شوف تشوف

الرأي

موجات الجاذبية (2/2)

مهلا علينا فهم بعض الأمور. ما هي ليجو؟ ما هي موجات الجاذبية؟ من أول من قال بها؟
تبدأ القصة من النسبية العامة التي طورها آينشتاين بعد نظريته الأولى في النسبية الخاصة. والآن ما الفرق بين الخاصة والعامة؟ بل لماذا سميت نسبية؟ قال آينشتاين الذي مات بالمناسبة من وراء التدخين وانفجار أم دم أبهرية في بطنه؟، إنه ليس ثمة شيء ثابت بعد الله إلا حقيقة واحدة هي سرعة الضوء.
من الملفت للنظر أن القرآن دمج الاثنين فوصف الرب نفسه أنه نور السموات والأرض، كما جاء في سورة النور.
اختلف العلماء حول حقيقة الضوء وسرعته؟ فأما نيوتن فاعتبر الضوء فوتونات طاقة، أما شرودنجر فقال إنه موجات، وحاليا يقول العلماء إنه الاثنين، ولا نعلم إلى أين تصل الأمور فالضوء سر يكشف عن غوامضه كل حين، كما قال الله أن مثله مثل مشكاة في مصباح، المصباح في زجاجة، الزجاجة كأنها كوكب دري، يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار.
مالك بن نبي حاول في كتابه الظاهرة القرآنية مقاربة هذا المعنى مع مصباح الكهرباء. أما سرعة الضوء فقد اعتبرها ديكارت لا نهائية، في حين أن غاليلو تجرأ فحاول قياس السرعة مع أعوانه؛ فحملوا قناديل إلى رؤوس الجبال، وبدؤوا يفعلون ما يفعل البرق والرعد. نحن نرى البرق ثم نسمع الرعد، فهذا هو الفرق بين الضوء في سرعته، والصوت في قدومه.
بالطبع يضحك العلماء اليوم من تجربة جاليلو ويعتبرونها مثل من يقيس الأرض بالشبر. ثم حصل الاختراق الرائع في قياس سرعة الضوء بطريقة ذكية على يد فيزو بنظام المسننات وإطلاق الضوء من جانب لآخر بين قرصين يدوران بسرعة خارقة، أحدهما بثلم تختلف عن الآخر فيمر الضوء بين فتحة وسن.
عرف العلماء أن سرعة الضوء تقترب من 300 ألف كيلو متر في الثانية الواحدة (تحديدا 299,792,458). ولكن آينشتاين في نظريته النسبية قال بأن هناك أربع استحالات (استهلاك طاقة لا نهائية ـ تحول الكتلة إلى لا نهائية ـ وانضغاط أحد الأبعاد إلى الصفر) ومن عجائب النظرية النسبية أن الزمن يتوقف مع بلوغ سرعة الضوء، فلا يبقى وقت؛ فندخل الخلود، بل إن تجاوز سرعة الضوء يقلب محور الزمن فتلد البنت أمها؟
ولذا فليس هناك أي سرعة يمكن أن تقفز إلى سرعة الضوء. بالطبع هناك (ميشيو كاكو) الذي أخذ جائزة نوبل على بحثه في الأوتار الفائقة، التي هي أصغر من اللبتونات والكواركز (دون الذرية تكون الإلكترونات والبروتونات) وقال إن الفيزياء الحالية لا تمنع من سرعة أكثر من سرعة الضوء، ولكننا قد نصلها من خلال الثقوب الدودية خلال مئات الأعوام القادمة.
موجات الجاذبية التي نحن بصددها الآن ضبطت في مركز ليجو الذي هو اختصار خمسة كلمات عن الجهاز الليزري الذي يقيس موجات الجاذبية (Laser Intreferometer Gravitation Wave Observatory) بطريقة في غاية البراعة من خلال تسليط عمودين من أشعة الليزر، تتقاطع في الوسط وترتد على مرايا، ليتم رصد سرعة الوصول، وهل ثمة اختلاف في الوصول بين الأشعة المنقسمة عند حاجز نصف نفوذ، قالوا إن الأشعة تطفئ بعضها البعض (شيء عجيب من تداخل الضوء ليتحول إلى ظلام) وبين تباين يقود إلى رسم مخططات سموها نموذج التداخل الليزري. معهد ليفنجستون في لوزيانا، أو مؤسسة ليجو في هانفورد من ولاية واشنطن، ضبطت هذه الأمواج لفترة لم تتجاوز نصف ثانية.
هذه الأمواج تنبأ بها آينشتاين أو هكذا يقولون؟ ولكنه كان يصف الأمر بأنه جم الصعوبة لرصده. حاليا يحاول من يرصد السماء إرسال مركبات فضائية تجثم بثلاثة أمكنة ببعد مليون كم عن بعض، وهو رقم هزيل في الأرقام الكونية، من أجل رصد الموجات على نحو أفضل، فالأرض تهتز وتضيع الحسابات، أما السماء كما وصفها جوته فهناك الهدوء حيث البشر يتخاصمون ويتنازعون على كرسي زائل كما يحاول بشار البراميلي من خلال قتل الناس. مشروع السماء أعطوه اسم أي ـ ليزا (e LISA) وهو مشروع سيتم إنجازه عام 2034.
أرسل لي صديقي أحمد كنعان أن المدافع البريطانية تضرب اليوم مع بلوغ الملكة اليزابيث الثانية عمرها التسعين، وأن مدفعية بشار البراميلي تقتل الأطفال في كفر نبل وضواحي حمص وحلب. قلت له لا تنس أن اليزابيث الأولى هي بنت آن بولين زوجة هنري الثامن التي قطع رأسها مع نسوة آخرين بعد أن تزوج ست مرات وطلق الإسبانية كاترين ومعها البابا وروما. وهكذا فالفتوحات العلمية اليوم خلفها تاريخ مظلم مكفهر أسود ولسنا نحن استثناء مع براميل بشار بدون بشرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى