حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسية

هربت من نظام فرانكو لتصبح سكرتيرة ولي العهد وتصر على دفنها بالمغرب

حسن البصري
حلت باكيطا غورونيو بالمغرب هربا من جبروت نظام فرانكو، كانت تعتقد أن لجوءها لن يتعدى فترة زوال نظام عسكري، لكن القدر شاء أن تفضي حياتها في الرباط وتدفن في تربته.
عاشت هذه الإسبانية ذات التوجه الجمهوري والعلماني، محنة حقيقية وهي تحاول الانعتاق من نظام صارم، خاصة بعد اندلاع الحرب الأهلية، حيث هربت رفقة أسرتها متجهة إلى فرنسا، إلا أنها صادفت محنة أخرى حيث كانت لدى الفرنسيين تعليمات باعتقال الهاربين على اعتبار أنهم «أشخاص شيوعيون وفوضويون»..، لكن الأكيد أن باكيطا كانت تنتمي إلى التيار الجمهوري وتعادي الفاشية ونظام فرانكو.
‏تقربنا باكيطا أكثر من هذه المحنة وتقول: «للتخفيف من حجم المعاناة وعدد المعتقلين الذين فروا من جحيم الحرب الأهلية، قام الفرنسيون بخطوة لتسهيل مغادرة البعض منا وإعطائهم تراخيص لذلك، إما في اتجاه المغرب أو إلى الجزائر. وقد اخترت اللجوء إلى المغرب رغم أنني لم أكن أرغب في ذلك، لكن لم يكن متاحا لي الاختيار. وقد اشترطوا علي لمنحي ترخيص المغادرة، مساعدتهم في الترجمة بينهم وبين الإسبان المحتجزين، على أساس أن مغادرتي ستكون لحضور جنازة ودفن أحد أقاربي في المغرب. هكذا وصلت إلى هذا البلد، الذي أصبح ملاذي وبلدي».
يقول الباحث المختار الغربي في سيرة باكيطا، «لقد ساعدت اللغة الفرنسية هذه المدريدية، التي درست في باريس عندما وصلت الى الرباط حيث اشتغلت سنة ‏‏1944 سكرتيرة بالكلية ‏الإمبريالية، وهو ما أصبح يعرف حاليا بالمدرسة المولوية، ذات يوم صادفت طفلة صغيرة علمت أنها ابنة السلطان محمد الخامس، ففازت بعطفه وفتح لها باب قصره لتصبح سكرتيرة ولي العهد الأمير مولاي الحسن الذي سيصبح ملكا للبلاد».
في هذا الصدد، تقول باكيطا، في حوار صحفي: «لقد تعرفت على الأمير وهو في سن الـ 14 سنة، وأول ما تكفلت به، هو تهييئ دعوات مكتوبة لأصدقائه في المعهد، وكانوا ثمانية في المجموع بالقصر. وكان والده محمد الخامس صارما، حتى أنه في العطل كان يخصص له أستاذا لتدريسه». وتضيف باكيطا: «حينما حصل المغرب على الاستقلال كان من الضروري دمج قوات شمال المغرب وجنوبه، وكانت الحاجة ماسة إلى شخص يتقن اللغتين الإسبانية والفرنسية، فذكرت الأمير بأنني لاجئة سياسية، وهو أمر كان يعلمه، فأجابني بأنه ليست هناك مشكلة، لأن العاملين لديه لا علاقة لهم بفرانكو. هكذا كلفت بالمهمة كمترجمة لإدماج القوات العسكرية، ومن هنا عرض علي منصب سكرتيرته الخاصة». ظلت باكيطا ترفض السفر إلى إسبانيا في عهد فرانكو، كي لا يختم جواز سفرها الجمهوري بخاتم فرانكوي. وبعد تقاعدها ظلت تقيم في الشقة نفسها، وحين توفي الحسن الثاني حاول صاحب العمارة إفراغها ورفع دعوى قضائية ضدها، فلجأت إلى القصر تشتكي من الضرر حيث تم إنصافها وأعطيت تعليمات بوقف الشكاية لاعتبارات إنسانية.
كانت باكيطا، في آخر أيامها، تقاوم أمراض الشيخوخة بعد أن تجاوزت حاجز المائة سنة، كانت تتصل بابنها الذي يعيش في براغ، حيث تزوجت مرة واحدة ثم انفصلت عن زوجها وظلت في شقتها رفقة خادمتها إلى أن توفيت.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى