حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرفسحة الصيف

 فرانك ماكنمارا.. أول بطاقة ائتمان في العالم

 تلك الاختراعات التي نحيا بها

كانت الصدفة وحدها هي التي قادت رجل الأعمال الأمريكي، فرانك ماكنمارا Frank Mcnamara، إلى اختراع بطاقة الائتمان، لأداء ما عليه دون اللجوء إلى النقود أو حمل الأموال. تبدأ قصة اختراع البطاقة الائتمانية حين دعا ماكنمارا صديقين له لتناول العشاء في أحد أشهر مطاعم نيويورك، بعد أن استطاب الأصدقاء وجبة العشاء همّ ماكنمار بتأدية ما عليه من حساب وأدخل يده إلى جيبه ليسحب محفظة نقوده، فإذا هي غير موجودة. شعر بحرج شديد اضطره إلى الاتصال بزوجته، وطلب منها الحضور على وجه السرعة، حاملة معها ما يكفي من المال لتسديد فاتورة المطعم. في انتظار قدوم زوجته، نبتت فكرة الاختراع في ذهنه فعرضها على صديقيه ومالك المطعم الذي حضر نقاشهم. هذه الحادثة ألهمت فرانك ماكنمارا فكرة إنشاء نظام دفع وتسديد للنفقات بديلا عن النقد، حيث قام بالتعاون مع شريكين آخرين بتأسيس أول بطاقة ائتمان للدفع في مجموعة من المطاعم المتعاونة، كانت البداية الحقيقية والفعلية لما يُعرف اليوم بنظام البطاقات الائتمانية. تمت تجربة هذه البطاقة الائتمانية لأول مرة في مطاعم محدودة في مدينة نيويورك، حيث كانت فكرة البطاقة تقوم على منح العملاء القدرة على دفع ثمن وجباتهم، على أن يتم تسوية المستحقات في وقت لاحق، دون حاجة إلى سيولة نقدية. هذا الابتكار سرعان ما انتشر، وفتح الطريق لما نعرفه عن البطاقات الائتمانية التي أصبحت جزءا من حياتنا.

 

 ظهور أول بطاقة ائتمانية من الورق المقوى

بعد عام، ذهب ماكنمارا إلى المطعم ذاته الذي كان قد تناول العشاء به، ودفع ثمن وجبته باستخدام بطاقة ائتمانية مصنوعة من الورق المقوى عليها توقيعه، وُعرف هذا الحدث باسم «العشاء الأول». وكانت البطاقة عبارة عن ورقة مثل الشيك، عليها ختم الشركة وتوقيع المسؤول فيها وتوقيع صاحب البطاقة، على أن يقدم معها بطاقة رخصة سياقة السيارة، أو أي بطاقة قانونية أخرى فيها صورته، للتأكد من أنه صاحبها.

كانت بطاقة «داينر» أول شركة بطاقات ائتمان في العالم. وقفز عدد زبائنها خلال سنة واحدة إلى 20 ألفا من المنخرطين فيها، وأصبح عدد المطاعم التي تتعامل معهم إلى ألف مطعم. في نهاية عام 1950 بلغ عدد عملاء الشركة حوالي 20 ألفا، و42 ألفا في العام الذي يليه. في عام 1952 باع فرانك ماكنمارا حصته لشركائه مقابل 200 ألف دولار. وقد أصدرت «Diners Club» أول بطاقة ائتمانية بلاستيكية سنة 1961، وفي منتصف الستينيات بلغ عدد حاملي بطاقة هذه الشركة حوالي 1.3 مليون. وعندما نجحت الفكرة، التقطتها بنوك كبيرة مثل البنك الأمريكي Bank of America الذي أصدر بطاقة «فيزا»، وشركة «أميركان إكسبريس» التي أصدرت بطاقة بالاسم نفسه (كانت الشركة متخصصة في الشيكات السياحية والتحويلات النقدية) تفوقت هذه الأخيرة، بعد عشرين سنة، على «داينر» لأنها اقتصرت على المطاعم وحدها، لكنها وسعت خدماتها وأصبحت بالتالي ضمن الشبكة الكبيرة والعملاقة «ماستر كارد».

تعتمد فلسفة بطاقة الائتمان على أن يشتري الزبون ما يريد، ثم يقدم البطاقة إلى المطعم أو الفندق أو شركة الطيران، ثم تطلب هذه من البنك الذي يصدر البطاقة المبلغ المستحق عليها، ثم يرسل البنك فاتورة إلى صاحب البطاقة ليدفع المبلغ. هذه الفكرة البسيطة التي ابتكرها فرانك ماكنمارا، رجل الأعمال، لحل بعض المشاكل التي تعتري الزبائن في تسديد ما عليهم من حساب دون اللجوء إلى حمل الأموال والاكتفاء ببطاقات آمنة وعملية، لم يكن يخطر بباله أنه قد فتح الباب أمام عهد جديد صارت فيه المعاملات التجارية من بيع وشراء يكاد يتم في معظمه بواسطة بطاقات الائتمان بكل ما تتصف به من يسر وسهولة.

 

 بطاقة الائتمان وحقوق النساء

ارتبط ظهور بطاقة الائتمان بقضايا حقوقية، نسائية على الخصوص، أثارت النقاش في المجتمع الأمريكي في بداية السبعينيات ووصلت إلى ردهات المحاكم. ذلك أن حق حصول النساء الأمريكيات على بطاقات الائتمان لم يكن متاحا لهن، إلا في سنة 1971 وبحكم من المحكمة العليا. فقد كانت النساء عموما يتعرضن للإهانة عند تقدمهن بطلب الحصول على بطاقة ائتمان باسمهن، فبالنسبة إلى النساء المتزوجات لا يتم إصدار بطاقة ائتمان إلا باسم أزواجهن، أما النساء غير المتزوجات فكن ملزمات بتوقيع على طلب الحصول على بطاقة ائتمان مشترك مع أحد أفراد الأسرة الذكور، ولو كان لديهن ما يفيد بقدرتهن على سداد المستحقات من دخلهن الخاص، ما يجعل جزءا هاما من المجتمع محروما من الاستفادة من فرصه المالية المتاحة للرجال.

المحكمة العليا في خطوة كبيرة لتحقيق المساواة بين الجنسين قضت بأن منح المزيد من السلطة المالية للرجال أكثر من النساء على أساس الجنس أمر غير دستوري، يتنافى مع بند الحماية المتساوية في التعديل الرابع عشر للدستور الأمريكي. هذه القضية والحكم الصادر عنها أقرت الأساس القانوني لتكافؤ الفرص الائتمانية الصادر سنة 1974 الذي نص على أنه لا يجوز حرمان الأشخاص من الائتمان على أساس الجنس أو الدين أو العرق.

مع ظهور بطاقات السحب الآلي للأموال عن طريق الشبابيك الأتوماتيكية، تعززت هذه المنظومة بشكل كامل، حيث صارت هذه البطاقات تقوم في الوقت نفسه بوظيفتين، سحب الأموال وأداء حساب المشتريات والمستحقات دون اللجوء إلى التسديد نقدا، أو حمل الأموال. تطورت هذه المنظومة الكاملة في المعاملات التجارية بفضل ما تحقق على مستوى توظيف المعلوميات والحواسيب وشبكة الإنترنت وأضحت تتجاوز حدود البلد الواحد لتشمل تقريبا معظم البلدان، لتمكن أي فرد بفضل بطاقة ائتمانه القيام بكل معاملاته وتسديد حسابه في كل مكان في العالم.

نافذة:

هذه الحادثة ألهمت فرانك ماكنمارا فكرة إنشاء نظام دفع وتسديد للنفقات بديلا عن النقد حيث قام بالتعاون مع شريكين آخرين بتأسيس أول بطاقة ائتمان للدفع في مجموعة من المطاعم المتعاونة

 

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى