
اختبرت قطر ستة من أفضل ملاعب كرة القدم في العصر الحديث أنشئت خصيصا لاستضافة مباريات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 العام المقبل، وذلك من خلال بطولة كأس العرب FIFA قطر 2021، التي جمعت 16 منتخباً عربياً، وتستضيفها قطر حاليا وتستمر حتى 18 دجنبر الجاري.
واستهدفت اللجنة العليا المنظمة للبطولة جماهير القارات الأخرى في توقيت المباريات، فحققت بذلك فرصة اختبار للعالم بأن يرى ما عند العرب من شغف واهتمام بكرة القدم وهو هدف رمت إليه قطر في تقديم وجه العرب للعالم وإبراز الوجه الرياضي العربي بكل ملامحه وانفعالاته تجاه كرة القدم.
وأصابت قطر شطر النجاح في تحقيق نقلة نوعية في مفاهيم التنظيم في كرة القدم بتوظيف الكثير من القدرات العقلية العربية في عمل احترافي خالص من خلال تخصيص مساحات لإبداع الجماهير وأنشطتها وخصصت لها مناطق في الملاعب وحولها، للتعبير عن حبها لكرة القدم وتشجيع منتخباتها وهي مناطق ما يعرف بـ «الفان زون».
وطورت قطر هذه التجارب بتخصيصها في كل ملعب بعكس مونديال روسيا الذي يصنف الأفضل في سلسلة بطولات كأس العالم الماضية حيث خصصت ساحة واحدة لـ “فان زون” لكل مدينة بينما قطر وفرت ذلك في كل ملعب لتعبر الجماهير عن حبها ودعمها لمنتخباتها حسب ثقافات التشجيع.
واستحدثت قطر خلال البطولة أروع الأساليب في تقديم الخدمات للجماهير عبر المتطوعين، كما وفرت الملاعب جميعها أماكن لذوي الاحتياجات الخاصة ليتابعوا المباريات بكل سهولة ويسر وخصصت لهم مداخل وممرات ومخارج القصد منها القيمة الإنسانية في التعامل مع الحدث الكبير وشغف كرة القدم.
وسجلت الخدمات الإعلامية القطرية في البطولة نقلة نوعية بتوظيف التكنولوجيا لمساعدة الإعلام في نقل الأحداث وتغطية البطولة بكل سهولة ويسر، وذلك من خلال تخصيص خدمات متواصلة للصحافة وفق الضوابط التي تراعي الحقوق في البث ونقل الصورة. وقامت بإمداد الإعلام المرئي والمقروء والمسموع بالمعلومات المطلوبة عن كل حدث مغلقة بذلك باب الاجتهاد الذي يعرض للخطأ ويدفع للبحث عن التصحيح.
ووظفت قطر التكنولوجيا بأفضل الخدمات للإعلام، وذلك من خلال توفير مرَقم خاص بالمؤتمرات الصحفية وتطبيق خاص للصحافة يتم تثبيته على أجهزة المحمول الخاصة بالإعلام في البطولة وتوضع به أرقام خاصة بالمباريات والمؤتمرات من أجل الترجمة للمؤتمرات الصحفية في نقلة نوعية فريدة من نوعها.
ويقوم كل صحافي بتثبيت التطبيق المعروف بـ «فيفا إنتربرنتنغ» واختيار اللغة التي يرغب بها الصحافي للترجمة من بين جميع اللغات العالمية الموضوعة في برنامج ترجمة المؤتمرات الصحفية للمدربين واللاعبين، وخصصت اللجنة المنظمة أيضا خدمات إنترنت على أعلى سرعة وطاقة من أجل العمل الصحافي، فاشتغلت المراكز الإعلامية بدعم فني يفوق التوقعات ويستوعب المئات من الصحافيين، فضلا عن منابر التعليق التلفزيوني.
وخصصت قطر لأول مرة ترجمة خاصة بالصم والبكم ولغة الإشارة لتلبي رغبات فئة من المجمتعات العربية لم تكن تجد الاهتمام اللازم في السابق، لتضيف بعدا جديدا في تنظيم البطولات، وهي القيمة الانسانية في جماهيرية كرة القدم.





