
يعيش رئيس جنوب إفريقيا تحت ضغوط قوية تطالب باستقالته من منصبه، بعد ثبوت ارتكابه لانتهاكات وأخطاء تتعلق بعملية سطو وقعت في 2020 في مزرعته، التي وجدت فيها رزم من المال بقيمة 580 ألف دولار مخبأة تحت وسائد أريكة في غرفة لا تستخدم كثيرا.
وبعد أيام اعتقلت الأجهزة الأمنية رئيس البلاد بيدرو كاستيلو، وذلك بعد ساعات من موافقة البرلمان البيروفي على عزل الرئيس، بالتدخل في قضية فساد وخيانة، بل ذهب به التجرؤ على سيادة وطنه حد المطالبة بإجراء استفتاء على منح منفذ إلى المحيط الهادي لبوليفيا المجاورة التي لا تطل على البحر، حيث كان سيحاول التغطية على جرائمه بإعلان حل البرلمان وحالة الطوارئ لدفع البلد نحو التأزيم واللاستقرار.
نحن أمام واقعتين من قارتين مختلفتين، لكن ما يجمع بينهما هو مساندة رؤوس الفساد الساقطة مثل أوراق الشجر للأطروحة الانفصالية، ولا ننسى أن الرئيس البيروفي أحدث أزمة سياسية مفتعلة مع المغرب إثر إعادة اعترافه بجبهة «البوليساريو» الانفصالية، بعدما سبق أن سحب الاعتراف بها، في أقل من شهر واحد، كما أن رئيس جنوب إفريقيا حول بلده إلى معقل الانفصال ضد بلدنا، بل دفع وزراء في حكومته، في سابقة ديبلوماسية غريبة، إلى الاحتجاج أمام السفارة المغربية، وهو ما يعد اعتداء على الأعراف الديبلوماسية.
والحقيقة التي أثبتتها الواقعتان هي أن الفساد صناعة انفصالية بامتياز، وهي نتيجة صحيحة فعلا.. فداعمو انفصال الدول ليسوا أكثر من تجار مواقف يبيعونها لمن يدفع أكثر، إذ إن الذين ينهبون أموال أوطانهم ويخونون أمانات شعوبهم لا يمكن سوى أن يكونوا تجارا انفصاليين يكسبون الأموال مقابل مواقفهم.
إن تساقط رعاة الانفصال وداعميه يأتي في أسوأ وقت ممكن لجبهة البوليساريو وولي أمرها الجزائر، اللذين يعيشان على إيقاع الانتكاسات في كل شيء، وفي أفضل فترة للديبلوماسية المغربية بعد سنوات من الانتصارات الميدانية.
وبطبيعة الحال فهذا السقوط المدوي لرؤوس الانفصال هو النتيجة الطبيعية والحتمية لكل من يحاول معاكسة توجه دولي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول العظمى، يدافع عن الشرعية الدولية في حماية وحدتنا الترابية.
وواهم جدا من يعتقد أن الأنظمة الفاسدة والخائنة والهشة التي تدعم الانفصال سيطول عمرها في الحكم، وإذا كان الدور اليوم على رئيسي جنوب إفريقيا والبيرو، فغدا سيكون المصير نفسه لما تبقى من دعاة الانفصال، وبلا شك سيأتي دور الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي لا يتردد في إظهار عدائه للمغرب، وكذلك ميغيل دياث كانيل برموديث، الكاتب الأول للحزب الشيوعي ورئيس جمهورية كوبا الذي حول وطنه إلى ثكنة عسكرية لتدريب انفصاليين.





