
طنجة: محمد أبطاش
جدد منتخبون بجماعة طنجة، مطالبهم بالتحقيق في مصير أموال توصلت بها الجماعة على مدى عقود، من طرف “دوق ذي طوفار” وهو أحد النبلاء الذي كان يحب مدينة طنجة، لدرجة أنه ترك وصية يوصي بأن يتم تحويل جميع ممتلكاته وتسجيلها باسم مدينة طنجة.
وكشفت مصادر جماعية، أنه لا يعقل أن الجماعة رغم توصلها بمطالب لمرات متكررة بضرورة جرد كلي لتفاصيل المداخيل التي توصلت بها من لدن النبيل السالف ذكره، غير أنها لا تزال تتجاهل هذا الملف رغم أنه يهم جميع مواطني المدينة، لكون هذه الأموال تجب معرفة من استفاد منها وبأي طريقة.
وفي تفاصيل هذا الملف، فإن “دوق ذي طوفار” كان من أغنياء ونبلاء طنجة، حيث كان يتواجد بها إبان الفترة الدولية، وتعلق بشكل كبير بمدينة البوغاز، وهو من أصول إسبانية ويدعى في الأصل “إغناسيو فيغيرووا يبيرميخيو”، وبعد وفاته سنة 1953، تم اكتشاف وصيته التي كان مضمونها، أن جميع أملاكه وأمواله، يهبها لمدينة طنجة، عبر مجلسها الجماعي بغرض إقامة مشاريع مفيدة للسكان، وكان أبرزها بناء على معطيات تاريخية أيضا، عدة ممتلكات عقارية منها التي أقيم فوقها اليوم المستشفى الجهوي محمد الخامس.
وكان المستشار الجماعي حسن بلخيضر قد كشف أن الجماعة مباشرة بعد وفاته منذ سبيعينات القرن الماضي، ظلت تتوصل بتحويلات مالية تمر عبر بنك المغرب، إلى حساب الجماعة وهي كلها عائدات مالية من مساهمة المعني في شركات دولية، وكذا بيع بعض من ممتلكاته، حيث يتم ضخها في حساب الجماعة وبعد ذلك يتم برمجتها في الميزانية العامة للجماعة في الجزء الثاني بغرض الاستثمار في بعض المشاريع. والغريب حسب بلخيضر، أنه قبل سنة 2003، اتضح أن أموالا ضخمة بات مصيرها مجهولا، وغموض كبير يلف من تصرف فيها قبل هذه الفترة، وبالتالي يستوجب إعادة فتح هذا الملف لمعرفة الجهات التي كانت تتصرف في أموال الصندوق الخصوصي، وبعد سنة 2003، فإن هذه الأموال كانت تبرمج في الدورات الجماعية، وكان ضمنها قيام الجماعة ببيع شقة في مدينة إسبانية بمبلغ 2 مليون أورو، مع العلم أن الشقة المذكورة، لو تم تركها للوقت الراهن ستباع بملايين الأورو حسب بلخيضر.
وإلى جاني هذه الأملاك، فلأول مرة يتم إثارة وجود شركة نفط برازيلية كانت ترسل تحويلات بنكية مهمة إلى حساب جماعة طنجة، حيث كان النبيل الإسباني المذكور، مساهما فيها، ولما تم اكتشاف وصيته، قامت الشركة المعنية بتحويل مساهماته تباعا بشكل سنوي لجماعة طنجة، إلا أن الغموض حسب بلخيضر يلف طريقة صرف هذه المبالغ المالية طيلة الفترات التي تعاقب فيها رؤساء عن أحزاب مختلفة بالجماعة.
للإشارة فقد تمت إثارة هذا الملف أمام عمدة المدينة في وقت سابق، غير أنه لم يتم التعليق عليها، من طرف العمدة وكذا للكشف عن ظروف وملابسات الصندوق الخصوصي للشخصية الإسبانية النبيلة وكذا إماطة اللثام عن طريقة صرف واستثمار أمواله الضخمة طيلة السنوات الماضية، سيما في ظل وجود جهات سبق أن كشفت عن كون رؤساء سابقين اغتنوا من هذا الصندوق، ما مكنهم من مراكمة ثروات هائلة بمدينة طنجة، ومكنتهم كذلك من التربع على عرش أغنياء المدينة، وباتوا مستثمرين في شتى القطاعات بدءا بالعقار والنقل الدولي والإعلام وغيره.





