
أكادير: محمد سليماني
أثار شريط فيديو مصور انتشر بسرعة فائقة عبر تطبيقات الهواتف النقالة، صباح أول أمس الأربعاء، يظهر شبانا يرشقون سيارة شخصية بالحجارة في الطريق بين تارودانت وأكادير، موجة سخط عارم، خصوصا بعد إعادة نشر الفيديو مصحوبا بتعليقات عن وجود عصابة لقطاع الطرق بالمنطقة.
وأثار الشريط سخطا عارما، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا وأن الشبان الثلاثة كانوا يرشقون سيارة بقوة، وهي تمر بالطريق ليلا، حيث ساد الاعتقاد بأن الأمر يتعلق بعصابة إجرامية تترصد المارة ومستعملي هذه الطريق لإيقافهم بقوة وسلبهم ممتلكاتهم. وبعد انتشار هذه الصور، بدأ البعض يحث معارفه وأصدقائه بعدم المغامرة والسير في هذه الطريق، ما خلف ارتباكا كبيرا، بل إن سائقي بعض سيارات الأجرة، التي تؤمن النقل بين تارودانت وأكادير، طالبهم عدد من الزبناء بعدم المرور عبر تلك الطريق التي شهدت تلك الأحداث، خوفا على حياتهم وعلى ممتلكاتهم.
وبعد الضجة الكبيرة التي خلفها هذا الشريط المصور بكل من أكادير وتارودانت، خرجت ولاية أمن أكادير عن صمتها وقطعت الشك باليقين، واضعة حدا لموجة التأويلات التي تبين أنها مجانبة للصواب. وكشفت ولاية أمن أكادير أنها تفاعلت بسرعة وجدية كبيرة مع مقطع فيديو متداول على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، (اليوم الأربعاء 13 غشت الجاري)، يظهر فيه مجموعة من الأشخاص وهم يتراشقون بالحجارة، وهو التسجيل الذي جاء مقرونا بتعليقات تدعي أن الأمر يتعلق باعتداء نفذته عصابة إجرامية بمدينة تارودانت. وأوضحت ولاية الأمن أن الأبحاث المنجزة أظهرت أن هذه الواقعة تشكل موضوع بحث قضائي تجريه حاليا المنطقة الإقليمية للأمن بمدينة تارودانت، ويتعلق بدخول سائق سيارة في خلاف مع فتاة تربطه بها علاقة سابقة وقيامه بإجبارها على امتطاء سيارته باستعمال العنف، وهو الوقت الذي تدخل فيه ثلاثة أشخاص من راكبي دراجة ثلاثية العجلات من أجل منعه من ذلك من خلال رشقه بالحجارة كما وثق ذلك التسجيل المرجعي.
ومكنت الأبحاث من تحديد هوية سائق السيارة والفتاة المعنيين بالأمر وتوقيفهما. وبعد إخضاع الموقوفين لإجراءات البحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة للكشف عن جميع الظروف والملابسات المحيطة بهذه القضية، تبين أن الأمر يتعلق بنزاع عرضي ولا علاقة له نهائيا باعتداء عصابة إجرامية كما ورد في التعليقات المغلوطة المرافقة للشريط المصور، وتم، كذلك، تحديد هوية المتورطين في رشقهم بالحجارة وكذا الشخص الذي سجل مقطع الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تتواصل حاليا الأبحاث من أجل توقيفهم.





