
اشتوكة أيت باها: محمد سليماني
أعلن محمد سالم السبطي، عامل إقليم اشتوكة أيت باها، المعين حديثا خلال التعيينات الأخيرة للولاة والعمال، عن فتح ملف “بورصة البواكر”، المتعثرة منذ حوالي 29 سنة.
واستنادا إلى المعطيات، فقد أعلن عامل اشتوكة أيت باها عن ضرورة فتح ملف البورصة المتعثرة، والبحث عن الحلول الكفيلة بتشغيل هذا المرفق الحيوي، الموجود بتراب جماعة أيت اعميرة على الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين أكادير وتيزنيت. وقد تم الإعلان عن ذلك أمام أعضاء غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة سوس ماسة، والذين عقدوا دورتهم العادية الأخيرة بعمالة اشتوكة أيت باها.
وحسب المصادر، فإن بورصة البواكر التي تم تشييدها فوق قطعة أرضية محاذية للطريق الوطنية الرابطة بين أكادير وتيزنيت، تعد نقطة سوداء بإقليم اشتوكة أيت باها، ذلك أنه منذ تشييد هذه البناية لترويج المنتوجات الفلاحية والبواكر، وتحويلها إلى سوق كبير يجد فيه الفلاحة والمنتجين بمنطقة اشتوكة أيت باها سبيلهم لترويج سلعهم، ظل المشروع متعثرا، إلى أن تحول إلى أطلال قبل بدء تشغيله، ما يعتبرا هدرا للمال العام.
وحسب المعلومات، فإن بورصة البواكر، خرجت إلى الوجود سنة 1996، كمشروع مهم يهدف إلى تمكين فلاحي ومنتجي منطقة اشتوكة أيت باها من تصريف منتوجاتهم بسهولة وبفضاء قريب منهم، خصوصا وأن سهل اشتوكة يمتد على مساحة شاسعة، ويتكون من ضيعات فلاحية كثيرة. وقد تم تشييد هذا المشروع على مساحة تناهز 17 هكتارا، كما تم إحداث حوالي 286 بقعة مخصصة لبناء محلات تجارية ومرافق حيوية كالمقاهي، والفنادق ومحطة للوقود، ومستودعات للتخزين والتبريد، وكل المرافق والتجهيزات الأساسية الحيوية، غير أن المشروع بعدما تم تشييد أجزاء مهمة منه ظل مغلقا، ولم يتم تشغيله، وظل على حاله إلى أن تحول إلى أطلال.
وقد بدأت منذ سنوات محاولات كثيرة لبعث المشروع وإحيائه، غير أن كل المحاولات باءت بالفشل، وظلت البورصة نقطة سوداء مثيرة للانتباه على الطريق الوطنية الوحيدة التي تربط شمال المملكة بجنوبها، ورافقت هذه المحاولات صعوبات مالية وتقنية، كما أن أصحاب المحلات التجارية التي شيدت بالبورصة، اختفوا عن الأنظار، ولم يعرف لهم مكان، فظلت المحلات مغلقة منذ البداية. وفي الوقت الذي كان لزاما ضبط المشروع والتحكم في سيرورته بشكل دقيق، تفاديا لأي انزلاق، برزت على الساحة مجموعة من اللوبيات التي كان همها الأول الحصول على محلات تجارية بمشروع البورصة، وبعدما حصلوا عليها وشيدوها، بعد حصولهم على التراخيص اللازمة، اختفوا عن الأنظار، وظل المشروع على حاله، دون أن تستفيد منه الجماعة الترابية أو الإقليم أو الجهة.
كما أن قرب منطقة اشتوكة أيت باها من مدينة إنزكان، التي تعتبر مدينة الأسواق، قد يكون له انعكاس سلبي على بورصة البواكر باشتوكة، ذلك أن إنزكان، تتوفر منذ عقود طويلة على سوق كبير للجملة ونصف الجملة للخضر والفواكه، وهو ما يثير شهية الفلاحين والمنتجين لترويج منتوجاتهم بأسواق إنزكان المعروفة وطنيا ودوليا.





