الرئيسيةثقافة وفن

شكسبير حول العالم بريطانيا تخصص 2016 للاحتفاء بشاعرها

د.أحمد سلامة

قررت الحكومة البريطانية أن يكون عام 2016 خاصا بالشاعر الإنجليزي ويليام شكسبير، وذلك بمناسبة مرور 400 عام على وفاته، وسيتم خلال هذا العام عرض جميع مسرحيات شكسبير على خشبة مسرح «شكسبير» الذي تم ترميمه في عام 1996 بعد الحريق الذي التهمه خلال أحد عروض مسرحيات شكبير. وقال بيان صادر عن المسرح إن الاحتفال سيبدأ بعرض فيلم «شكسبير والحب» الذي كتبه مارك نورمان وتوم ستوبارد وأخرجه جون مادن.
والهدف من وراء عرض هذا الفيلم في بداية عرض جميع مسرحيات شكسبير، هو أن يكون هذا الفيلم نموذجا لبعض الأعمال الرومانسية، التي كتبها شكسبير مثل «روميو وجولييت»، كما أن الفيلم لا يمثل الجانب العاطفي فقط في رمزيته لأعمال شكسبير، بل أيضا الحب الإنساني، حيث تناولت بعض أعمال شكسبير الجانب الإنساني في التعامل بين الناس. ففي الوقت الذي كان بعض التجار يستغلون البسطاء، من أجل زيادة ثرواتهم أو استعبادهم، مثل «تاجر البندقية»، كان شكسبير ينادي بحق هؤلاء البسطاء في العيش بكرامة.. إذن فالفيلم له دلالات كثيرة من حيث تناوله أعمال شكسبير، ولهذا سيبدأ مسرح «شكسبير» بعرضه في البداية.
من جانبها، فإن الحكومة البريطانية تهدف من وراء تخصيص عام (2016) بشكل كامل لعرض مسرحيات وأعمال شكسبير، إلى تعريف الأجيال البريطانية والعالمية بهذا الشاعر والمسرحي الكبير، وبالإرث الحضاري والثقافي والفكري الذي تركه للإنسانية بعده.
وبدأ التحضير لأعمال شكسبير المسرحية هذه مع بداية شهر مارس، باعتبار أن الكثير من الدول الأوربية ومنها بريطانيا، تعتبر أن شهر مارس هو أول أشهر الربيع، وسيستمر عرض المسرحيات الخاصة بشكسبير من مارس وحتى ديسمبر من عام (2016). وكانت صحيفة «THE SUN» قد أشارت إلى أن هناك مفاجآت سيعلن عنها القائمون على مسرح «شكسبير»، منها بعض الأعمال التي كتبها شكسبير، لكن لا أحد من الجمهور يعرف عنها شيئا، إضافة إلى عرض بعض القصاصات الورقية التي كتبها شكسبير بخط يده وتم العثور عليها أخيرا، والتي يرى فيها الكثيرون ثروة لا تقدر بثمن، كما سيقام هناك معرض خاص يحتوي على بعض مقتنيات شكسبير.
بعد عرض فيلم «شكسبير والحب» سيبدأ عرض أعمال شاعر بريطانيا العظيم وليام شكسبير، وستكون مسرحية «حلم ليلة صيف» أول مسرحية سيتم عرضها على الجمهور، وسيتم عرض المسرحية في الهواء الطلق وسيكون من حق أي شخص أن يراها ويستمتع بها. وتتماشى هذه المسرحية مع فيلم «شكسبير والحب» حيث تحتوي في مضمونها على الكثير من الفرح والحب، وبالتالي فإن من يشاهدها سيخرج وهو يشعر بالأمل والمتعة والتفاؤل، وبالطبع فإن عرض الفيلم الذي يحمل الكثير من معاني الحب وعرض المسرحية بعده مباشرة، وهي تحمل الكثير من الحب والتفاؤل كلها أمور مدروسة، والمقصود منها العودة إلى الرومانسية التي افتقدناها. ففي الوقت الذي كان يعيش شكسبير، كان هناك الكثير من الحب والقليل من المال والثروة، أما الآن فهناك الكثير من المال والقليل جدا من الحب، ولهذا فإن المسرحية الثانية التي سيتم عرضها هي مسرحية «تاجر البندقية» وسيتم التركيز على دور «شايلوك» الذي يجعل الماديات تتحكم بالبشر. إذن فالمسرحية الأولى، وهي مسرحية «حلم ليلة صيف»، ستمثل عالم شكسبير والأحلام التي كان يتمناها الشباب، والتي كانت تدور في معظمها حول لقاء الحبيبة أو الحبيب، والرومانسية التي كانت تنشأ بين الصبايا والشباب وهم وسط حقول القمح، وكيف كانت الحياة جميلة رغم بساطتها. أما المسرحية الثانية، وهي «تاجر البندقية»، والتركيز على شخصية «شايلوك»، فهي تعني بدلالتها المادية العصر الحالي، وكيف بدأت المادة هي التي تسيطر على مشاعر الناس وتصرفاتهم. إذن فالفرق بين المسرحيتين هو الفرق بين رومانسية الماضي وحب الرجل للمرأة وحب المرأة للرجل من أجل الحب، والحب الذي يعيشه الشباب اليوم وهو حب المادة أولا، وكيف أن شخصية «شايلوك» بدأت تعود من جديد بصور وأشكال مادية مختلفة، لكنها في النهاية تمثل شخصية «شايلوك».
ولكي تعم الفائدة، فقد قرر القائمون على مسرح «شكسبير» إقامة معرض على الضفة الأخرى لنهر «التايمز»، وسيتم خلال المعرض عرض أفلام لجميع مسرحيات شكسبير، وسيكون كل فيلم عبارة عن ملخص لكل مسرحية، وعادة فإن مدته تتراوح مابين (10 و15) دقيقة، والهدف من ذلك هو إعطاء لمحة عن كل مسرحية للأشخاص الذين ليس لديهم وقت كاف لحضور المسرحيات على خشبة المسرح، كما أن هناك زوارا سيأتون إلى المسرح من دول العالم كافة، وقد لا يسمح لهم الوقت بمشاهدة كل المسرحيات. لذا فإن إقامة معرض يتم خلاله عرض أفلام قصيرة ستشجع من ليس لديهم وقت لحضور هذا الفيلم الوثائقي القصير، وبالطبع فإن عرض مسرحيات شكسبير لن يقتصر على مدينة لندن، بل إن كل مدينة في بريطانيا ستتم إقامة مسرح فيها لعرض هذه المسرحيات. أما على الصعيد الخارجي، فإن الحكومة البريطانية بدأت في عرض مسرحيات شكسبير في معظم دول العالم، وذلك في المراكز الثقافية البريطانية المنتشرة في معظم دول العالم.
وكانت «هوليوود» قد اعتبرت عام (2015) عاما لأعمال شكسبير، حيث نشر موقع «hollywood.com» تقريرا جاء فيه أن معظم الأفلام التي تم إنتاجها خلال الثلاثين سنة الماضية كانت ترتكز على أعمال شكسبير، حتى أن هناك أفلاما تمت إعادة صياغتها وإنتاجها عشرات المرات، مثل فيلم «روميو وجولييت». وقال الموقع إنه لولا أعمال شكسبير لما كان لدينا في «هوليوود» هذا الكم الهائل من الأفلام، وبالطبع فإن الكثير من الناس انتقدوا «إعادة تدوير» أعمال شكسبير في السينما الغربية، وتساءلوا أين الكتاب الآن؟ ولماذا لا نشاهد أعمالا ممتازة وقصصا كالتي كتبها وليام شكسبير؟ حيث إن كتابات وروايات شكسبير كانت تعتمد على الواقع، بينما الكثير من قصص أفلام اليوم تعتمد على الخيال العلمي.
عن مجلة دبي الثقافية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى