تطوان: حسن الخضراوي
احتج مجموعة من سكان منطقة سيدي عبد السلام، بإقليم تطوان، طيلة الأيام القليلة الماضية، على استمرار عمليات نهب الرمال بالمنطقة، ومواصلة الدراجات النارية “التريبورتور” عمليات النهب بعد متنصف الليل وإلى غاية بزوغ الفجر، حيث يتم جمع الرمال المنهوبة بمستودعات سرية، قبل تحويلها لعمليات البيع بعد تسوية وضعيتها بطرق ملتوية، لتصبح قانونية ومسموحا بنقلها من مكان لآخر.
وطالب المحتجون المسؤولين على مستوى الإقليم والجهة بحمايتهم من احتمال انتقام مافيا نهب الرمال، وضرورة الأخذ بعين الاعتبار ارتفاع مستوى تخريب البيئة، وخطر الفيضانات عند التساقطات المطرية وهيجان البحر، فضلا عن مشاكل تدمير طرق، والضوضاء والإزعاج طيلة الليل، خاصة ووصول عمليات الحفر العشوائية قرب المنازل.
وحسب مصادر، فإن المحتجين قرروا القيام بوقفات احتجاجية مستمرة بمكان نهب الرمال، فضلا عن دعوة عامل الإقليم ومسؤولين في الدرك الملكي، للقيام بزيارة ميدانية من أجل الاطلاع بشكل مباشر على التخريب البيئي الذي تشهده المنطقة، والحُفر من مختلف الأحجام، فضلا عن الاستماع إلى شكايات السكان الذين هددوا بالاعتصام في حال استمر الوضع على ما هو عليه.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن الشاحنات الشبح التي استمرت مدة طويلة في نهب الرمال بمنطقة سيدي عبد السلام، حاولت العودة لممارسة أنشطتها الإجرامية بشكل تدريجي، طيلة الأيام الماضية، لكن عندما لم تسمح الفرصة بذلك، تم الاعتماد على الدراجات النارية “التريبورتور”، وذلك حتى تسهل عمليات التنقل بين المستودعات السرية، ومنطقة التلول التي أصبحت بمثابة متاهات رملية بمساحات كبيرة جدا.
وذكر مصدر أن النيابة العامة المختصة بتطوان ينتظر أن تعطي تعليمات صارمة إلى الجهات المسؤولة عن المراقبة، بضرورة تكثيف الدوريات الأمنية، وفتح تحقيق معمق حول التصريحات التي خرج بها السكان المعنيون على المواقع الاجتماعية، وقيامهم بنقل مباشر على الموقع الاجتماعي “فيسبوك” يوثق ظهور حفر كبيرة ورمال منهوبة، وأثر مرور شاحنات ودراجات نارية، وكذا بقايا استهلاك المخدرات والخمور بنفس المكان.
وأضاف المصدر نفسه أن توسيع دائرة التحقيق من شأنه الكشف عن حيثيات وظروف استمرار نهب الرمال بمنطقة سيدي عبد السلام، رغم الشكايات التي وجهت إلى السلطات المختصة، والتقارير الإعلامية في الموضوع، وجرائم تخريب البيئة، وتهديد السكان بالفيضانات، وغموض التوقف عن الأنشطة الإجرامية لمدة معينة، ثم العودة بعدها بشكل أكثر من السابق.
