شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةتقارير

النجاح ليس صدفة 

واهم من يعتقد أن النتائج الباهرة التي حققها المنتخب المغربي في مونديال قطر أو تلك التي حققها منتخب القاعة في بطولة العالم أو ما أنجزه المنتخب النسوي في نهائيات كأس إفريقيا أو بتأهله لكأس العالم مجرد صدفة أو ضربة حظ عابر، إنها ثمار سياسات عمومية وقرارات وتوجيهات للملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش، تبعها تخطيط جيد، وسبقها تحديد للأهداف، واليوم نقطف أولى الثمار.

لذلك فالنجاح الذي حققه منتخبنا بدخوله المربع الذهبي ليس ضربة حظ، بل هو نتاج تراكم في قرارات دولة وعمل جبار للجامعة الملكية التي وضعت الرجل المناسب في المكان المناسب، وسهر بالليل والنهار وإيمان بالاستثمار في الرياضة وتدريب وإصرار وتجاوز للعقبات حتى تم تحقيق ما تحقق. 

وبلا شك فإن تجاوز «أولاد الرگراگي» لمدارس كروية كبيرة بحجم كرواتيا وبلجيكا وإسبانيا والبرتغال، جاء نتيجة اهتمام كبير بالرياضة بصفة عامة وكرة القدم خصوصا خلال العشرين سنة الأخيرة، وعلى رأسها تعليمات الملك محمد السادس بإنشاء أكاديمية عظيمة لكرة القدم من ماله الخاص، وهو ما ساعد على تقديم تكوين للناشئين في المستوى الكبير، وأعطت كمثال على ذلك الثلاثي يوسف النصيري، نايف أكرد وعز الدين أوناحي، فضلا عن لاعبين كثيرين يلعبون في الأندية العالمية.

إن هذا الصنيع غير المسبوق يجب استثماره في مختلف واجهات التدبير العمومي وأن يجد صداه في السياسات العمومية ولاسيما ذات الصلة بالمجال الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياحي، فمن يمني نفسه بالنجاح غدا في مجال التعليم والصحة والتشغيل ودخول قائمة الكبار في مؤشرات التنمية البشرية عليه أن يعد لذلك من اليوم. ولابد من الاستفادة من الزخم الكروي لتحقيق إنجازات موازية على المستوى المجتمعي والسياسي والثقافي والعلمي، فلم يعد مقبولا أن نتربع على قائمة الدول الكبرى في مجال كرة القدم بينما نتذيل الدرجات الدنيا في المجالات الاجتماعية.

إن هذا الإنجاز الرياضي الذي أعاد اللحمة الوطنية والإجماع والتشبث بالقيم المغربية الضاربة في عمق التاريخ، ينبغي أن يتجاوز رقعة الملاعب واللاعبين إلى رقعة ملعب السياسات العمومية والبرلمان والحكومة والجماعات الترابية والمؤسسات الدستورية، لكي تحقق بدورها إنجازات قياسية في ميادين أخرى، علمية وثقافية وسياسية وفنية، وابتكارية لنتأهل مجتمعيا وثقافيا واقتصاديا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى