شوف تشوف

الرئيسيةرياضة

فوجئت بدعوة لاعبين للمنتخب دون علمي وقرأت لائحة الفريق عبر «لاماب»

عبد الخالق اللوزاني (مدرب المنتخب الوطني سابقا)

كيف عشت فترة ما بعد الإقالة من تدريب المنتخب؟

لم يكن أمامي خيار آخر، كانت استراحة محارب رغم أنني داخليا كنت أشعر بالغبن. كنت أود دخول التاريخ والتأهل للمونديال، وللأسف لم أتلق دعوة لحضور هذه التظاهرة العالمية رغم أنني ساهمت في التأهل إليها. وحين جاء بليندة تم إقصاء لاعبين كان لهم نصيب من تأهل المغرب للمونديال، وهما فرتوت وأبرامي حيث أبعدا أمام استغراب الجميع. أعترف بأنني مررت من مراحل صعبة، ولكن، بفضل شخصيتي القوية وإيماني الحديدي في التعامل مع مثل هذه اللحظات الحارقة، تجاوزتها دون أن أتأثر بها. للأسف أغلب المنابر الإعلامية كانت ضدي، لأنها لم تتعود على مدرب يمنع الفوضى، في علاقتي بها كنت واضحا مع نفسي ومع قناعاتي بالرغم من الضغط الإعلامي الذي كان يراهن عليه بعض المتحكمين في المنتخب لحرق أوراقي.

 

هل طلبت توضيحات حول سر الإقالة؟

لو كان المدرب أجنبيا لما تمت إقالته بتلك الطريقة، وهنا نقطة ضعف المسير المغربي الذي لازال يعيش، للأسف، رعب الأجنبي أو كما يسميه المصريون «الخواجة»، حين يريدون إقالة مدرب أجنبي يمهلونه شهورا ويحولون الفراق إلى لحظة انفصال بالتراضي، ويقيمون على شرفه حفلا يقولون فيه أوصافا لا يعرفها المدرب المحتفى به. تمنيت لو كرموني بدعوة لحضور المونديال الذي كنت وراء انتزاع تذكرته من منتخبات إفريقية مرعبة.

 

قال أحد اللاعبين الدوليين السابقين إن الوزير طلب منه تعزيز المنتخب بخبرته واقتراح أسماء قادرة على تحقيق التأهل..

سمعت هذا الكلام في ما بعد، لقد قال هذا اللاعب إنه صاحب الخطة والتشكيلة وربما هو الذي درب اللاعبين، وكان وراء الفوز الحاسم أمام السينغال الذي عبد طريق التأهل إلى مونديال 1994. استباح هذا اللاعب لنفسه قول ما يشاء لأن الناس سيصدقون مادامت الإقالة عززت كلامه، وهو الذي سمح لنفسه بوضع الخطة واستبدال اللاعبين ويرجع له الفضل في التأهل، الأيام كذبت أقواله وفي المونديال أصبح أضحوكة. لكن لولا وجود مسيرين ضعاف الشخصية ما كان لأمثال هذا الكائن أن يظهروا ويدعوا ما ليس حقيقة.

 

هل معنى هذا أن الوزارة والجامعة كانتا خصما لك؟

كنت أعتقد أن الخصوم هم المنتخبات الإفريقية التي كنا نواجهها، لكن تبين، مع مرور الوقت، أن خصوما آخرين ضمن تركيبتك ضمن المنتخب وهنا الخطورة. المهم بالنسبة لي كناخب وطني عملت بكل روح وطنية من أجل دفع المنتخب نحو خط الوصول في ظروف صعبة جدا، بعد ذلك كان على المنتخب المغربي أن يفوز في الدار البيضاء على زامبيا بأية نتيجة لحجز تذكرة السفر نحو الولايات المتحدة، وذاك ما كان تحت قيادة مدرب مغربي آخر وهو عبد الله بليندة. للأسف، واسمح لي على تكرار هذه الكلمة مرات عديدة، لأن المقام يسمح بها، كلما انهزمنا خرجوا من جديد مثلا هزيمتنا أمام ملاوي المفاجئة في الرباط جعلتهم يتصلون بالوزير الذي لم يكن عارفا ببواطن الأمور. قالوا له إن المدرب يتمسك برأيه ونحن في حاجة للاعبين مجربين، فاستجاب الوزير بلقزيز لطلبهم، وفوجئت بلاعبين يلتحقون بالمعسكر لست أنا من استدعاهم، والغريب أن “لاماب” أعلنت عن أسماء لاعبي المنتخب دون علمي أنا الناخب الوطني.

 

كيف تقبل بهذا القرار الذي سيؤثر على المعسكر؟

لو لم أكن مدربا للمنتخب لاستقلت، لكني أعرف تبعات هذا القرار. قلت في نفسي ماداموا يعتقدون أن ثلة من اللاعبين يملكون العصا السحرية ولهم القدرة على صنع الانتصارات بسهولة، لماذا لا أرحب بهم ماداموا سيحملون معهم السعادة للجمهور؟ كنا مقبلين على مواجهة منتخب السينغال في الدار البيضاء برسم مرحلة الذهاب أقحمت اللاعبين الذين يراهنون عليهم فكان مردودهم مخيبا للآمال، وبعد انتهاء المباراة بفوز صعب رافقه صفير الجمهور، التقيت الوزير وقلت له إن لاعبيك أبلوا البلاء الحسن فغضب مني، وكنت على يقين أنه طال الزمن أو قصر سأغادر منصبي.

 

هل اتصل بك بليندة لاستشارتك في شأن المنتخب حين عين بديلا لك؟

قبل تعيين بليندة كانت له صفة مدرب المنتخب الرديف، وقاده سنة 1993 في تصفيات كأس إفريقيا لكنه لم ينجح في التأهل إلى النهائيات، ليمسك زمام المنتخب الأول في يوليوز من السنة ذاتها، حيث فاز في المباراة الأخيرة من تصفيات كأس العالم أمام زامبيا، ليعبر إلى المونديال. أما بخصوص سؤالك فإني ألتمس له العذر رغم أنه لم يتصل بي ولم يستشرني في بعض اختياراتي، بل قام بإبعاد مجموعة من اللاعبين الذين كانوا يشكلون العمود الفقري للتشكيلة اللوزانية إن جاز هذا الوصف، أبرزهم لحسن أبرامي ويوسف فرتوت، المشكل لا يكمن في قرار إقصائهما من لائحة المنتخب الوطني، بل في استبعادهما رغم أنهما لعبا أغلب إن لم أقل جميع المباريات الإقصائية وكان مردودهما جيدا بشهادة الجميع. أتفهم الأمر لأن المدرب عبد الله بليندة كانت عليه ضغوط، وفي لقاء جمعني به بعد انتهاء المونديال أدركت ما وقع وأنه أخطأ في حق بعض اللاعبين.

 

كيف تابعت مشاركة المنتخب المغربي في مونديال الولايات المتحدة الأمريكية؟

كنت أعلم أن الانضباط انتهى بإقالتي، وقبل انطلاقة المونديال حصلت مناوشات بين اللاعبين وأفراد من الجالية المغربية في كندا بسبب مردود ضعيف للاعبين في مباراة ودية، أما النتائج الرسمية فكانت مخيبة للآمال، ثلاث هزائم صفر نقطة. تألمت كباقي المغاربة بل وحزنت لأن مجهود سنتين ضاع، لكن أين هم صناع الانقلاب؟ سيخرجون صغارا، اعتزلوا وخرجوا من الباب الضيق.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى