
طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة أنه جرى، أخيرا، رفع «البلوكاج» عن تصميم التهيئة لمنطقة «أفشور» بمحيط محطة القطار فائق السرعة بطنجة، وذلك بعد سنوات من تجميد البناء والمشاريع الاستثمارية بهذه المنطقة التي تقع على حوالي 65 هكتارا. وأضافت المصادر أن رفع «البلوكاج» جاء بناء على دراسة وتحليل دقيق للبنية العقارية والكثافات العمرانية والعلو المسموح به، مع إقرار ضوابط عمرانية تضمن سلاسة حركة السير، وتحقق انسجاما وظيفيا ومعماريا بين المباني والفضاءات العمومية، بما يعزز جاذبية المنطقة للاستثمارات الوطنية والدولية.
ونبهت المصادر إلى أن هذه المنطقة العقارية تسيل لعاب اللوبيات العقارية و«أباطرة» العقار بالبوغاز منذ سنوات، حيث تتم ممارسة ضغوطات كبيرة بغرض تمرير تصميم التهيئة على المقاس، غير أن وزارة الداخلية رفضت التأشير عليه لدواع انتخابية مرات متكررة، ناهيك عن قطع الطريق على سماسرة العقارات، قبل أن يتم رفع «البلوكاج» أخيرا، بعد توصلها بشكايات أيضا من قبل مستثمرين أجانب، تقدموا بملفات حظيت بموافقة من لدن هذه المصالح واتسمت بالجدية وفق تعبير بعض المصادر.
وكان مستثمرون أجانب ومغاربة بطنجة اصطدموا بغياب تصميم التهيئة لمنطقة محطة القطار TGV، حيث اقتنوا أخيرا مساحة أرضية كبيرة بالقرب من المنطقة ووضعوا تصاميم للمشروع المزمع إطلاقه وهو عبارة عن فندق مصنف من 24 طابقا ومن شأنه توفير طاقة استيعابية كبيرة من حيث نقص الأسرّة بطنجة، غير أن هؤلاء المستثمرين اصطدموا بغياب تصميم التهيئة بهذه المنطقة، ورغم توجيه عدد من الطلبات إلى السلطات الولائية بالمدينة وغيرها، إلا أنه يتم إخبارهم، بين الفينة والأخرى، بأن عليهم انتظار «المركز»، أي خروج تصميم التهيئة من المناقشات الإدارية والملاحظات لدى المصالح المركزية الوصية بالرباط.
وعبر المستثمرون عن قلقهم البالغ إزاء هذه التأخرات التي طبعت إخراج تصميم تهيئة قابل للتنزيل بالمنطقة المذكورة، مؤكدين أن غالبيتهم أجانب ومواطنون مغاربة قدموا من بلاد المهجر للاستثمار في وطنهم، إلا أنهم وجدوا الأبواب مغلقة فيما يبدو وغياب آذان صاغية لمطالبهم، مؤكدين أن هذه الوضعية لا تشجع على الاستثمار وتضرب في عرض الحائط كل التوجيهات الملكية بخصوص تشجيع المستثمرين وتدليل العقبات أمامهم.
وكان هؤلاء المستثمرون كشفوا، في تصريحات سابقة لـ«الأخبار»، أنه إذا كان المشكل مرتبطا بما هو إداري، فإن السلطات الوصية هي التي يجب أن تبادر لإيجاد حلول بدل انتظار مقترحات مركزية قد تتأخر لسنوات، على غرار عدد من تصاميم التهيئة بالمدينة والتي وصلت أحيانا لما يفوق ثلاث سنوات، وظل الجميع ينتظر خروجها للوجود. وأوردت المصادر نفسها أن تصميم التهيئة المصادق عليه من شأنه تحريك عجلة الاقتصاد المحلي، خاصة في محور محطة القطار- المدينة، نظرا لكونها أرضية خصبة لإحداث مشاريع عقارية وفندقية وغيرها للإقلاع بالمدينة.





