
أكادير: محمد سليماني
فجّر المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري معطيات صادمة حول مخزون الأخطبوط بالسواحل الوطنية، وخصوصا بمنطقة تركيزه جنوب منطقة سيدي الغازي (إقليم بوجدور).
واستنادا إلى مصادر مطلعة، فإن اجتماع لجنة تتبع مصيدة الأخطبوط المنعقد بمقر كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري أول أمس الأربعاء برئاسة مدير مديرية الصيد البحري، ساده جو مشحون، خصوصا بعدما كشف المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري عن رأيه العلمي، والذي اقترح من خلاله تأجيل انطلاق الموسم الشتوي لصيد الأخطبوط بالسواحل الجنوبية للمملكة لفترة جديدة لا تقل عن أسبوعين.
واستند المعهد في تقريره، إلى أن مصيدة الأخطبوط بالأقاليم الجنوبية لم تتعاف كليا، حيث أظهرت الأبحاث العلمية، تركزا كبيرا لصغار الأخطبوط بالمصيدة، وهو ما يشير إلى أن الفترة الحالية هي فترة توالد هذه الأسماك، الأمر الذي يحتم بدون مواربة استمرار توقيف نشاط صيد الأخطبوط خلال الفترة الحالية.
وحسب المصادر، فإن رأي المعهد العلمي قوبل بالرفض من قبل عدد من ممثلي التنظيمات المهنية والمهنيين، والذين رفضوا أي تأجل جديد للموسم الشتوي لصيد الأخطبوط، وتمسكوا بانطلاقه في وقته المحدد سابقا. وقد ساد اجتماع اللجنة شد وجذب في الآراء والأفكار، بين من يرى ضرورة تأجيل موسم الصيد لمدة جديدة، وذلك لحماية المخزون من الاستنزاف، خصوصا وأن الأحجام الموجودة حاليا، هي أحجام صغيرة، وفتح المجال أمام الصيد، هو بمثابة ضربة موجعة للمخزون الوطني، وبين من يرى ضرورة انطلاق موسم الصيد في وقته، وذلك مراعاة لظروف البحارة والمهنيين والمجهزين الذين واصلوا استعداداتهم منذ أيام لانطلاق الموسم الشتوي، وبالتالي فإن أي تأجيل هو بمثابة ضربة موجعة أيضا للاقتصاد والاستثمارات في هذا القطاع.
ويسود ترقب كبير لمآل الموسم الشتوي لصيد الأخطبوط، حيث تتجه الأنظار نحو كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري، والتي ستنشر في الساعات القادمة قرارها الوزيري النهائي بخصوص مآل الموسم الشتوي لصيد الأخطبوط.
وسبق أن أصدرت كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري مقررا وزاريا رقم 25/07، بتاريخ 11 شتنبر المنصرم، يقضي بتوقيف نشاط صيد الأخطبوط على طول السواحل الوطنية، لمدة 3 أشهر، ابتداء من 16 شتنبر، وإلى غاية 15 من شهر دجنبر الجاري بالنسبة لجميع أساطيل الصيد البحري. ويأتي اتخاذ هذا القرار من أجل تخفيف الضغط على مصايد الأخطبوط.
وكان الموسم الشتوي لصيد الأخطبوط، مقررا له أن ينطلق يوم 15 دجنبر الجاري، غير أن أزمة مصيدة المنطقة الجنوبية، وعدم تعافي المصيدة وتركيز صغار الأخطبوط، دفع كتابة الدولة إلى تأجل استئنافه لمدة 15 يوما إضافية، في انتظار اتضاح الرؤية. وقد استندت كتابة الدولة في اتخاذ قرار التأجيل لمدة 15 يوما إضافية، على الرأي العلمي للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بتاريخ 2 دجنبر الجاري، وأيضا استنادا إلى التوجهات الكبرى لمخطط أليوتيس، الداعية للحفاظ على الموارد السمكية واستغلالها بشكل مستدام، لذلك تم تأجيل الموسم الشتوي لصيد الأخطبوط إلى غاية يوم 31 دجنبر الجاري.





