الأخبار
علم لدى مصادر جيدة الاطلاع أن الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط حسمت، ليلة الخميس الماضي، ملف العصابة الإجرامية التي تخصصت في السطو على بطاريات وأسلاك نحاسية تابعة للمكتب الوطني للماء والكهرباء، وشركة الاتصالات بكل من سلا الجديدة والرباط.
وأفادت المصادر نفسها بأن غرفة الجنايات أصدرت أحكامها في حق المتهمين الخمسة المتابعين في هذا الملف، حيث تراوحت بين البراءة وثلاث سنوات، وتوزعت هذه الأحكام بين ثلاث سنوات حبسا نافذا في حق المتهم الرئيسي الذي توبع في وضعية اعتقال، كما أدانت الهيئة متهمَين آخرين توبعا في وضعية اعتقال بسنتين حبسا نافذا، أما المتهم الرابع فقد أدانته المحكمة بستة أشهر حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 2000 درهم، فيما أصدرت الهيئة حكم البراءة لصالح المتهم الخامس الذي توبع في حالة سراح إلى جانب المتهم الرابع.
وكانت عناصر الشرطة القضائية بمنطقة سلا الجديدة التابعة للأمن الإقليمي بسلا تمكنت، في مارس 2024، من تفكيك عصابة إجرامية متخصصة في سرقة تجهيزات وممتلكات عامة ومعدات مملوكة لشركة فاعلة في مجال الاتصالات داخل التراب الوطني.
وكانت مصالح الشرطة القضائية باشرت، بتوجيه من النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط، تحقيقا حول شكايات رسمية توصلت بها عناصر الشرطة، تتعلق بجرائم سرقة نفذها مجهولون في أوقات متفرقة من سنة 2024، استهدفت بطاريات وأسلاكا مملوكة للدولة وأخرى تابعة لشركات الاتصالات.
وتم إجراء أبحاث قضائية وتقنية معمقة باشرتها عناصر المصلحة المذكورة، في تنسيق تام مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وذلك مباشرة بعد استقبال شكايات في الموضوع تقدمت بها المصالح والشركات المذكورة إلى دائرتي البركة ومولاي إسماعيل بسلا المدينة وأمن سلا الجديدة، إضافة إلى دائرة الرياض ومصالح أمنية أخرى بالرباط، وتتعلق باختفاء مجموعة من البطاريات تعمل كمولدات للطاقة ويستعان بها في تزويد شبكة الإرسال بالكهرباء، في حال انقطاع التيار الكهربائي عنها.
وأكدت مصادر «الأخبار» أن الأبحاث المنجزة من طرف عناصر الشرطة القضائية كشفت بداية تورط خمسة أشخاص، ثلاثة منهم من ذوي السوابق القضائية، ونجحت المصالح المختصة في إيقاف المتهمين المشتبه فيهم، حيث بلغ عددهم خمسة أشخاص توزعت أدوارهم الإجرامية بين منفذ للعمليات ومكلف بإخفاء الأشياء المتحصل عليها من جناية السرقة الموصوفة بأماكن وأزمنة متفرقة بكل من منطقة بني عويش، البراهمة وسيدي الضاوي، ثم مواقع أخرى بالرباط، وبعد تعميق البحث معهم تم التوصل إلى هوية المشتبه فيه الرئيسي، والذي تم إعداد خطة أمنية محكمة مكنت لاحقا من محاصرته بالقرب من مقر سكناه وإيقافه.
وحسب المصادر ذاتها، اعترف المتهم الرئيسي بإشرافه على عشرات العمليات الإجرامية موضوع الشكايات، وكشفت التحريات ضلوعه الفعلي في إعداد وتنفيذ جرائم السرقة التي همت متعلقات إحدى شركات الاتصالات، كما فضحت تسجيلات بعض الكاميرات المتهم الرئيسي ومعاونيه، حيث رصدت محاولات السرقة التي تم تنفيذ العديد منها، قبل أن تتمكن فرق الأمن من تفكيك العصابة الإجرامية واعتقال المتهمين.
وكشفت معطيات الملف أن العصابة الإجرامية كانت تستهدف أنواعا خاصة من المعدات والتجهيزات التقنية الخاصة بشركة الاتصالات، وتم رصد وضبط بعض المحجوزات والمسروقات بمنزل المتهم الرئيسي ومستودعات سرية، وخاصة البطاريات والأسلاك الخاصة بشبكة الربط والإرسال، حيث تم تسليمها إلى الشركة المتضررة التي تقدمت بشكايات في الموضوع. كما تمت متابعة شخصين في هذه القضية، بتهمة شراء المسروق من البطاريات والأسلاك النحاسية المتحصلة من الأعمال الإجرامية المنسوبة للعصابة.
