
نظم عشرات المواطنين والفلاحين بمنطقة بولعوان بإقليم الجديدة، نهاية الأسبوع الماضي، وقفة احتجاجية للتعبير عن الأضرار التي لحقت بالمنطقة جراء انقطاع مياه السقي وجفاف المياه الجوفية بالمنطقة ما تسبب في إتلاف مشروع الأشجار المثمرة الممتدة على مساحة 800 هكتار من العنب والتين ما خلف لهم اضرارا مادية قدرت بحوالي 88 مليون درهم .
وكان المحتجون المنضوون في إطار تعاونيات فلاحية ببولعوان نظموا الوقفة الاحتجاجية أمام المركز الفلاحي 312 التابع للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة، من أجل التعبير عن احتجاجهم على القرارات الجائرة وحرمانهم من مياه السقي من القناة المائية، وغياب التواصل مع مصالح تدبير الأمور الفلاحية بالجديدة بالرغم من وضع مجموعة من طلبات الترخيص باستعمال مياه القناة في السقي.
وكان المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة قد أوقف سنة 2029 عملية السقي من القناة المائية الرئيسة والدخول في نظام جديد للسقي، في وقت كان فلاحو المنطقة يعتمدون على سقي أراضيهم بالاعتماد على مياه الآبار، لكن مع توالي سنوات الجفاف عادت أزمة مياه الري الخاصة بالقطاع الفلاحي، بمنطقة دكالة، إلى الواجهة من جديد، بعدما أضحى الجفاف يرخي بظلاله على القطاع وخاصة منتجي الأشجار المثمرة والفواكه.
وكان فلاحو التعاونيات الفلاحية ببولعوان البالغ عددهم أكثر من ألف 1000 فلاح قد راسلوا عامل إقليم الجديدة ووزارة الفلاحة من أجل تمكينهم من حصة مخصصة لمياه السقي للقطاع المائي لبولعوان التابع للدائرة السقوية لدكالة بعد توالي سنوات الجفاف بعدما كانت المنطقة قد عرفت في الخمس سنوات الأخيرة تحويل النمط الزراعي بشكل جماعي، حيث تم غرس مساحة تقدر ب 615 هكتارا من أشجار الكروم و 485 هكتارا من الخضراوات باستثمار ناهز 88 مليون درهم الشيء الذي انعكس إيجابا على المنطقة عموما من الناحية الاقتصادية والبيئية. وبعد ست سنوات من الجفاف وانقطاع مياه السقي على الدائرة السقوية لدكالة سنة 2019 ونحن نقاوم هذه الظرفية الصعبة التي لم تعرف المنطقة مثيلا لها على مر التاريخ . لكن السنة الماضية أصبح الضرر يتفاقم بموت هذه الأشجار نتيجة النقص الحاد في مياه السقي المعتمدة حاليا على الآبار التي جفت في معظمها وارتفاع نسبة الملوحة بالمنطقة .
كما التمس المحتجون من الجهات المسؤولة التدخل الفوري من أجل البحث وإيجاد الحلول الملائمة من خلال منح المنطقة حصصا مائية كافية للسقي في حدود 3 ملايين متر مكعب لإنقاذ مشروع الكروم الذي يتم تسويقه محليا ووطنيا ، والذي يوفر أكثر من 100000.00 مائة ألف، يوم عمل تستفيد منه اليد العاملة بالجماعة الترابية بولعوان والجماعات المجاورة لها.
وكانت السلطات المحلية بإقليم الجديدة قد قامت في أكثر من مرة، بحملة على طول القناة لوقف نزيف سرقة مياه السقي، وهي الحملة التي تمكنت السلطات المحلية، خلالها، من إزالة عدد من المحركات ومضخة تستعمل في جلب المياه من القناة، بالإضافة إلى عشرات الأنابيب البلاستيكية التي تستعمل في السرقة، والتي تم تركيبها على طول القناة الرئيسية بالإضافة إلى هدم عدد من المنصات الإسمنتية تستعمل في تثبيت المضخات.





