الرئيسيةمجتمعمدن

كورنيش آسفي تحول إلى خراب بعد فشل مشروع تهيئته بأزيد من مليارين

العامل يبرر الفشل نيابة عن رئيس المجلس الإقليمي ويعفي المقاولة من المسؤولية وغرامات التأخير

الـمهدي الـكراوي

تحول كورنيش آسفي إلى خراب وإلى ورش مغلق، كما تعرضت الأرصفة والزليج للتلف وللاقتلاع قبل إنهاء أشغال تهيئته، التي يشرف عليها المجلس الإقليمي وكلفت غلافا ماليا وصل إلى مليارين و160 مليون سنتيم ممولة بالكامل من المكتب الشريف للفوسفاط ووزارة الداخلية. وكان موعد تسليم المشروع مبرمجا خلال شهر يوليوز 2018، بعدما دشنه العامل الحسين شاينان بمناسبة عيد الشباب سنة 2017، وحددت مدة الأشغال في 12 شهرا. وأمام فضيحة التأخر في إنهاء الأشغال والتي فاقت 16 شهرا، اضطر المجلس الإقليمي لآسفي، أول أمس، إلى افتتاحه رغم عدم استكمال الأشغال به، وعدم إصدار شهادة التسليم النهائي للمقاولة المشرفة، وفي ظل اختفاء تجهيزات فنية باهظة التكلفة عبارة عن كراس رخامية بمواصفات عالية منصوص عليها في دفتر تحملات مشروع تهيئة كورنيش آسفي، حيث قامت المقاولة المشرفة على الصفقة بتواطؤ مع المجلس الإقليمي، صاحب المشروع، على تعويضها بكراس عبارة عن مستطيلات مكعبة من حجر الغرانيت، لا تتوفر على الجمالية والصلابة ولا على مواصفات الجودة ولا تستجيب لراحة الزائرين.
وكان الحسين شاينان، عامل آسفي، قد برر تعثر إنجاز مشروع كورنيش آسفي في مداخلة له نيابة عن عبد الله كاريم، رئيس المجلس الإقليمي عن حزب «البام»، برغبته شخصيا في التقيد بدفتر التحملات، دون أن يكشف عن السبب الحقيقي وراء عدم إصدار غرامات التأخير في حق المقاولة الفائزة بالصفقة، رغم أن مدة التأخير تجاوزت 16 شهرا.
وعلى مستوى الحدائق والمساحات الخضراء التي أنجزت في كورنيش آسفي، فهي الأخرى تخالف كليا التصاميم الهندسية الأصلية التي بناء عليها تم إطلاق صفقة تهيئة الكورنيش، حيث اكتفت المقاولة المشرفة ببناء أحواض عشوائية مستطيلة بدون أية جمالية هندسية وبدون أي توازن فني، في وقت تؤكد فيه التجهيزات الفنية والأشغال التي أنجزت حتى الآن أنها رخيصة التكلفة وبدون جودة ولا تتطابق مطلقا مع قيمة الصفقة التي فاقت مليارين و160 مليون سنتيم.
وبخلاف التصاميم الهندسية الأصلية للمشروع والتجهيزات التقنية والفنية المنصوص عليها في دفتر التحملات، قامت الشركة الفائزة بالصفقة باستبدال أشجار نخيل بمواصفات طبيعية عالية وجودة تقاوم الرطوبة والملوحة كما هو معمول به في كورنيش البيضاء والرباط ومدن الشمال، ووضعت في مكانها مشاتل أشجار رخيصة الكلفة ولم تصل بعد إلى مرحلة النضج، ولا تتوفر على الجمالية، والأخطر من ذلك أن العديد منها أتلفت قبل حتى أن تنتهي الأشغال في ورش كورنيش آسفي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى