
محمد اليوبي
دق أرباب محطات الوقود ناقوس الخطر وحذروا من المخاطر الاقتصادية والاجتماعية التي ستنتج عن قرار الحكومة تحرير أسعار المحروقات، والذي سيدخل حيز التنفيذ يوم فاتح دجنبر المقبل، وتطالب الجامعة الوطنية لتجار محطات الوقود بالمغرب الحكومة بدراسة مختلف الجوانب المرتبطة بهذا القرار قبل الشروع في تنفيذه.
وأوضحت الجامعة أن أسعار النفط شهدت انخفاضات متوالية، وانتقل سعر البرميل من 109 دولارات بداية السنة الماضية إلى أقل من 50 دولارا في الآونة الأخيرة، لكن الجامعة حذرت من ذلك، وأكدت أن القادم من الأيام يحمل أن هذه الطاقة الرخيصة ستجر وراءها فاتورة ثقيلة نتيجة توقف المليارات من الدولارات القادمة، وأن قرار التحرير للأسعار سوف يأتي بنتائج عكسية ستهدد الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي بالمغرب، واعتبرت أن المساس بالبترول باعتباره مادة استراتجية وحيوية قد يتسبب في مخاطر على الأمن الطاقي والمصلحة القومية للمملكة. وكشفت الجامعة أن آلاف محطات توزيع الوقود بالمغرب مهددة بالإفلاس نتيجة تراكم الديون، وذكرت أنه يكفي الرجوع لما شهدته الأسعار من انخفاضات متوالية حيث كان الأول والسادس عشر من كل شهر بمثابة يوم أسود بالنسبة لأصحاب المحطات، حيث يصير المخزون الذي تملكه المحطة بمثابة عبء يمتص السيولة ويتسبب في خسائر فادحة وذلك بفعل شرائها بثمن مرتفع وبيعها بالخسارة في اليوم الموالي، فصارت المحطات بين مطرقة التوقف نهائيا عن العمل مع ما يستتبع ذلك من فقد للزبائن ولأرباح محتملة، أو القيام بالمجازفة بطلبيات للمواد البترولية تعلم مسبقا أنها ستبيعها بالخسارة.
وحمل أرباب المحطات كامل المسؤولية للحكومة التي تجاهلت هذا الوضع، لاسيما أن المئات من المحطات كانت تتوقف مكرهة عن تزويد الزبناء مع ما يشكله ذلك من إضرار بالاقتصاد وتهديد لحرية التنقل، وبخصوص قرار تحرير الأسعار، فقد اعتبرته جامعة تجار محطات الوقود أنه سيفتح السوق أمام المجهول، وتوقعت أن تشهد سوق النفط فوضى عارمة لن تقدر اليد الخفية التي يطلق عليها آلية العرض والطلب على تصحيحها، كما سيترتب على هذا التحرير الكلي للأسعار وبصفة أوتوماتيكية فقدان الآلاف من مناصب الشغل، حيث سيجد العمال أنفسهم في الشارع بفعل إغلاق المئات من المحطات وفي هذا تهديد للسلم الاجتماعي، وأكدت أن هذه الانعكاسات ستكون حتمية بفعل هامش الربح الضيق والذي لا يكاد يكفي لتغطية أعباء الاستغلال الكبيرة، مما لن يسمح للمحطة بالمجازفة بالنقص لأن المناورة في الثمن والمساس بهذا الهامش (20 سنتيما) يعني بداية العد العكسي في حياة المحطة.