
النعمان اليعلاوي
تشهد مدينة سلا، هذه الأيام، أجواء مشحونة تزامنًا مع انعقاد دورات المجالس المنتخبة لمقاطعاتها الخمس: باب المريسة، بطانة، تابريكت، العيايدة وأحصين. واحتدم الجدل بين الأعضاء المنتخبين، ما يعكس حجم الخلافات والنقاشات الحادة حول القضايا المطروحة أمام هذه الدورات، والتي تهم بشكل مباشر حياة المواطنين اليومية.
وتُعقد هذه الدورات الدورية للمجالس المنتخبة في إطار مناقشة البرامج التنموية المحلية ومتابعة تنفيذ المشاريع المبرمجة، غير أن الأجواء المشحونة أضفت طابعًا صداميًا على هذه الاجتماعات، حيث لم تخل من تبادل الانتقادات والتصريحات الساخنة بين مكونات المجالس، بسبب تباين المواقف بشأن عدد من الملفات الحساسة، فيما يأتي هذا الجدل ليكشف، بحسب مصادر مطلعة، عمق الخلافات بين مختلف التيارات السياسية الممثلة داخل هذه المقاطعات، خاصة في ظل غياب رؤية موحدة حول سبل تدبير ملفات حيوية تهم الساكنة، كتحسين جودة الخدمات الأساسية، والبنيات التحتية، وتدبير النفايات والإنارة العمومية، إضافة إلى توزيع الاعتمادات المالية الخاصة بالمشاريع.
وانتقدت جمعيات في مقاطعة تابريكت توقف عدد من المشاريع التي كانت مبرمجة خلال الولاية الحالية، وتحول بعض أحياء المقاطعة إلى «مطرح مفتوح للنفايات». وأشارت الجمعيات إلى احتجاجها ضد ما قالت إنه «تجاهل المقاطعة لعدد من المراسلات التي وجهتها الجمعيات بخصوص شكايات المواطنين»، وقالت الجمعيات إن «بعض النقط في أحياء المقاطعة باتت تشهد تراكما كبيرا للنفايات في غياب خدمات التجميع التي يجب أن تسهر عليها شركة التدبير تحت وصاية المقاطعة المعنية، مع ترتيب الجزاءات العقابية في حق الشركة المخلة، وهو ما لم يقم به مجلس المقاطعة».
وفي هذا السياق، يرى بعض المتابعين أن جزءًا من هذا الجدل سببه تراكم قرارات سابقة اتخذها المجلس الجماعي لسلا، والتي ألقت بظلالها على عمل المقاطعات، فيما يرجع آخرون أصل التوتر إلى التباين الكبير في الأولويات، وغياب التنسيق الفعلي بين المقاطعات والمجلس الجماعي في ما يخص البرامج التنموية، كما طالت الانتقادات ضعف مستوى بعض الخدمات المقدمة للسكان في مجالات النظافة والصيانة والإنارة، حيث عبر عدد منهم عن تذمرهم من الوتيرة البطيئة لمعالجة هذه الإشكاليات، مطالبين بتسريع وتيرة الإنجاز وتجاوز الصراعات السياسية الضيقة.





