
طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة أن مراسلات وُجهت إلى والي جهة طنجة يونس التازي بشأن الترخيص الذي مُنح لمستثمر قصد بناء إسطبل لتربية الدواجن على طريق أصيلة الأحد الغربية، وهو المشروع الذي أثار استنكارًا واسعًا بسبب تداعياته البيئية الخطيرة. واعتُبر هذا القرار تهديدًا مباشرًا للمجال البيئي ولحياة السكان والبحارة في المنطقة، خاصة أن الموقع المختار لإنشاء الإسطبل قريب من قنطرة وادي غريفة، ما قد يؤدي إلى تلوث بيئي يمتد إلى شاطئ بريش وأقواس بريش.
وحسب المصادر، فإن المخاوف المطروحة تتركز حول الروائح الكريهة التي ستنبعث من الإسطبل، والتي ستؤثر بشكل سلبي على المارة سواء على الأقدام أو عبر السيارات، فضلًا عن النفايات والمواد الكيميائية التي قد تتسرب إلى مياه الوادي، مما سيسبب كارثة بيئية تهدد الحياة البحرية، خاصة أن مصب النهر يعد موطنًا لتكاثر الأسماك الصغيرة، التي ستكون عرضة لخطر التسمم والنفوق نتيجة المخلفات.
وقالت المصادر إن تأثير مزارع الدواجن على البيئة يُعتبر من القضايا الشائكة، حيث تنتج هذه المزارع كميات هائلة من الفضلات التي تحتوي على مواد عضوية وكيميائية خطيرة مثل الأمونيا والنتريت والفوسفات، مما يساهم في تلويث التربة والمياه الجوفية. إذ إن تسرب هذه المركبات إلى الفرشة المائية قد يؤدي إلى تفشي أمراض مرتبطة بتلوث المياه، ويؤثر بشكل كبير على جودة المياه الصالحة للشرب.
وذكرت المصادر، وفق نص مراسلات في الموضوع، أنه على المستوى البحري، فإن المخلفات الناتجة عن تربية الدواجن يمكن أن تصل إلى مياه البحر عبر شبكة المجاري أو عن طريق جريان مياه الأمطار، مما يؤدي إلى اضطراب النظام البيئي البحري، من خلال تراكم المواد العضوية في البحر، مما يؤدي إلى زيادة مستويات المواد المغذية في المياه، ويساهم في ظهور ظاهرة «التحلل البيولوجي»، وهي عملية تستنزف الأكسجين في المياه وتسبب نفوق الأحياء البحرية.
وإلى جانب المراسلات التي وُجهت إلى والي الجهة، تمت دعوة ممثل السلطة المحلية وقائد قيادة الأحد الغربية إلى تحمل المسؤولية في حماية البيئة البحرية وإيقاف هذا المشروع الذي يهدد التوازن الإيكولوجي للمنطقة. فيما دخلت جمعيات مهنية للصيد على الخط، مؤكدة أنها على استعداد لمراسلة جميع الجهات المختصة من أجل التدخل العاجل، بما في ذلك المعهد الوطني للبحث العلمي في الصيد البحري، لإجراء دراسة تقييمية حول الأثر البيئي لهذا المشروع واتخاذ التدابير اللازمة لحماية المحيط البحري والساحلي لأصيلة وطنجة.





