شد التجمع الوطني للأحرار خلال نهاية الأسبوع الأنظار، إلى نشاطه الحزبي الذي جمع الآلاف من جهة مراكش آسفي بالمدينة الحمراء. حيث استأنف الحزب الجولة الجهوية “مسار الإنجازات” في محطتها الخامسة، بعدما شملت في وقت سابق الجهات الجنوبية الثلاث للمملكة إضافة إلى جهة سوس ماسة.
وخلال لقاء حاشد حضره أزيد من 4.000 من مناضلي الحزب وعموم المواطنين، استغل أخنوش الفرصة لتمرير مجموعة من الرسائل إلى حلفائه وخصومه، معتزا من جهة، بحصيلة الحكومة التي يترأسها وتماسك أغلبيتها، ومشددا الـتأكيد من جهة أخرى على نجاحها في تجاوز الإرث “الكبير” للحكومات السابقة في عدة قطاعات، ورفض مبدأ الدكاكين السياسية.
منجز حكومي استثنائي
أخنوش الذي بدا واثقا من نفسه وهو يخاطب الآلاف من أنصاره في كلمته، استحضر لغة الأرقام كعادته، وهو يستعرض مجموعة من البرامج والمشاريع الحكومية، منها تنزيل الإصلاح بنجاح في قطاعي الصحة والتعليم رغم “الإرث الكبير” للحكومات السابقة.
رئيس الحكومة، جدد التذكير بأن 50 في المائة من المدارس الابتدائية تحولت إلى “مدارس رائدة” على أن تعمم السنة المقبلة، وأن 4 ملايين أسرة تتلقى الدعم الاجتماعي المباشر بشكل شهري، قيمته تتراوح بين 500 و1200 درهم، وأن 300.000 أرملة يتوصلن اليوم بالدعم الاجتماعي المباشر، عوض 75.000 أرملة فقط في السابق، إلى جانب11 مليون مواطن يستفيدون من خدمات نظام “أمو-تضامن”.
وقال إن الحكومة التي يقودها لتنزيل التزاماتها في الحوار الاجتماعي، خصصت 45 مليار درهم تهم الزيادات في الأجور (1.000 درهم للموظفين، 1.500 درهم للأساتذة، 3.000 درهم لأساتذة التعليم العالي، 3.900 درهم للأطباء…).
وأكد أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة شملت جميع الفئات، بأن استفادت الفئات الهشة من الدعم الاجتماعي المباشر والتغطية الصحية، والطبقة المتوسطة من الزيادة في الأجور ودعم السكن، والمقاولات بدورها استفادت من مجموعة من البرامج الحكومية.
أخنوش يُشَرَّح أعطاب قطاع الصحة ويدافع عن التهراوي
وفي سياق متصل، أشار أخنوش إلى وجود واقع يومي يعاني منه المواطن في المستشفيات، مشددا على ضرورة أن يتحسن، وفي هذا الإطار يجب أن تتدخل الإدارة سواء على المستوى المحلي أو المركزي، وفق تعبيره.
وأورد أخنوش في كلمته أنه لن يسمح لبعض الشركاء بأن يأخذوا الأطباء من القطاع العام، لافتا إلى أن لدى وزير الصحة والحماية الاجتماعية تعليمات ليتدخل بهذا الشأن حتى يتم احترام القانون.
وسجل أنه يتفهم بعض الأشخاص الذين يريدون استثمار وجود هذه الحكومة للضغط، من أجل حلّ جميع المشاكل بشكل آني ومستعجل، مؤكدا أن الحكومة ستحاول حل هذه المشاكل على قدر المستطاع.
وهنا أخنوش في هذا السياق، الوزير أمين التهراوي، على الخرجات والزيارات الميدانية التي قام بها خلال الأيام الماضية لمجموعة من المستشفيات ووقف على واقعها.
كما توجه بالشكر إلى مهنيي قطاع الصحة على مستواهم الكبير والأدوار التي يقومون بها، داعيا إلى منحهم إمكانيات الاشتغال على الوجه الأمثل. وأشار إلى وجود آخرين لا يؤدون مهامهم بالشكل المطلوب، رغم أنهم أدوا القسم عند تخرجهم، مما يستدعي اتخاذ الإجراءات اللازمة في حقهم.
زلزال الحوز.. 51.000 منزل تم إعادة بنائه
أخنوش خاض في موضوع زلزال الحوز، وأكد أنه يتتبع هذا الموضوع بشكل شخصي، مشيرا إلى ترؤسه لـ16 اجتماعا بهذا الخصوص، وتقديم الحكومة لمساعدات مالية بقيمة 2.500 درهم لكل أسرة متضررة على مدى 17 شهرا، تنفيذا للتوجيهات الملكية، حتى تتمكن هذه الأسر من تدبير أمورها في انتظار إعادة بناء وتأهيل منازلها.
وسجل رئيس الحكومة في هذا الصدد، أنه تم استكمال بناء 51.000 منزل تضرر جراء زلزال الحوز، كما تم إنشاء 118 كلم من الطرق، و85 كلم من المسالك القروية، إضافة إلى استصلاح 123 كلم من السواقي، ناهيك عن تأهيل 306 مدارس جديدة و103 من المراكز الصحية.
واعتبر ذات المسؤول الحكومي، أن هناك مجهودا كبيرا تم القيام به في هذا إطار التصدي لآثار هذه الكارثة الطبيعية. وأشار إلى وجود عدة أمور أخرى سيتم الاشتغال على تنزيلها، مستدركا بأن الواقع يظهر أن الأمور تتحسن بشكل عام في منطقة الحوز.
المونديال حافز لتسريع التنمية
ودخل أخنوش على خط التراشق القائم بين الفرقاء السياسيين حول من سيقود “حكومة المونديال”، حيث أكد أن المشاريع التنموية الكبرى التي تشهدها البلاد، ويشرف عليها جلالة الملك محمد السادس للبلاد، هي ملك للمواطنين، مسترسلا بالقول: “نحن لا نشتغل لمونديال 2030”.
وأورد زعيم “الحمامة”، أن مشاريع الصحة والتعليم والبنية التحتية من طرق وقطارات هي في الأساس لخدمة المواطن المغربي. واعتبر أن استضافة كأس العالم 2030 لا تتجاوز كونها حافزا لتسريع وتيرة هذه المشاريع التنموية ببلادنا، موضحا أن الملاعب فقط هي المخصصة لهذه البطولة، بينما باقي المشاريع الكبرى هي للمواطنين.
وسجل المتحدث، أن استضافة بلادنا للبطولات الكروية الكبرى، وعلى رأسها كأس العالم لسنة 2030، لا تشكل سوى عاملٍ مساعد لتسريع المشاريع التنموية التي يريدها جلالة الملك محمد السادس لصالح المواطنين.
وفي سياق حديثه عن المشاريع التنموية، أكد رئيس الحكومة، أن معالجة إشكالية ندرة المياه بجهة مراكش آسفي كانت من أولويات الحكومة منذ توليها المسؤولية، مبرزا أن مشروع محطة تحلية مياه البحر بآسفي يعد من أهم الأوراش الاستراتيجية، التي ستزوّد مدينة مراكش بالمياه الصالحة للشرب ابتداء من سنة 2026، أي قبل انتهاء الولاية الحكومية الحالية.
وأفاد أخنوش، بأن حكومته تشتغل بجدية لتسريع وتيرة إنجاز المشاريع الكبرى، مشيرا إلى أن توسعة مطار مراكش تأتي استجابة للطلب المتزايد على هذه الوجهة السياحية، خاصة مع اقتراب احتضان المملكة لكأس إفريقيا للأمم 2025 ومونديال 2030.
الطالبي العلمي: نترفع عن الخطاب الشعبوي وشخصنة النقاش والحكومة أوفت بالتزاماتها
وفي مقابل ذلك، بعث راشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، بدوره في كلمته خلال الجولة الخامسة من “مسار الإنجازات”، بمجموعة من الرسائل إلى خصوم حزبه السياسيين.
ودافع رئيس مجلس النواب عن الخروج الإعلامي الأخير لرئيس الحكومة، عزيز أخنوش، على قنوات القطب العمومي، مستحضرا كمية الانتقادات التي وجهتها له بعض الأطراف، حيث أكد أن التجمع يترفع ولا يشخصن النقاش لأنه حزب ينتج ولا يستهلك.
ونبه العلمي لتأثر بعض السياسيين وقادة الأحزاب بالخطاب الشعبوي، مذكرا بأنه في بداية الولاية الحالية تمت مهاجمة الحكومة على تخصيصها مليارَي درهم لدعم القطاع السياسي خلال أزمة كوفيد، لكن اليوم عندما حقق القطاع نتائج غير مسبوقة لا أحد يتكلم، على حد وصفه.
كما انتقد المتحدث، خصوم حزبه السياسيين، بالقول إن “هناك رئيس حزب تقدم ترشح للانتخابات طيلة حياته، غير أنه لم ينجح في إي استحقاقات، ومع ذلك ينصب نفسه وصيا على الناس”. ودافع عن أخنوش كرئيس للحكومة، مبرزا أن الحكومة حققت خلال ولايته مجموعة من الإنجازات غير المسبوقة في الحوار الاجتماعي والزيادة في الأجور وفي قطاعي الصحية والتعليم.
وخلص رئيس مجلس النواب كلمته، بتأكيد ارتياحه لما تحقق خلال هذه الولاية الحكومية، معتبرا أن الحكومة التي يترأسها عزيز أخنوش أوفت بالتزاماتها رغم الصعوبات التي واجهتها منذ تنصيبها.
بايتاس لبنكيران: لا نشتكي من التماسيح والعفاريت ونعمل لتحقيق التنمية وتثبيت الخيار الديموقراطي
بدوره انتقد مصطفى بايتاس، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، ضمنيا رئيس الحكومة الأسبق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، قائلا إن “الأحرار” لا يشتكي من “التماسيح والعفاريت” التي علق عليها فاعلون سابقون فشلهم السياسي. وشدد في كلمته خلال على أن الأحرار يعمل بجد لتحقيق التنمية، وتثبيت الخيار الديموقراطي ببلادنا الذي يرعاه جلالة الملك.
وتساءل مصطفى بايتاس أين هو البديل؟ مؤكدا أن معارضة الحكومة لا تكون بردود الأفعال واللايفات، لأن الصواب هو ترك الفاعل السياسي يشتغل واقتراح البديل دون “الهوس” الذي يطبع تعامل البعض مع رئيس الحكومة لأنه ليس من الأخلاق السياسية بالمرة.
ودعا الناطق الرسمي، منتخبي وقواعد حزبه إلى اتباع نهج القرب والإنصات للمواطنات والمواطنين في مختلف الدواوير والأقاليم من أجل خدمتهم، معتبرا أن الأحرار “حزب يشتغل بما ينفع الناس”، ويؤطره في عمله القسم الذي أداه أمام جلالة الملك والتعاقد السياسي الذي أبرمه مع المواطنين.
لحسن السعدي يندد باستغلال خصوم حزبه للشباب وجعلهم “حطبا يحرق الوطن”
شدد لحسن السعدي، كاتب الدولة، وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، على أن التدافع السياسي بين مختلف الفرقاء يجب أن يكون مؤطرا بالأخلاق، موجها في كلمته خلال المحطة الخامسة من الجولة التواصلية “مسار الإنجازات”، مجموعة من الرسائل للخصوم السياسيين لحزبه، الذين قال إنهم يستغلون الشباب لتأليبهم على نبل السياسة وأخلاقها.
وأردف “كشباب الوطن لن نقبل أن نكون حطب يحرقون به البلد، وخصومنا يستغلون الشباب لتسميم عقولهم، ومع الأسف فهم لا يستحضرون في ذلك مصلحة الوطن”، مضيفا بحضور رئيس الحزب عزيز أخنوش وقياداته وآلاف الحاضرين: “يجب أن نتدافع سياسيا بأخلاق، وألا نعطي صورة سيئة للشباب عن العمل السياسي”.
واعتبر عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، إلى أن من يسممون المجتمع بأفكار سلبية عليهم أن يتركوا الشباب يحبون وطنهم، ولا يجب أن يكون لهم مشكل عندما نقول إن الناس فرحانين ونتكلم عن الجانب الممتلئ من الكأس.
