الرأي

والعهدة على الراوي

حسن البصري

«الجزائر تفقد هيبتها في الاتحاد العربي بسبب سياسة الرئيس السابق للاتحاد الجزائري لكرة القدم»، تحت هذا العنوان كتبت صحيفة «دزاير نيوز»، حيث قال كاتب المقال: «جاءت نتائج أشغال الجمعية العامة الانتخابية للاتحاد العربي لكرة القدم مخيبة للجزائر، حيث غاب ممثلو الاتحاد الجزائري لكرة القدم عن الهيئات التنفيذية لهذه الهيئة».
وعلى ذمة الجريدة ذاتها اعتراف صريح بكون الجزائر «دفعت الثمن باهظا، بسبب السياسة المنتهجة من طرف رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم السابق خير الدين زطشي، الذي أحدث قطيعة مع كل ما يمت بصلة للرئيس الأسبق محمد روراوة. خيار أفقد الجزائر هيبتها في العديد من الهيئات الرياضية، وكان آخرها الاتحاد العربي لكرة القدم».
من جهته، اعترف الهادي ولد علي، وزير الشباب والرياضة الجزائري، ضمنيا، بأن الجزائر خسرت الكثير كرويا عقب خروج رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم الأسبق، محمد روراوة، من الهيئة التنفيذية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم شهر مارس الفارط، وهو ما جعل الجزائر تفقد هيبتها».
نسي الوزير تصريحاته التي كرست عزلة بلاده، حين أعلن مقاطعة الجزائر لأي تظاهرة رياضية عربية أو إفريقية يشارك فيها فريق من الصحراء المغربية، فقد كان سباقا لعزل الجزائر وسباقا للبحث عن مسببات العزل.
أما وزير الشباب والرياضة الجزائري السابق، رؤوف سليم برناوي، الذي لطالما ردد في خطبه: «إن الرياضة مسلك دبلوماسي»، وتباهى بسيادة الروح الرياضية في بلاده، فقد فاجأ الرأي العام في الجارة الشرقية حين قدم شكوى ضد الجزائر لدى اللجنة الأولمبية الدولية، والعهدة على موقع «طاسيلي نيوز» الجزائري.
وقالت المصادر إن سبب الشكوى هو «إقصاء» برناوي من الترشح لرئاسة اللجنة الأولمبية الجزائرية، بل إن الوزير السابق قد «سجل خروقات وتجاوزات خطيرة، في عملية التحضير لانتخابات رئاسة اللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية»، والعهدة على المحامي.
وقالت الصحف الجزائرية إن محمد روراوة، الرئيس الأسبق للاتحاد الجزائري لكرة القدم، في ما يشبه الحنين إلى الماضي: «كان الآمر والناهي في الاتحاد العربي لكرة القدم، حين كان يشغل منصب النائب الأول، واليوم وجدت الكرة الجزائرية نفسها في موضع متفرج لمباراة صناع لعبها، الأطراف المصرية والتونسية والمغربية وحتى الموريتانية».
بعد طول مقاطعة استيقظ الضمير المستتر للكرة الجزائرية، على صوت منبه يقول: «يا ابن العرب حان وقت النوم في حضن العرب». لقد دفعت الجزائر فاتورة فتح جبهات ضد الاتحاد العربي لكرة القدم، وبحثت عن ألف مبرر لسياسة الكرسي الفارغ، قبل أن تظهر عليها أعراض العزلة فتلعن صناع الفتنة وتبحث عن مسلك لقلوب عرب الكرة.
سياسة العداء والحسابات الضيقة لم تخدم الكرة الجزائرية، وحصرت بريقها في نتائج منتخب وطني لا يجيد كثير من لاعبيه اللغة العربية، لذا قرر حكام الكرة في الجارة الشرقية التخلص من جدول الضرب والعودة إلى اللمة العربية برؤية جديدة، لا دخل فيها للسياسة في ملاعب الكرة.
قبل انتهاء ولايته قام خليفة خير الدين زطشي، بمنح هدية تذكارية للأمير عبد العزيز بن تركي، معربا عن أمله في فتح علاقة وصفحة جديدة بين «الفاف» والاتحاد العربي، والعهدة على «النهار».
وعرف، الخميس الماضي، بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، لقاء بين عمارة شرف الدين، رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، ونظيره للاتحاد العربي لكرة القدم الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، «سيمكن الهيئتين الكرويتين من فتح «صفحة جديدة»»، والعهدة على جريدة «المساء» الجزائرية.
ظلت الجزائر تنظر باستعلاء للتجمعات الكروية العربية، وتصر على تسجيل غيابها في المحافل الرياضية التي تنظم تحت لواء الاتحاد العربي، ففي آخر دورة عربية للمنتخبات في السعودية، قبل عشر سنوات، اكتفت الجزائر بانتداب حكم مساعد اسمه عبد الحق أتشعيلي، بينما غاب المنتخب الجزائري، وانسحب روراوة من حفل تتويج المنتخب المغربي بكأس العرب.
يقال والعهدة على الراوي إن وزير المالية الجزائري هرع لاستقبال وفد المنتخب في المطار، لتسليم حوافز لانتصار في ملاعب الكرة..
سجل أنا عربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى