حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

الشعبوية والقومية من جديد

 

 

 

بعد تفكك الاتحاد السوفياتي خفت صوت القومية، ودفعت أمريكا والدول الغربية في اتجاه العولمة.

كان الفكر القومي سيطر على العالم منذ قرون، وهيمن بشدة منذ أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

ومن هذه السيطرة سادت الشعبوية، أو الخطاب الشعبوي الذي امتهنه الثوار والساسة في الدول الساعية إلى التحرر والدول التي تخوض الحروب، من أجل تحفيز مشاعر الناس تجاه قضايا معينة.

والقومية أو الفكر القومي باختصار يعني تمسك كل شعب أو عرق بسماته التي تميزه وراثيا وثقافيا، مع الحرص على عدم الاختلاط أو الذوبان في الشعوب والثقافات الأخرى.

اللافت أن الشعبوية عادت لتشغل مساحات تتزايد يوما بعد يوم في الساحة السياسية الغربية خاصة.

كان أبرز الشعبويين الرئيس الأمريكي ترامب، الذي قدم خطابا جماهيريا استهدف به عواطف الأمريكيين تجاه مستقبلهم والحد من الهجرة إلى بلد الأحلام، وأقام جدارا كبيرا على الحدود مع المكسيك، وهاجم حلف الأطلنطي والدول الأوروبية، وتطرق إلى قضايا عديدة بهذا الأسلوب الشعبوي، الذي وجد قبولا كبيرا لدى الرأي العام في بلاده.

كما يطلق لقب الشعبويين على قادة دول أمريكا اللاتينية المنتمين إلى اليسار السياسي، وهو ما يعني أن الشعبوية مسألة لا ترتبط بإيديولوجية معينة يسارية أو ليبرالية، وإن كان يتم استخدام هذا المصطلح للهجوم على شخص أو كيان معين أو لإدانة سياسي ما أو للانتقاص من قدره.

مؤخرا فازت بعض الأحزاب والأشخاص الموصوفين بالشعبوية أو اليمينية المتطرفة التي تخاطب عواطف الجماهير في بعض دول أوروبا، ومنها هولندا، وهي الأحزاب التي تطالب بوقف الهجرة إلى أوروبا، بل وطرد المهاجرين الموجودين في بلادهم حتى لو كان لهم زمن طويل.

على عكس الشعبوية تكون النخبوية التي يخاطب من خلالها السياسيون صفوة المجتمع، ويركز خطابهم على قضايا محددة تهم الطبقات السلطوية والغنية وتستخدم عبارات منمقة ومغلفة بالعقلانية والدبلوماسية في طرح القضايا، خاصة في زمن الانتخابات.

مفهوم الشعبوية أو النخبوية واسع، وربما يعتبر أحد العلوم الاجتماعية، بعدما تشظت العلوم وصارت أفرعا أكثر تخصصا وتفصيلا.

الظاهر أن الشعبوية والقومية تعودان وأن الخطاب الشعبي يستهوي الجماهير العريضة بما يمنحه لها من انتشاء وطني، كما أن القومية تطل مرة أخرى على العالم، بعدما حاولت العولمة زحزحتها من مكانتها.

وكل ذلك سيبين أثره بزيادة انتشاره خلال الفترة المقبلة، ويراقب الخبراء هذه العودة، ومدى انتشارها وتأثيرها على القوى الكبرى، فكلاهما يشحذ الحنين إلى الجيوبوليتيك، وإلى تعاظم القوة المسلحة، وهو ما يخشى العالم من عودته مرة أخرى.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى