الرئيسيةبانوراما

هكذا خسر ترامب قضية كبيرة وعقوبات كثيرة تنتظره

بعد انسحاب المحامين الذين انتدبهم للطعن في القضايا التي رفعها على عدد من الولايات، تلقى دونالد ترامب صفعة جديدة بعدما رفضت المحكمة العليا في ولاية بنسلفانيا دعوى رفعها متهما إياها بعدم تطبيق القانون في أحد مراكز فيلادلفيا. هذا الأمر ينبئ بقرب انتهاء عهد ترامب الذي يواصل الإقالات في حق عناصر مهمة قبل بداية عهد الديموقراطي جو بايدن الذي يواصل بدوره تعييناته وتشكيل إدارته، ويضع ترامب أمام عدة عقوبات بعد سقوط حصانته.

مقالات ذات صلة

رفضت المحكمة العليا في ولاية بنسلفانيا دعوى رفعتها حملة الرئيس ترامب مفادها أن فيلادلفيا خرقت قانون انتخابات الولاية بالطريقة التي تعاملت بها مع مراقبي الانتخابات في أحد مراكز فرز الأصوات.

وكان المحامون الثلاثة الذين يمثلون حملة ترامب قد انسحبوا من الدعوى القضائية الوحيدة المتبقية التي رفعتها على نتائج الانتخابات الأمريكية في ولاية بنسلفانيا، قبل ساعات من انعقاد أولى جلساتها.

وتمكنت الحملة من العثور على محام محلي كي يمثلها في القضية التي تطالب فيها بمنع تصديق بنسلفانيا رسميا على نتائج الانتخابات في الولاية، التي أظهرت فوز بايدن بأصواتها الـ20 في المجمع الانتخابي.

وكانت الحملة قد نقحت الدعوى المرفوعة وشطبت الجزء الأكبر من التهم، لتقتصر فقط على اتهام مقاطعتي بنسلفانيا فيلادلفيا وأليغيني -ذات الثقل الديمقراطي- بأنها سمحت بتعديل الناخبين لبيانات مغلوطة في بطاقات التصويت عبر البريد، وهو ما تعتبره الحملة تمييزا ضد الناخبين الجمهوريين.

ومن جهة أخرى، قال سكرتير ولاية جورجيا، براد رافنسبرجر، إنه يتعرض لضغوط متزايدة خلال الأيام الأخيرة من زملائه الجمهوريين، بما في ذلك السيناتور ليندسي غراهام، في محاولة لقلب خسارة ترامب في الولاية.

وأعرب سكرتير الولاية عن سخطه إزاء المزاعم بشأن تزوير الانتخابات، والتشكيك في نظام «دومينيون» لعد الأصوات. وقال رافنسبرجر إن الأجواء أصبحت مثيرة للجدل لدرجة أنه وزوجته تلقيا تهديدات بالقتل خلال الأيام الأخيرة.

 

إقالات ترامب

أقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء 17 من الشهر الجاري، مدير وكالة الأمن الإلكتروني كريس كريبس بسبب تصريحاته بشأن الانتخابات، في حين رفضت المحكمة العليا في ولاية بنسلفانيا دعوى رفعتها حملة ترامب تتهم مدينة فيلادلفيا بخرق قانون انتخابات الولاية.

فقد أعفى الرئيس ترامب مدير وكالة الأمن الإلكتروني وأمن البنية التحتية كريس كريبس، قائلا إنه أدلى بتصريح «غير دقيق للغاية» بشأن أمن الانتخابات الأمريكية.

وقال ترامب في تغريدة على موقع تويتر «كانت هناك مخالفات وتزوير واسع النطاق، بما في ذلك تصويت الموتى، وعدم السماح لمراقبي الانتخابات بالدخول إلى مواقع الاقتراع، وخلل في آلات التصويت التي غيرت الأصوات من ترامب إلى بايدن، والتصويت المتأخر، وغير ذلك الكثير». وأضاف أنه «لذلك تم إنهاء عمل كريس كريبس من منصب مدير وكالة الأمن الإلكتروني وأمن البنية التحتية بأثر فوري».

تعيينات بايدن

واصل الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن تشكيل فريق إدارته، في حين يحاول بعض الجمهوريين الضغط لمصلحة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب أملا في تغيير نتيجة الانتخابات قانونيا.

وأعلن بايدن تعيين 9 مسؤولين لتولي مناصب بارزة في إدارته، ممن عملوا سابقا معه أو شاركوا في حملته الانتخابية. ومن أبرزهم مديرة حملته الانتخابية جين أومالي ديلون التي ستشغل منصب نائبة كبير موظفي البيت الأبيض.

واختار بايدن أيضا الرئيس السابق للكتلة السوداء في الكونغرس النائب عن لويزيانا سيدريك ريتشموند ليشغل منصب كبير المستشارين ومدير مكتب البيت الأبيض للشؤون العامة.

كما عين بايدن كلا من رئيس الإستراتيجيات في حملته مايك دونيلون، ورئيس موظفيه السابق ستيف ريتشيتي، والمستشارة في حملته الانتخابية دانا ريموس في منصب مستشار الرئيس.

وعين أيضا جولي رودريدجز نائبة مدير حملته في منصب مديرة مكتب البيت الأبيض للشؤون الحكومية الدولية.

أما منصب كبير موظفي السيدة الأولى جيل بايدن فذهب إلى جوليسا بانتاليون التي كانت سفيرة سابقة في الأوروغواي، في حين تتولى آني توماسيني منصب مديرة العمليات بالمكتب البيضاوي.

وأكد الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب في بيان أن هذه التعيينات تظهر الالتزام ببناء إدارة متنوعة تشبه الولايات المتحدة، وتتمتع بخبرة وافية في الحكم.

عقوبات تنتظر ترامب

تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن في 20 يناير 2021 رسميا رئيسا للولايات المتحدة يعني آليا حرمان الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب من الحماية القانونية التي يتمتع بها حتى الآن؛ وهذا ما يعرضه للمساءلة أمام القضاء في بعض القضايا التي تورط فيها.

من بين أكثر القضايا حساسية ضد ترامب «التحقيق الروسي»، الذي بدأ في ربيع عام 2017، وعُهد به إلى المدعي المستقل روبرت مولر، ويركز على الروابط المحتملة بين الحكومة الروسية وحملة ترامب الرئاسية لعام 2016. وخلص المدعي العام إلى أن الكرملين كان يحاول التدخل، لكنه فشل في إثبات التواطؤ الطوعي من الجانب الأمريكي، كما قال إنه غير قادر على اتخاذ قرار بشأن إعاقة سير العدالة التي اتهم بها الرئيس.

وبالفعل، سارع وزير العدل وليام بار إلى إسقاط جميع التهم الموجهة إلى دونالد ترامب لعدم وجود أدلة رسمية، كما تقول الصحفية. لكن روبرت مولر عاد بعد شهرين لتأكيد حقيقة أنه كانت هناك «جهود متعددة ومنهجية لإيذاء واحد فقط من المرشحين»، وهي الديمقراطية هيلاري كلينتون.

كما أوضح مولر أن ما منعه من التوصل إلى أي استنتاج بشأن شبهات العرقلة التي كان من الممكن أن يكون رئيس الولايات المتحدة مذنبا بها هي توجيهات وزارة العدل لا غياب الدليل.

ومع أن إجراءات العزل التي قد تسمح بإقالة الرئيس من منصبه في حالة «الخيانة أو الفساد أو غيرهما من الجرائم» كانت جدية في ذلك الوقت، فإن الديمقراطيين كانوا مترددين في مثل هذه الخطوة، التي كانت لا تحظى بشعبية ومحكوم عليها بالفشل بسبب عدم وجود أغلبية في مجلس الشيوخ.

ورغم ذلك، خضع ترامب لإجراءات العزل خلال فترة ولايته، لكن في حالة أخرى تتعلق «بالقضية الأوكرانية»، وتمت تبرئته من قبل مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، غير أن القضية لم تغلق بالكامل، وبقيت في يد المدعي العام في بروكلين بنيويورك.

وقد يضطر ترامب للرد على الانتهاكات المتكررة لقانون «هاتش» الصادر عام 1939، والذي يحظر على أي موظف اتحادي الانخراط في أنشطة حزبية، حيث إن «دافعي الضرائب، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية، يمولون الحكومة للعمل لصالح جميع الأمريكيين، لا لصالح حملات حزب أو مرشح معين».

وفي هذا السياق، يؤكد التنظيم غير الحزبي لمراقبة الحياة السياسية (مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاق) في واشنطن وجود ما لا يقل عن 15 انتهاكا للقانون المذكور أثناء انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري هذا الصيف وحده.

كما أن الرئيس المنتهية ولايته مهدد بانتهاكات محتملة لقواعد تمويل الحملات الانتخابية، حيث أقر مستشاره السابق مايكل كوهين بالذنب، وحكم عليه بالسجن 3 سنوات في قضية تتعلق بدفع مبلغ كبير من المال للممثلة الإباحية السابقة ستورمي دانيلز، كجزء من صفقة سرية قبل أيام من الانتخابات الرئاسية لعام 2016.

وهناك احتمال أن يواجه ترامب مشكلة قانونية بشأن ضرائبه، حيث دفع رجل الأعمال 750 دولارا فقط ضرائب فدرالية في عام انتخابه قبل 4 سنوات، إضافة إلى أنه لم يدفع ضريبة الدخل 10 سنوات من آخر 15 سنة، وارتفعت أصوات عديدة للتحقيق في هذه المسألة بعمق.

وهذه الحالات المذكورة تتعلق فقط بالجرائم الاتحادية، في حين أن ترامب متورط أيضا في سلسلة من القضايا على مستوى الولاية، حيث واجه إجراءات جنائية بتهمة الاحتيال الضريبي والاحتيال في التأمين أطلقها المدعي العام في مانهاتن سايروس فانس.

غير أنه في بلد منقسم بشدة سيكون على بايدن ضمان عدم وجود أي شخص فوق القانون، مع تجنب الظهور بمظهر المهتم الحريص على «معاقبة» من هاجمه بشكل متكرر ومباشر هو وأقاربه، علما أن ترامب متهم باختطاف القضاء لصالح إدارته.

 

ادعاءات دون أدلة

كان أنصار دونالد ترامب قد احتشدوا في واشنطن للمطالبة بوقف سرقة الانتخابات دون دليل على حدوث تزوير فيها. وقد تجمعوا في ساحة الحرية القريبة من البيت الأبيض حاملين أعلام وشعارات حملته، وتوجهت المظاهرة بعد ذلك إلى المحكمة العليا بالقرب من مقر الكونغرس الأمريكي.

وشارك في المظاهرات المؤيدة لترامب في واشنطن ومدن أخرى مزيج من أنصاره وشخصيات وجماعات يمينية تدعم مسعاه للبقاء في السلطة. وتعتزم جماعات يسارية ومنظمات مناهضة للفاشية والعنصرية الخروج في مظاهرات مضادة في واشنطن ومدن أخرى.

وخرج ترامب من البيت الأبيض لتحية مناصريه الذين احتشدوا منذ الصباح الباكر في الشوارع المحيطة بالبيت الأبيض لإظهار دعمهم للرئيس في رفضه الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية. وقال في تغردية عقب ذلك «لن يسكت الناس عن سرقة الانتخابات من قبل شركة دومينيون المملوكة لليسار الراديكالي وغيرها».

وخرجت احتجاجات ومظاهرات مؤيدة لترامب في أنحاء الولايات المتحدة منذ أن أشارت النتائج إلى فوز بايدن بالرئاسة يوم 7 نونبر الجاري، لكنها كانت احتجاجات صغيرة ومحدودة.

وفي وقت سابق، أعلن عن مشاركة مزيج من أنصار ترامب وشخصيات يمينية وأعضاء جماعتي «المحافظون على العهد» (أوث كيبرز) و»الأولاد الفخورون» (براود بويز)، في المظاهرات المؤيدة لترامب في واشنطن ومدن أخرى.

وأطلق المنظمون أسماء عدة على المسيرات، من بينها «مسيرة من أجل ترامب» و»أوقفوا السرقة» و»مسيرة المليون ماجا»، وهي كلمة ترمز بالأحرف الأولى لشعار حملة ترامب الانتخابية «اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى».

 

أعمال العنف

أوقفت الشرطة الأمريكية 20 شخصا على الأقل في المظاهرات التي شهدتها العاصمة واشنطن، دعما للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، واحتجاجا على فوز الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية.

وشهدت التظاهرات أعمال عنف واشتباك بالأيدي ولا سيما مع عناصر من حركة «حياة السود مهمة» ومجموعات أخرى مناهضة قرب البيت الأبيض، حيث إن حركة «أنتيفا» (Antifa) اليسارية المناهضة للفاشية وحركة «حياة السود مهمة» (Black lives matter) كانتا تدعوان إلى طرد أنصار ترامب، فيرد عليهما هؤلاء بتوجيه السباب وأحيانا باللكمات والتدافع، لتسارع الشرطة لإنشاء أحزمة فصل بين الطرفين، واستخدمت في بعض الأحيان رذاذ الفلفل للتفريق بين مجموعات من الجانبين، كما رافق أفراد الأمن عددا من أنصار ترامب إلى خارج المنطقة للحيلولة دون حدوث اعتداءات أو مواجهات. وأسفرت عن طعن شخص من ذوي البشرة السوداء بسكين، ونتج عنها أيضا إصابة شرطيين اثنين.

وتجمع عشرات من معارضي ترامب حول مجموعة من أنصاره كانت تردد هتافات مؤيدة له، وردد المعارضون هتافات ضد ترامب، في حين شكل أفراد الشرطة حاجزا بين الطرفين لمنع الصدام بينهما. كما رافقوا عددا من أنصار ترامب إلى خارج المنطقة للحيلولة دون حدوث اعتداءات أو مواجهات.

ونشر الرئيس ترامب تغريدة تظهر شخصا وهو ينزف بعد تعرضه لاعتداء، وقال إن عناصر من اليسار الراديكالي -الذين وصفهم بالنفايات- فعلوا ذلك، ودعا إلى توقيفهم.

وخلّفت المظاهرات 20 معتقلا بعضهم بسبب ارتكاب مخالفة حمل السلاح دون ترخيص، والبعض الآخر اعتقل بسبب ارتكاب اعتداءات كان أفراد من الشرطة ضحية لبعضها.

خطر على الأمن القومي

في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس المنتخب تشكيل إدارته وفريق العمل الرئاسي، متجاهلا الطعون القضائية التي تقدم بها ترامب على فوزه بالرئاسة، يصر الرئيس المنصرف على رفض الإقرار بهزيمته، في قطيعة تاريخية مع التقاليد السياسية الأمريكية، ما من شأنه تعقيد الفترة الانتقالية أمام بايدن. كما أن رفض ترامب هذا، يُشكل «خطراً جسيماً على الأمن القومي»، بحسب ما حذر الخميس الماضي أكثر من 150 من كبار المسؤولين الأمريكيين، في رسالة كشفها موقع «بوليتيكو».

ومن بين الموقعين، من كلا الحزبين، وزير الدفاع الأمريكي السابق الجمهوري تشاك هاغل، والرئيس السابق لوكالة الأمن القومي ووكالة المخابرات المركزية مايكل هايدن.

وقال جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق في إدارة الرئيس دونالد ترامب، إن الأخير قد يسبب ضررا كبيرا للأمن القومي، وأعرب عن تخوفه من أن ترامب لن يرحل بهدوء بعد خسارته الانتخابات الرئاسية أمام جو بايدن.

وأشار إلى أن كثيرا من الناس يعتقدون أو على الأقل يأملون أنه سيدرك أنه خسر وسيذهب بهدوء، ولكن «أشعر بالخوف من أن رد الفعل سيكون عكس ذلك تماما». وأضاف «أعتقد، وأنا أتحدث كجمهوري، أن طريقة احتواء الضرر لا على البلد فحسب، بل بالنسبة للحزب أيضا، هي أن يتحدث القادة الجمهوريون، مثلما يفعل البعض الآن، للاعتراف بالواقع وإدراك أن جو بايدن هو الرئيس المنتخب».

وقال رون كلين الذي وقع عليه اختيار بايدن ليكون رئيسا لهيئة العاملين في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، إن الانتقال السريع للسلطة ضروري لضمان استعداد الحكومة لتنفيذ برنامج محتمل للتحصين من فيروس كورونا في أوائل العام المقبل.

وقال مساعدون إن ترامب ناقش مع مستشاريه مشروعات إعلامية محتملة تبقيه تحت الأضواء قبل محاولة محتملة لخوض سباق الرئاسة في 2024. غير أن ادعاءاته العلنية عن وجود تزوير منعت بايدن وفريقه من الحصول على التمويل الحكومي والتسهيلات المتاحة عادة للرئيس الجديد لضمان سلاسة انتقال السلطة.

نافذة

من بين أكثر القضايا حساسية ضد ترامب «التحقيق الروسي»، الذي بدأ في ربيع عام 2017، وعُهد به إلى المدعي المستقل روبرت مولر، ويركز على الروابط المحتملة بين الحكومة الروسية وحملة ترامب الرئاسية لعام 2016.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى