شوف تشوف

الرئيسيةسري للغايةسياسية

تفاصيل محاولة اغتيال صحافي جزائري والسبب مغادرة حفل قبل نهايته

يونس جنوحي

قضية أخرى تتعلق بالصحافي الجزائري «ثابت حناشي». يتحدث هشام عبود، هنا، عن علاقته به والتجربة التي عاشها الاثنان في عز ظهور الجماعات الصغيرة المسؤولة عن العمليات الإرهابية. عندما تتابع خيوط تلك التنظيمات الصغيرة المكونة من أفراد مثيرين للشبهة، تجد أنهم يقودون في النهاية إلى الجنرالات المشكلين لنواة «المافيا».

يقول هشام عبود: «ثابت حناشي ينحدر من عين دفلة. وهي مدينة ضربها الإرهاب. كان صحافيا في أسبوعية «الحرية». ذات يوم، وبينما نحن نتحدث عن تجاوزات بعض العسكريين واستغلالهم لسلطتهم، ذهب حد القول إنه يفضل أن يُضرب يوميا بالأقدام على مؤخرته، صباح مساء، على يد عسكري برتبة عريف، على أن يعيش تحت التهديدات اليومية للإرهابيين.

لم يكن ليصدق أن العسكريين كانوا يوقفون الناس الأبرياء أو يقتلون أحدا بدون سبب».

ما يريد هشام عبود قوله، هنا، إن أغلب الجزائريين، لسوء حظهم، كانوا يعيشون تحت مرارة الاختيارين. أي أنهم كانوا، كل لحظة، يُضربون بدون سبب بأقدام عسكريين من رتب متدنية، بالإضافة إلى التهديد اليومي بالعمليات الإرهابية. وهذا الأمر لوحده كارثة.

 

صحافي في خطر

كان التهديد الذي تشكله العمليات الإرهابية يجعل حياة ملايين الجزائريين فوق شعرة رقيقة جدا بين الحياة والموت. يقول هشام عبود وهو يصف حياة أبناء بلده في النصف الثاني من فترة التسعينيات: «في إحدى مناسبات العروض الفنية التي نظمت في الهواء الطلق قرب شاطئ بحر سيدي فرج، كان الصحافيون قد فرقوا إلى مجموعات في فندق سياحي. هذا الفندق وفر لهم إقامات مُؤمنة ومحمية. مع اقتراب منتصف الليل، كان الصحافي ثابت يحس بتعب شديد، وانسحب من العرض لكي يصل إلى الفندق الذي لم يكن يبعد عن المكان سوى بأمتار قليلة. أوقف من طرف فريق من العسكريين المكلفين بالحراسة. لم يكن مسموحا أبدا بمغادرة المكان. كان يجب على الجميع البقاء إلى الخامسة صباحا. حاول ثابت أن يتحدث معهم، لكن العسكريين لم يستمعوا إليه أبدا. انتهى الأمر بدفعه وسبه. وارتكب إذن خطأ الرد عليهم وسبهم بنفس المعجم والألفاظ».

ماذا تتوقعون أن يكون رد فعل فريق العسكريين المكلفين بحراسة المكان؟ يقول هشام عبود إنهم انهالوا ضربا على الصحافي ثابت، وتركوه مغشيا عليه فوق الأرض لساعات. يواصل سرد الحكاية قائلا: «عندما استيقظ، داخل الزنزانة التي نُقل إليها، سمعهم ينادون عبر الراديو سيارة لنقله ورميه في مكان ما، بعد أن توضع رصاصة في رأسه. وسمعهم يقولون: وفي اليوم الموالي يقرأ الصحافيون «صحافي آخر يتم اغتياله من طرف الجماعة الإسلامية المسلحة». وبدأوا يضحكون».

يقول هشام عبود إنه لحسن حظ الصحافي ثابت، تدخل زملاؤه الصحافيون الذين رأوا العسكريين ينقلونه وهو فاقد للوعي. حيث أخبروا السلطات وقاموا بإنقاذه دقائق فقط قبل أن ينفذ فيه هؤلاء العسكريون خطتهم.

 

موت في كل مكان

كان الموت يتجول فعلا في كل مكان. وأي خطأ مهما كان بسيطا كان يقود إلى الموت. نجا الصحافي ثابت حناشي من موت محقق إذن. وكُتب له أن يعيش، حتى أنه تم، أخيرا، تداول اسمه على نطاق واسع، وكان من جملة الصحافيين الأوائل الذين حاوروا عبد المجيد تبون بعد وصوله إلى منصب رئيس الجمهورية.

كان هذا الصحافي ليكون اليوم من شهداء مرحلة العشرية السوداء، وكان دمه ليكون معلقا في رقاب أعضاء جبهة الإنقاذ الإسلامية والجماعة الإسلامية المسلحة المعروفة اختصارا بـGIA.

هذا الصحافي الذي قال إنه كان يفضل أن يُركل على ظهره بقدم عسكري برتبة عريف، في الصباح والمساء، على أن يعيش حياته تحت تهديد العمليات الإرهابية، استنتج متأخرا أنه كان فعلا يعيش تحت وطأة تهديد يومي بالتعرض للركل، شأنه شأن عشرات الصحافيين الجزائريين الذين كادوا أن يفقدوا حياتهم بسبب احتكاكهم بعسكريين أثناء تأدية مهامهم.

يقول هشام عبود، أيضا، إن تلك الواقعة لم ينشر عنها أي شيء في الصحافة الجزائرية عند وقوعها رغم أن صحافيين كثرا كانوا شهودا عليها ورأوا بأعينهم كيف أن أولئك الشبان العسكريين كادوا أن يقتلوا صحافيا بدم بارد فقط لأنه أراد مغادرة مكان الاحتفال قبل الوقت الذي حدده منظمو الحفل.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى