
رغم أن إدريس جطو له أصول سوسية، إلا أنه من مواليد مدينة الجديدة يوم 24 ماي 1945، ومع أصوله الأمازيغية إلا أن إدريس يصنف من أبناء دكالة، إذ ولد فيها ونشأ في عائلة متواضعة تمتهن التجارة، وقسم في صغره الأيام بين مقاعد الدراسة ودكان العائلة.
إدريس جطو.. من محاسب بشركة “باطا” إلى محاسب بالدولة
تابع إدريس جطو دراسته في الجديدة ثم انتقل إلى الدار البيضاء حيث تابع دراسته بثانوية الخوارزمي بالدار البيضاء، والتي كانت تعد الأشهر من بين المؤسسات التعليمية في المجال التقني، وفيها حصل على البكالوريا، وبعدها غادر إلى العاصمة الرباط والتحق بكلية العلوم وحاز بها على دبلوم الدراسات العليا في العلوم الفيزيائية والكيمياء وذلك في سنة 1966. ليقرر الرحيل إلى إنجلترا ودرس بها سنتين ثم حصل على دبلوم تدبير وتسيير المقاولات من جامعة “كورد وينرز كوليج” وبعدها عاد إلى المغرب والتحق بشركة الأحذية “باطا” الرائدة في صناعة الأحذية والاكسسوارات، في تلك الفترة وعمل بها كمسؤول عن حسابات الشركة.
بعد سنوات قليلة أعلن إدريس جطو عن مشروعه الخاص وحوله إلى علامة تجارية رائدة تنافس شركة “باطا”، ولم يحصر أعماله فقط في صناعة الأحذية فقط بل شملت استثمارات تجارية أخرى مثل الجلد النسيج الخدمات العقار البناء كما أشرف على تأسيس جمعية الأمانة للقروض الصغرى.
في 11 نونبر 1993 تم تعيينه وزيرا للتجارة والصناعة في حكومة كريم العمراني، وهي المهمة التي احتفظ بها ضمن حكومة عبد اللطيف الفيلالي في يونيو 1994. وعين جطو شهرا بعد ذلك وزيرا للتجارة والصناعة التقليدية والتجارة الخارجية ووزيرا للمالية. كما شغل الرجل منصب وزير الداخلية سنة 2001، قبل أن تسند إليه مهمة الوزير الأول ما بين شتنبر 2002 وأكتوبر 2007. وفي سنة 2012، عينه الملك محمد السادس رئيسا للمجلس الأعلى للحسابات، كما عين عضوا في اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي.
بين جطو وبوفتاس..تجارة وسياسة
ترتبط عائلة جطو بعائلة بوفتاس، جمعتهما علاقة مصاهرة، إذ كان صهره الملياردير السوسي عبد الرحمان بوفتاس سبب استقطابه إلى عالم السياسة، فحين عين الحسن الثاني بوفتاس وزيرا للسكنى اختار جطو مستشارا له بديوانه، وبعدها أصبح شريكا لبوفتاس في شركة “أوديربي”، الشركة التي يرجع تاريخ إنشائها لسنة 1920، وكان صاحب الحصة العالمية في رأسمال الشركة التي تنتج أحذية من الطراز العالي. كان بوفتاس يومها هو من يقدم الأنواع الجيدة من أحذية شركته إلى الملك الراحل، وسينجح في تقديم صهره إدريس جطو الذي أهدى الحسن الثاني حذاء “أوديربي” بمناسبة عيد ميلاده، أعجب به الملك الراحل وبمسار نجاحه التجاري.
بين جطو وبوفتاس نقط تقاطع عديدة، فالرجلان معا جمعا بين السياسة والتجارة وبين الانتماء لسوس العالمة، كما جمعهما قطاع الجلد والعقار. وبعد اعتزال الوزير الأول اشترى سلسلة جديدة من محلات تابعة لماركة تجارية مغربية، يتعلق الأمر بأحذية “كارلي شوز”، التي تتواجد في حوالي عشر مدن مغربية، والتي تتميز، على الخصوص، بتعدد منتوجاتها التي تختلف بين أحذية للرجال وأحذية للنساء وأخرى للأطفال.
عائلة جطو.. استثمار في الجلد والعقار والسياحة
حين انشغل إدريس جطو بالسياسة وبافتحاص المالية العامة وتعقب رؤساء الجماعات، كان أبناؤه يشرفون على تدبير شركة العائلة المتخصصة في قطاع الجلد، من خلال نبيل جطو وعز الدين جطو ثم وسيلة جطو، بإشراف من الوالد إدريس.
استثمرت عائلة جطو في سلسلة محلات أحذية “كاتربيلار”، التي تسوق عدة علامات تجارية أوربية وأمريكية معروفة. طموحات “آل جطو” لم تتوقف هنا، بل تعدته إلى الاستثمار في مجالات أخرى، منها قطاعا السياحة والعقار، خاصة حين وضعت يدها في يد شركة “سهام” لصاحبها مولاي حفيظ العلمي واستثمرا معا في مشروع “ألماز” قبل أن تنتهي صلاحية الشراكة. كما أبرمت شراكات مع شركة “فلو” التركية، التي تتوفر على عدد كبير من المتاجر في المغرب لاسيما في المساحات الكبرى و”المولات”، في صفقة مهمة استلزمت طرق أبواب مجلس المنافسة من أجل الحصول على موافقته.
عز الدين جطو يرافع من أجل الجلد ومهنييه
عز الدين جطو، الذي انتخب رئيسا للفيدرالية المغربية للصناعات الجلدية، وظل لسنوات يرافع حول “الكفاءات في القطاع الصناعي”، بدأ تعليمه في المغرب قبل أن يحصل على شهادة التبريز في الاقتصاد من أكاديمية مونبوليي الفرنسية، كما خضع لدورات تكوينية على المستوى العالي في مجال تدبير المؤسسات الاقتصادية، وهي الشهادة التي يملكها والده إدريس.
شغل عز الدين منصب مدير عام لمجموعة “أوديربي” خلفا لوالده وبرفقة شقيقيه، وأسس شركة “شاولفين”، كما يرأس المركز المغربي التقني للجلد.
وكان إدريس جطو قد عاش إحراجا كبيرا بعد أن تحدثت المنابر الإعلامية العربية والمغربية عن ارتباط ابنه نبيل، مدير شركة “أوديربي”، بروزاريتا، ملكة جمال لبنان سنة 2008، خاصة بعد انتشار صور جمعت بينه وبين ملكة جمال لبنان السابقة في العديد من الأماكن العامة ببيروت وغيرها من مدن العالم، وسط تعليقات ماكرة لأصحابها، خاصة في الشبكة العنكبوتية.
ونفت روزاريتا طويل، ملكة جمال لبنان، عبر مجلة “الجرس” اللبنانية، خبر وجود مشروع زواج، واعتبرت أن “قصة الحب” صناعة مغربية، مشيرة إلى أن “نبيل جطو مجرد صديق”.
ويبدو أن العلاقة بين المغربي واللبنانية خلقت بعض الحزازات، فالعديد من التعاليق على مواقع التواصل الاجتماعي ظلت تصب في واد التهجم على جطو وروزاريتا، رغم أن علاقتها شخصية، بل إن البعض ذهب إلى حد الكشف عن قران محتمل وهو ما كذبته الوقائع، بالرغم من تسريب صورهما.





