حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةسري للغايةسياسية

قراء حذروا عبود من الاغتيال وسط ميترو باريس

 يونس جنوحي

في فرنسا كان على هشام عبود أن يكون صبورا أكثر مما كان الوضع عليه في الجزائر،

إذ إن وصول قضيته إلى الصحافة الفرنسية استغرق وقتا أطول بكثير مما توقعه.

صحيح أنه أصيب بخيبة أمل في البداية، خصوصا بعد حصوله رسميا على حق اللجوء السياسي في فرنسا، لكنه بعد أن فهم طريقة عمل الصحافة الفرنسية، توارى إلى الخلف إلى أن جاءت فرصته لكي يصل إلى الصفحة الأولى لـ«le Nouvel Observateur». مدة الانتظار طالت من صيف 1998 إلى شهر ماي من سنة 2001. فترة طويلة جدا، إذا ما استحضرنا الوضعية التي كان يعيشها هشام عبود. إذ إن صحافيا مثله لا يمكن إلا أن يصاب بخيبة أمل وهو يحاول الوصول إلى الصحافة في بلد اللجوء، بعد أن كان يصنع عناوين صحافة بلاده. ولولا تدخل الكاتب ياسر بنميلود لربما طالت مدة انتظار هشام عبود لكي يحظى باهتمام الصحافة الفرنسية حتى تغطي قصته وتمنحه حوارا صحافيا ليتحدث إلى الفرنسيين لأول مرة عن تجربته في العمل داخل المؤسسة العسكرية في مكاتب الإعلام وديوان الجنرالات الأكثر تأثيرا في البلاد، ثم خروجه من الجيش وتفرغه للصحافة ومغامراتها والمضايقات التي تعرض لها إلى أن استطاع مغادرة الجزائر صوب باريس حيث طلب اللجوء. هذا الكاتب الجزائري، ياسر بنميلود، الذي كانت لديه علاقات بحكم أنه كان يكتب مقالات رأي تحظى باهتمام واسع في الصحافة الفرنسية، هو الذي فتح الباب لهشام عبود ليصل إلى رقعة اهتمام الصحافة الفرنسية.

 

«الشهرة»

يقول هشام عبود إن صدى الحوار الذي أجرته معه «لو نوفيل أوبسيرفاتور» فاق توقعاته شخصيا. لم يتوقع أن تحظى قصته باهتمام الرأي العام الفرنسي بتلك السرعة. سرعان ما أصبح اسمه على لسان أغلب مقدمي البرامج الحوارية وصناع الرأي في فرنسا. أصبحوا جميعا يتحدثون عن هذا الصحافي الجزائري الذي قال «لا» للجنرالات.

قصة بهذه العناصر المشوقة صنعت من «هشام عبود» اسما مطلوبا في الإعلام، إلى درجة أن الصحيفة بادرت إلى طباعة الحوار الذي أعدته معه، وعرض على واجهات كبريات المحلات في مركز باريس، إلى درجة أن وجهه صار مألوفا لركاب الميترو، وبدأ الناس يُلقون عليه التحية في الميترو، بعد أن كان لا يعرفه أحد.

عندما بدأ الفرنسيون يعرفون هشام عبود انطلاقا من الحوار الذي حكى فيه قصته مع الجنرالات، فوجئ أكثر من مرة بفرنسيين قرأوا الحوار قالوا له بشكل مباشر: «عليك أن تكون حذرا من هؤلاء الكلاب. قد يقتلونك».

كان ذلك التحذير الذي وجهه له قراء صُدموا عندما اطلعوا على قصته وما حكاه عن جبروت مافيا الجنرالات وطريقة اشتغالهم وكيف كانت الفرق الخاصة التابعة للمافيا تفبرك الجرائم وتنسبها لمعارضي الجنرالات وكيف كانوا يغتالون العناصر الممانعة أو الرافضة لتنفيذ التعليمات والمهام «القذرة».

كما كان متوقعا، قام الجنرالات في الجزائر بمنع وصول نُسخ «Le Nouvel Observateur»، وأصبحت صحيفة ممنوعة من البيع في الأكشاك، وهو ما جعل الطلب عليها مرتفعا، إلى درجة أن الناس كانوا يطلبون من معارفهم أو أقربائهم إحضار نسخ من عدد الحوار الذي أجري مع هشام عبود، معهم عند دخولهم إلى الجزائر قادمين من مختلف العواصم الأوربية التي توزع فيها الصحيفة.

كان الفضل يرجع إلى الأنترنت وإلى الفضائيات الفرنسية التي تناولت موضوع الحوار الصحافي الأول مع هشام عبود. إذ لم يكن بوسع الجنرالات نهائيا منع الجزائريين من الاطلاع على معلومة مماثلة في عهد انتشار المعلومة. وبفضل هذه التكنولوجيا تعرف الجزائريون في الداخل على قصة هشام عبود، وبناء على تلك التغطية الإعلامية التي جاءت بعد الحوار الصحافي، طلبوا من أقربائهم إدخال أعداد من الصحيفة سرا إلى الجزائر في حقائب سفرهم، لكي يتسنى لهم الاطلاع على الحوار.

تحول هشام عبود من «نكرة» أو رقم طالب للجوء في باريس، إلى رجل مطلوب في الصحافة الفرنسية. منابر أخرى كانت تريد الحصول على فرصة معه لتصنع «نجاحا» وترفع مبيعاتها. في خضم تلك «النشوة»، تلقى هشام عبود مكالمة هاتفية لم يتوقعها أبدا. إذ اتصل به اثنان من الجنرالات زعماء المافيا. وكان الاتصال فعلا مفاجأة له.

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى