حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةشوف تشوف

فخاخ

ما يحدث في السودان من اقتتال بين أبناء الشعب الواحد على يد أزلام تتلقى أوامرها من قوى خارجية متصارعة حول مناطق النفوذ بإفريقيا يجب أن يجعلنا ننتبه إلى خطر طالما تجاهلناه وهو أطماع الغرب الامبريالي في شمال إفريقيا.

يجب أن نعي أن المدخل الوحيد للاستعمار الجديد هو بث الفرقة بين أبناء البلد الواحد في أفق نشر الفتنة والاحتراب بهدف التقسيم.

لذلك علينا أن نكون متيقظين إزاء مثيري النعرات العرقية والقبلية والدينية، وكل من يسألنا من أنتم يجب أن نقول له نحن لسنا عربا ولسنا أمازيغيين ولا امتدادات يهودية لنا، نحن مغاربة وكفى، وفوق ذلك كله نحن مسلمون. أن تكون مغربيا فهذا يعني أن تكون مفردا في صيغة الجمع. أن تنصهر داخلك كل الأعراق والجذور والثقافات وأن لا تسمح لأي مظهر من مظاهر هذه الشخصية المتعددة أن يطغى عليك ويجعلك متعصبا له.

والأهم من كل هذا أن نفهم أن بلدنا يجب أن يتسلح بشكل جيد وأن يكون مستعدا في كل وقت للدفاع عن السيادة. فالعالم بأسره دخل منطقة الزوابع ولا أحد يمكنه أن يتكهن بمآلات هذا المسار المحفوف بالمخاطر.

وغير خاف على أحد الدور الذي ينتظر المغرب للتأثير في محيطه الإفريقي، فزيارة مدير CIA للمغرب ولقاؤه بالحموشي، وقبله زيارة مدير FBI وقبلهما زيارة قائد الجيوش الأمريكية ولقاؤه بفاروق بلخير، كلها إشارات تدل على أن المغرب لاعب أساسي في المشهد الذي تتراءى ملامحه.

أمريكا زودت المغرب بأنظمة الصواريخ المدفعية عالية الحركة (HIMARS) والمعدات ذات الصلة، بتكلفة تقدر بـ524.2 مليون دولار. هذه الصفقة هي رد على الخردة التي سلمها ماكرون لشنقريحة خلال زيارته الأخيرة للإليزي. ورد على تعديل الجزائر للمادة 29 من الدستور التي كانت تمنع قيام الجيش بأية عملية خارج الحدود، لكي يصبح الآن بإمكانه القيام بمهمات خارج البلاد. وطبعا فهذا التعديل كان الهدف منه هو توفير التدخل العسكري في مالي والنيجر للحلول محل الجيش الفرنسي، فقد كان هذا هو الاتفاق بين شنقريحة وماكرون.

الصواريخ التي حصل عليها المغرب هي الأولى من نوعها التي تحصل عليها دولة عربية إسلامية، ومداها يتراوح من 600 كلم إلى 1000 بالنسبة لصواريخ Jsaw، هي بالضبط المسافة الفاصلة بين وجدة والعاصمة الجزائر، وهي نفسها الصواريخ التي ظل يصرخ زيلينسكي مطالبا بها لضرب موسكو دون أن يحصل عليها، مما دفع إسبانيا إلى رفع شكوى رسمية لحلف الناتو تستنكر فيها تمكين المغرب من هذه الأسلحة “الفتاكة” و”الحصرية”.

أمريكا تخطط للقضاء على الجماعات المسلحة في مالي ومنطقة الساحل لتأمين مرور أنبوب الغاز النيجيري وذلك بمشاركة الجيش المغربي.

وفرنسا طبعا منزعجة من هذا القرار، ولذلك سمعنا ماكرون يبدي خلال زيارته للصين تنصلا من التعاون الأوروبي في الملف الأوكراني وقضية تايوان، وبالموازاة مع ذلك أطلق لسان تبون المسعور لكي يهاجم المغرب عبر منصة قناة الجزيرة متهما إياه بقتل ديبلوماسيين جزائريين سنة 2012 في مالي، وشرعت منصات إعلامية جزائرية رسمية في مهاجمة المغرب والشعب المغربي ناعتين إياه بأشنع الأوصاف وأقبحها في محاولة لبث الفرقة والفتنة بين الشعبين الجارين.

ويبدو اليوم واضحا أن الكفيل الفرنسي الذي يوفر الحماية والدعم للنظام الجزائري يصنع المستحيل من أجل تسميم العلاقات بين المغرب والجزائر بهدف تأزيم المنطقة وإدخالها في حرب طويلة مدمرة تكون فرنسا هي المستفيدة الوحيدة منها في النهاية.

ولذلك فما يحدث في السودان اليوم من اقتتال داخلي يجب أن يكون مثالا لما يجب تجنب الوقوع في فخاخه.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. نتمنى أن يستوعبوا درس السودان عسكر الجزائر ويتخلوا عن معاداة الجار اي المملكة المغربية الشريفة
    هذه المعاداة والحقد الدفين الذي ورثوه من بوخروبة زمن المعسكرين الشرقي والغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى