا من العبقرية الإنسانية. والكذب لدى الكتاب والمفكرين بالنسبة له ليس خيانة للذات بل تعبير عن تعقيداتها وثرائها في الآن نفسه.

فرانسوا نودلمان François Noudelmann  فيلسوف وأستاذ جامعي فرنسي. له مؤلفات في الفكر السياسي، الجماليات والهوية. يهتم خصوصًا بالحدود بين الفلسفة والأدب والسير الذاتية. عُرف بموقفه النقدي المتحرر من الأخلاقيات الجامدة.

 

 

 

 متوجون

 جائزة خالد خليفة للرواية في دورتها الأولى

 

تأسست جائزة خليفة للرواية من قبل أصدقاء الروائي السوري الراحل خالد خليفة (1964- 2023) لتخليد ذكرى رحيله في ثلاثين شتنبر من كل سنة. تعتبر هذه الجائزة ذات شخصية مستقلة ومحايدة، ولا تخضع في معايير منحها إلا للجوانب الإبداعية دون أي شكل من أشكال التمييز. تهدف هذه الجائزة إلى الاحتفاء بالرواية من جهة وإلى تخليد اسم خليفة من جهة أخرى باعتباره من أبرز الروائيين العرب الذين ألهموا وكرسوا قيما حضارية في مواجهة الظلم وتعرية كافة أشكاله، وهي موجهة بالأساس إلى الروائيين الذين يصدرون عملهم الروائي الأوّل من أجل تكريمهم ودعمهم لتجسيدهم روح الابتكار وحرية التعبير، وخلاصة القيم الأخلاقية والمعرفية والإبداعية التي دافع عنها خالد خليفة طوال مسيرته الروائية.

توجّه جائزة خالد خليفة، في دورتها الأولى، لصالح كاتبة/ كاتب سوري يصدر عمله الروائي الأوّل، على أن تكون في دوراتها التالية موجّهة إلى الكاتبات والكتاب من جميع أنحاء العالم العربي.

القائمة القصيرة للجائزة، باعتبار دورتها الأولى، موجّهة إلى الإصدارات الروائية الأولى السورية، تضمنت رواية «خلف أمواج السراب» للروائي عبد الرحمن علي، التي تحكي عن شاب من المدينة دفعته الظروف للعمل معلما في الريف، وعبر تصاعد درامي للأحداث يجد الشاب نفسه متهما بجريمة قتل. ورواية «أذن الشيطان»، للروائي عباس الحكيم، تعتمد على وصف متلاحق لمرحلة شاب مهووس بالأمل في زمن سوري مسكون بالقمع والاستبداد. ورواية «أنثى فرس النبي»، للروائية مناهل السهوي، التي تحكي قصة كارمن، شابة تنضج وسط الفقد والصراعات الداخلية في بلد تتغير ملامحه بقدر ما تتغيّر هي. منذ طفولتها، تشهد تفكك أسرتها بطريقة مأساوية. ورواية «الممحاة السماوية»، للروائية لمي عطاف، حيث في عود على بدء في الزمان، ثمّة ممحاة سماوية تسجّل الأحداث برفعها عن الأرض فتُمحى، تلك حكاية يوسف وبشر والداية تفاحة في قرية عبكر. وأخيرا رواية «دمشق الغاربة»، للروائي آلان علي، رواية رصد للبنية الاجتماعية والثقافية لمدينة دمشق من خلال البحث عن ماضي رئيسة تحرير إحدى الصحف مع سؤال الهوية والمكان في المدينة وشوارعها وسكانها.

أعلنت لجنة تحكيم الدورة الأولى لجائزة خالد خليفة للرواية، في الختام، فوز رواية «أنثى فرس النبي» للكاتبة الروائية السورية مناهل السهوي بالجائزة المخصصة للعمل الروائي الأوّل. وترأست لجنة التحكيم الكاتبة الروائية والأكاديمية المصرية ميرال الطحاوي، وضمت في عضويتها الشاعر والروائي اليمني المقيم في باريس علي المقري والروائي السوري يعرب العيسى.

اعتبرت لجنة التحكيم، في بيانها، أنّ الرواية «محاولة لتعرية الذات والعالم المحيط، وذلك من خلال مساءلة الجسد وتحفيزه لكي يمضي إلى منتهى تحقق وجوده»، مضيفة أنّ الرواية «جاءت متخففة من ثقل القضايا الكبرى، ناجية من إغواء البطولات الزائفة، وفي الوقت نفسه أمينة لجيل شاب له همومه وأفكاره ولا أحد ينطق بصوته، رغم أنّ الرواية نجحت في استحضار أماكنهم وتعابيرهم، لكنها حافظت على عاديتهم ولم تبالغ في بطولاتهم، بل تركت الأشياء والأماكن والأشخاص يعبرون بعادية طائر يعبر فوق تل».

جدير بالذكر أنّ الكاتبة والروائية مناهل السهوي من مواليد السويداء سنة 1991، تقيم في بيروت، حيث تعمل صحافية منذ سنة 2016. صدرت لها مجموعتان شعريتان ومسرحية واحدة.

 

 

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى