حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الدوليةالرئيسيةسياسية

ماسك يتحدى النظام الحزبي الأمريكي ويؤسس «حزب أمريكا»

الملياردير يطلق مبادرة سياسية جديدة ويعد بإزاحة داعمي قانون خفض الضرائب

في خطوة تعكس تصاعد الانقسامات داخل المشهد السياسي الأمريكي، أعلن الملياردير إيلون ماسك تأسيس «حزب أمريكا»، متحديا القواعد الراسخة للنظام الحزبي الثنائي، الذي هيمن على الحياة السياسية في الولايات المتحدة لعقود. الإعلان جاء وسط خلافات حادة مع الرئيس الحالي دونالد ترامب، الحليف السابق الذي تحول إلى خصم علني، ما يضفي بعدا شخصيا وسياسيا على مبادرة ماسك. وبينما يقدم الحزب الجديد نفسه كبديل لاستعادة «حرية الأمريكيين»، تواجه المبادرة تحديات قانونية وتنظيمية كبيرة، وسط تساؤلات حول مدى قدرتها على اختراق نظام انتخابي مغلق، لا يمنح الأحزاب الناشئة سوى فرص محدودة.

 

إعداد: سهيلة التاور

 

 

كشف رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، الأسبوع الماضي، عن إطلاقه لتشكيل سياسي جديد يحمل اسم «حزب أمريكا»، وذلك عقب استفتاء غير رسمي أجراه عبر منصة «إكس»، تساءل فيه عما إذا كانت البلاد بحاجة إلى حزب سياسي ثالث.

وقال ماسك في منشور جديد إنه على حسابه «بنسبة اثنين إلى واحد، تريدون حزبا سياسيا جديدا، وستحصلون عليه». وتابع «اليوم، تأسس حزب أمريكا ليعيد لكم حريتكم».

ويأتي إعلان ماسك، بعد يوم من توقيع الرئيس الأمريكي على مشروع قانون خفض الضرائب، وهو القانون الذي عارضه بشدة ماسك، الحليف السابق لدونالد ترامب.

ومول ماسك جزءا كبيرا من حملة ترامب الانتخابية الرئاسية، ثم تمت الاستعانة به ليكون أبرز مستشاري الرئيس الأمريكي بعد ذلك، وقاد جهودا واسعة ومثيرة للجدل لتقليص حجم القوى العاملة الفدرالية وخفض الإنفاق، قبل أن يترك الإدارة الأمريكية، في ماي الماضي.

وخلال الشهر المنصرم، تصاعدت الخلافات بين ترامب وماسك، وظهرت إلى العلن، بعد تحالف وثيق جمع الرجلين، وانتهى الخلاف من دون عودة العلاقات باعتذار ماسك من الرئيس الأمريكي وقول ترامب إن ماسك «رجل رائع وناجح».

وهدد ترامب، الأسبوع الماضي، بقطع مليارات الدولارات من الإعانات التي تتلقاها شركات ماسك من الحكومة الاتحادية.

وقال ماسك في وقت سابق إنه سيؤسس حزبا سياسيا جديدا، وسينفق الأموال لإزاحة المشرّعين الذين دعموا مشروع القانون.

وعبر نواب من الحزب الجمهوري عن قلقهم من أن عداء ماسك لترامب، قد يضر بأغلبيتهم في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، العام المقبل.

وانضم ماسك إلى إدارة ترامب بخطط جريئة لخفض تريليوني دولار من الميزانية الاتحادية، ثم تركها بعد أن حقق أقل من ذلك بكثير، حيث تمكن من تقليص حوالي 0.5 في المئة فقط من إجمالي الإنفاق.

وتسببت خططه التي تضمنت إلغاء آلاف الوظائف الاتحادية وخفض مليارات الدولارات من المساعدات الخارجية وغيرها من البرامج في إحداث اضطراب بالهيئات الاتحادية، في حين أثار احتجاجات واسعة النطاق في مراكز بيع تسلا بالولايات المتحدة وأوروبا.

 

أكبر 6 تحديات تواجه ماسك

1ـ العوائق المؤسسية وقواعد الاقتراع

وفق تقرير «واشنطن بوست»، فإن النظام الانتخابي في الولايات المتحدة الذي يعتمد على مبدأ «الفائز يستأثر على شيء» لا يرحب بأحزاب أخرى.

ويقول هانز نويل، أستاذ التاريخ السياسي والمنهجية السياسية في جامعة جورج تاون، إن الولايات المتحدة ليس لديها «مؤسسات تتقبل أحزابا ثالثة متعددة يمكن أن تكون ناجحة للغاية».

ويضيف: «الأمر هنا ليس كما هو في الديمقراطيات الأخرى، حيث يبدأ الحزب صغيرا ويحصل على 20 أو 30 في المئة من الأصوات، ثم على حصة من المقاعد بالمجلس التشريعي، حيث يمكنه البناء على ذلك».

وتفيد الصحيفة بأن لدى الولايات الأمريكية ولجنة الانتخابات الاتحادية قواعد ومتطلبات لتسجيل حزب سياسي جديد، وقواعد أخرى خاصة بها غالبا ما تشترط الإقامة فيها، وتقديم قوائم تزكية أو تأييد من عدد معين من الناخبين المسجلين.

وتشير إلى أن هذه المتطلبات أعاقت العديد من مرشحي الأحزاب الأخرى. فخلال الانتخابات الرئاسية لعام 2024، لم يظهر أي من مرشحي الأحزاب الآخرين البارزين على بطاقات الاقتراع في جميع الولايات الخمسين.

 

2ـ شواهد من التاريخ وتحديات حديثة

لطالما كانت هناك أحزاب سياسية خارج نظام الحزبين في الولايات المتحدة، إلا أن جاذبيتها ظلت محدودة. وتعود آخر مرة فاز فيها مرشح للرئاسة من غير «الجمهوري والديمقراطي» بأصوات الناخبين إلى عام 1968، عندما انحازت 5 من ولايات الجنوب الأمريكي لمرشح الحزب المستقل جورج والاس.

وحصل الملياردير روس بيرو على حوالي 19 في المئة من الأصوات عام 1992، ولم ينل أصوات المجمع الانتخابي. وعام 2000، ترشح رالف نادر للرئاسة عن حزب الخضر.

ورغم أدائه القوي في ولاية فلوريدا، حيث جاءت النتيجة بينه وبين المرشح الجمهوري جورج بوش الابن متقاربة، إلا أنه لم يحصل على أي من أصوات المجمع الانتخابي.

ولم يكن بيرو ونادر وحدهما اللذين ترشحا مستقليْن للرئاسة، فهناك آخرون من أمثال بيرني ساندرز وأنغوس كينغ.

 

3ـ النطاق والاستراتيجية

وكتب ماسك في حسابه على منصة «إكس»، أنه يخطط لاستهداف انتخابات التجديد النصفي العام المقبل. وشبّه استراتيجيته بتكتيكات الجنرال اليوناني، إيبامينونداس، ضد الإسبارطيين، والتي تقوم على «حشد قوة مركزة للغاية في موقع دقيق في ساحة المعركة».

وقد تحدث الملياردير العالمي من قبل عن إمكانية التأثير على تركيبة الكونغرس، من خلال التركيز على عدد قليل من السباقات الرئيسية للفوز بمقاعد في مجلسي الشيوخ والنواب، لكنه لم يذكر أهدافا محددة.

ورغم أن ماكوركل، الأستاذ بكلية سانفورد للسياسة العامة في جامعة ديوك، يعتقد أن مرشحي ماسك لن يفوزوا، فإنه يقول إن بإمكانهم إرباك وتقويض فرص مرشحي الحزب «الجمهوري»، والحيلولة دون حصولهم على أصوات كافية في ولايات يشتد فيها التنافس مثل ساوث كارولينا.

وأظهر استطلاع رأي أجرته صحيفة «واشنطن بوست»، بالاشتراك مع مؤسسة «إبسوس»، الشهر الماضي، أن أغلبية الأمريكيين تعارض القانون «الكبير والجميل» لخفض الضرائب والإنفاق الذي أقره أخيرا الكونغرس.

وبحسب ماكوركل، فإن معارضة الملياردير ماسك للقانون لا تشكل حتى الآن استراتيجية حزبية طويلة الأمد، وإن العقود الفدرالية الضخمة التي حصلت عليها الشركات التي يديرها يمكن أن تقوض رسالته.

 

4ـ الانقسامات بين جمهوره المحتمل

طبقا للصحيفة، فإن من التحديات الكبيرة التي يواجهها ماسك أن 80 في المئة ممن يتبنون مواقف وسطية بالمشهد السياسي الأمريكي، ليسوا متماسكين بما يكفي لتشكيل حزب سياسي.

ويقول هانز نويل، من جامعة جورج تاون، إن «الناس متعلقون بالأحزاب القائمة، لكنهم محبطون منها، ومتخوفون. ومع ذلك، فهم لا يشكلون قاعدة انتخابية، إذ إن 80 في المئة منهم لم يحددوا موقفهم بشكل جيد على الإطلاق».

 

5ـ استقطاب حلفاء سياسيين

يبدو أن نفوذ ماسك في الحزب الجمهوري آخذ في التضاؤل، وذلك في خروجه من الحكومة الفدرالية، وغضبه الشديد من ترامب والجمهوريين في الكونغرس.

وصرح جيمس فيشباك (حليف ترامب) بأنه بصدد إنشاء لجنة عمل سياسي لنسف جهود ماسك السياسية.

وقال نويل إنه بينما أعانت ثروة ماسك جهوده السياسية، فإن الأحزاب السياسية القوية يمكنها جمع الأموال من شبكات الناخبين المهتمين.

وأردف قائلا إن الحزب الجديد سيحتاج إلى ناخبين متفانين بشكل غير عادي ولديهم الطاقة اللازمة لخوض الحملات الانتخابية، حتى بعد الخسائر المبكرة «وهو أمر لا يمكن شراؤه بالمال».

 

6ـ الصبر

تساءلت «واشنطن بوست»: هل سيتحمل الملياردير -المزاجي المعروف على نطاق واسع بتحدي المعايير ووضع أهداف طموحة لفرقه وهندسة مركبات الفضاء الصاروخية وتصميم السيارات الكهربائية- الإجراءات الكثيرة المتعلقة لإدراج مرشحين في سباق انتخابات قد يخسرونها؟

ويتفق كل من نويل وماكوركل أن ماسك قد يضطر إلى التعود على الخسائر السياسية، قبل أن يرى النجاح.

وقال ماكوركل: «لست متأكدا من أنه يتحلى بالصبر، فكيف سيفحص ماسك المرشحين؟»، مضيفا أن هناك الكثير من الطامحين الذين يعتقدون أنه سيمول حملاتهم الانتخابية.

وأضاف أستاذ السياسة العامة بجامعة ديوك أنه لا يصدق أن ماسك سيقضي بقية حياته في محاولة إنشاء حزب جديد، معربا عن اعتقاده أن الأمر برمته يتعلق بخلافه مع ترامب، والانتقاص من إرثه في الوقت الحالي.

 

انتقادات ترامب

انتقد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إعلان حليفه السابق إيلون ماسك تأسيس حزب سياسي جديد، ووصفه بأنه «سخيف».

وقال ترامب للصحافيين في نيوجيرسي، قبل صعوده طائرته عائدا إلى واشنطن: «أعتقد أن تأسيس حزب ثالث أمر سخيف. نحن نحقق نجاحا باهرا مع الحزب الجمهوري».

وأضاف: «لقد كان النظام دائما قائما على حزبين، وأعتقد أن تأسيس حزب ثالث يزيد فقط من الارتباك».

وختم الرئيس الأمريكي قائلا: «يمكنه أن يتسلى بذلك قدر ما يشاء، لكنني أعتقد أن هذا أمر سخيف».

وكرر الرئيس الأمريكي، الأحد الماضي، انتقاده الحاد لماسك على منصة «تروث سوشيال»، حيث كتب في منشور مطول أن الملياردير «خرج عن السيطرة»، وبات «كارثة متنقلة».

وشدد ترامب على أن الأحزاب الثلاثة في النظام الأمريكي ليست سوى أداة «للفوضى والاضطراب الكامل والشامل»، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تعاني بالفعل من «فوضى»، بسبب «اليسار الراديكالي»، بحسب تعبيره. واعتبر أن تصرفات ماسك الأخيرة وأفكاره السياسية تسهم في هذا الاضطراب.

وعلى النقيض، أشاد الرئيس الأمريكي بالحزب الجمهوري ووصفه بأنه «آلة تسير بسلاسة»، مشيرا إلى أن الحزب مرر أخيرا «أكبر مشروع قانون في تاريخ البلاد»، بحسب وصفه. وسلط ترامب الضوء في منشوره على نقطة محورية في هذا القانون، وهي إلغاء «تفويض المركبات الكهربائية السخيف»، بحسب تعبيره، والذي قال إنه كان سيجبر المواطنين على شراء السيارات الكهربائية في القريب العاجل.

ولم تتوقف انتقادات ترامب عند هذا الحد، بل كشف أن ماسك طلب منه تعيين أحد أصدقائه المقربين مديرا لوكالة «ناسا». وعلى الرغم من اعتراف ترامب بأن صديق ماسك كان مرشحا «جيدا جدا» للمنصب، إلا أنه كشف أنه تفاجأ عندما علم أن هذا الشخص كان «ديمقراطيا أصيلا»، ولم يسهم قط في حملة الحزب الجمهوري. كما اعتبر الرئيس الأمريكي أن هذا الطلب «غير لائق»، بالنظر إلى أهمية «ناسا» في أعمال ماسك التجارية، حيث إنه يمتلك شركة «سبيس إكس» المتخصصة في المركبات الفضائية.

 

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى