شوف تشوف

الرئيسيةبانوراما

إجراءات سياسية خطيرة بيد ترامب قبل تسليم السلطة لبايدن

تخوفات من قرارات تعرقل انتقال الحكم وتزعزع استقرار البلاد

سهيلة التاور
منذ إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية، يعتبر دونالد ترامب رئيس “البطة العرجاء”. ويُنسب مصطلح “البطة العرجاء” باللغة الإنجليزية إلى الرؤساء أو المسؤولين المنتخبين الذين ما زالوا في السلطة ولكن سيتم استبدالهم قريبًا. ذلك أنه على الرغم من فوزه، لن يتم اعتبار جو بايدن رسميًا رئيسًا للولايات المتحدة قبل 20 يناير 2021، تاريخ تنصيبه. لكن ترامب لا يزال يرفض الاستسلام للخسارة، وبذلك اتجه للقضاء لإعادة فرز الأصوات. كما أنه من المرجح أن يعرقل الانتقال السلس للسلطة لبايدن وبإمكانه اتخاذ مجموعة من القرارات القانونية لإبطاء الإجراءات أو حتى المضي في عدة إجراءات قد تزعزع استقرار البلاد. بينما يصف بايدن هذا الرفض للتعاون من طرف حكومة ترامب بأنه مصدر إحراج له.

واصل الرئيس دونالد ترامب معاركه القانونية للطعن على نتائج الانتخابات الرئاسية، بعد أن طلب وزير العدل وليام بار من المدعين الاتحاديين التحقيق في أي مزاعم عن مخالفات في عملية التصويت.
وجاء ذلك بعد انتقادات على مدار يومين لنزاهة الانتخابات من جانب ترامب وحلفائه الجمهوريين، الذين زعموا دون دليل حدوث تلاعب على نطاق واسع.
وفي الوقت الذي أعطى فيه وزير العدل الأمريكي بيل بارموفقته على إجراء تحقيقات حول احتمال حصول مخالفات في الانتخابات الرئاسية في الثالث من نونبر التي يؤكد ترامب أنها شهدت عمليات تزوير من دون أن يوفر دليل عليها، أعلن ريتشارد بيلجر الذي شغل على مدار سنوات منصب مدير فرع الجرائم الانتخابية في رسالة داخلية بالبريد الإلكتروني للعاملين في إدارته استقالته من منصبه بعد أن اطلع على “السياسة الجديدة وتداعياتها”.
ومن جهته، وعد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيوبعملية “انتقالية سلسة” في الولايات المتحدة نحو ولاية ثانية للرئيس دونالد ترامب.
وهذا الرفض قد يدفع ترتمب إلى اتخاذ قرارات يقلب بها الموازين ويجعل انتقال السلطة لبايدن صعبا بما فيه الكفاية.

تعليمات مهمة

في الحقيقة، يمكنه أن يثبط عجلات إدارة بايدن هاريس قبل أن أن تتم العملية الانتقالية للسلطة، لأنه، على الورق ، لم تتغير سلطات دونالد ترامب بعد. ويحدد الدستور ولايته كرئيس سارية المفعول إلى غاية 20 يناير، عندما تبدأ ولاية منافسه. ومع ذلك ، فإن السلطة الرئاسية الأمريكية محكومة بإحكام من قبل المؤسسات البرلمانية. فمجلس النواب ذو أغلبية ديمقراطية، ويقود مجلس الشيوخ الجمهوري ميتش مكونيل، الذي وعد بانتقال سلمي وسلس.
وفي هذا السياق، لا ينبغي أن يتم التوقيع على قانون رئيسي وجذري في الأشهر الثلاثة المقبلة. ومن المحتمل أن يوقع دونالد ترامب مراسيم رئاسية لتجاوز الكونجرس، لكن الأخير لديه إمكانية تمرير قانون يجعل الأمر سريعا أو بطيئا وفقًا لنقابة المحامين الأمريكية. بالإضافة إلى ذلك، يستغرق وضع هذه المراسيم وقتًا معينًا، ويمكن إلغاؤها بقرار من المحكمة.
والمخاوف الرئيسية تتعلق في المقام الأول بالقرارات العسكرية. إذا لم يستطع الرئيس ، من الناحية النظرية ، أن يقرر شن هجوم على أرض أجنبية دون طلب إذن من الكونجرس ، فقد تغيرت ممارسة السلطة في هذا الموضوع بشكل كبير منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. ففي عام 2011 ، باراك أوباما على سبيل المثال أذن بالمهمة التي أدت إلى مقتل أسامة بن لادن أو قصف بطائرات بدون طيار دون تحذير النواب. الأمر نفسه ينطبق على دونالد ترامب والهجوم على المطار العراقي الذي أدى إلى مقتل الإيراني قاسم سليماني.
ومن الناحية النظرية، يمكن أن يأمر الرئيس المنتهية ولايته بقصف قد يزعزع استقرار المنطقة في العالم المعني. ويمكن لترامب أيضًا أن يأمر بانسحاب القوات الأمريكية من منطقة الصراع، وهو ما فعله بالفعل في سوريا بعد محادثة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

سلسلة العفو الرئاسي
والقوة الأخرى التي يمكن أن يستخدمها هي العفو الرئاسي. فباراك أوباما، في عام 2017، على سبيل المثال، سامح أكثر من 300 شخص، بما في ذلك تشيلسي مانينغ، قبل أسبوع من نهاية ولايته. فعل جورج بوش الشيء نفسه في عام 2009. وبالتالي يمكن لدونالد ترامب استخدام هذه القوة، وأعلنت وسائل الإعلام الأمريكية بشكل خاص أن الأشخاص المعنيين والمدانين في التحقيق الروسي سيكونون على رأس القائمة.
كما فعل بيل كلينتون في الفترة التي قضاها مع شقيقه المدان بحيازة مخدرات، يمكنه أن يغفر لأفراد عائلته، حتى لو لم يكونوا حاليًا موضوع إجراءات قانونية.
كما أنه يمكن أن يستفيد من العفو عن النفس. فقد أن ذكره وقت محاكمة الإقالة، فهذا الاحتمال ممكن وفقًا لدونالد ترامب. فقد يحاول الحصول عليه في الأيام الأخيرة من رئاسته.
والاحتمال الآخر هو أن يفعل مثل ريتشارد نيكسون في عام 1974: الاستقالة لمطالبة نائبه مايك بنس بالتوقيع على هذا العفو.
وبالإضافة إلى ذلك ، يجب عليه بالطبع الاستمرار في إدارة القضايا المهمة، مثل توقيع خطة لدعم الاقتصاد في الأسابيع المقبلة، وكذلك تنفيذ إنتاج اللقاح الذي يمكن أن يكون جاهزا في المستقبل القريب.
ما لم يقرر إبطاء هذه القرارات قدر الإمكان قبل وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض.

إقالات أخرى
أفادت وسائل إعلام أمريكية بأن الرئيس دونالد ترامب يعتزم إقالة “جينا هاسبل”، مديرة وكالة المخابرات المركزية، و”كريستوفر راي”، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، بُعيد إطاحته بوزير الدفاع، مارك إسبر.
وتلك الأنباء أثارت قلقا، ما دفع “هاسبل” اجتمعت بزعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، بهذا الخصوص. كما أن ماكونيل، وقادة جمهوريين آخرين، بعثوا بإشارات دعم للإبقاء على هاسبل في منصبها.
ويتلقى ماكونيل بانتظام إحاطات استخباراتية؛ بسبب عضويته في ما يسمى “عصابة الثمانية”، التي تضم قادة الكونغرس وكبار أعضاء لجنتي المخابرات بمجلس الشيوخ ومجلس النواب، لكن اجتماعه مع هاسبل يوم الثلاثاء كان بصفته الشخصية.
ويعتقد أن هاسبل، التي تنحدر مثل ماكونيل من ولاية كنتاكي، تتمتع بعلاقة جيدة معه، كما التقت بأعضاء لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ في اليوم ذاته.

كما أعرب الديمقراطيون عن مخاوفهم من احتمال طرد هاسبل أو راي.وعلى الرغم من أن دور مدير وكالة المخابرات المركزية تم فصله تاريخيا عن سياسات البيت الأبيض، إلا أن هاسبل نالها نصيب من نيران ترامب في قضية إحجام “راي” عن التحقيق في مزاعم ارتكاب الرئيس المنتخب جو بايدن ونجله هانتر تجاوزات.
وخالفت هاسبل ترامب كذلك في ملفات عدة، إذ كانت أكثر صراحة باتهام ولي عهد السعودية محمد بن سلمان بقتل الصحفي الراحل جمال خاشقجي، وتورط روسيا بدفع مكافآت لقاء قتل جنود أمريكيين في أفغانستان.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أقال وزير الدفاع مارك إسبر من خلال تغريدة على حسابه في تويتر، وقال إنه أنهى خدماته، مستخدما على ما يبدو شهوره الأخيرة في السلطة بعد هزيمته في انتخابات الرئاسة في تصفيات الحسابات داخل إدارته.

الاحتجاج بالاستقالة
وقدم المشرف على تحقيقات الانتخابات بوزارة العدل الأمريكية استقالته بعد ساعات من سماح وزير العدل لممثلي الادّعاء الفدرالي بإجراء تحقيق في مزاعم ارتكاب مخالفات في انتخابات الرئاسة التي أعلن المرشح الديمقراطي جو بايدن فوزه بها والتي يشكك ترامب في شفافيتها ويصر بأنها يشوبها التزوير والاحتيال.
وذكرت نيويورك تايمز وواشنطن بوست ووسائل إعلام أخرى، إن بار ذكّر ممثلي الادّعاء بضرورة تقصّي مزاعم وجود مخالفات في التصويت قبل أن تتحرك الولايات للتصديق على النتائج في الأسابيع المقبلة، وحثّهم في الوقت نفسه على عدم الاكتراث بالمزاعم “الخيالية أو بعيدة الاحتمال”.
والتحقيقات بشأن عمليات تزوير انتخابية محتملة هي عادة من صلاحيات الولايات، إذ إن كل ولاية تضع قواعد الانتخابات الخاصة بها وتشرف عليها، ولا تتدخل وزارة العدل في حالات كهذه إلى حين تثبيت النتائج والانتهاء من عمليات إعادة الفرز.
وعادة لا يُسمح لممثلي الادعاء بالتصرف إلا بعد توفر النتائج النهائية، وقد يستغرق ذلك أياما أو أسابيع بعد انتخابات 3 نونبر، استنادا إلى القوانين المحلية، ويجب على الولايات إبلاغ واشنطن بالنتائج النهائية المعتمدة في موعد لا يتجاوز 8 دجنبر المقبل.
وكانت حملة ترامب قد رفعت دعوى قضائية ضد سكرتيرة بنلسفانيا -كاثي بوبكفار- ومجالس الانتخابات في 7 مقاطعات مختلفة في الولاية، لاتهام نظام التصويت بالبريد بأنه “يفتقر إلى جميع علامات الشفافية والقابلية للتحقق الموجودة في تصويت الناخبين بأنفسهم”.وتسعى الدعوى القضائية إلى استصدار أمر قضائي طارئ لمنع مسؤولي الولاية من التصديق على فوز جو بايدن بها.

مصدر إحراج
ومن جانبه، صرح الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن من مدينته ويليمنغتون في ولاية ديلاوير للصحافيين بأن رفض إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب التعاون في التحضير لانتقال السلطة إلى إدارة جديدة بعد خسارة الأخيرة للانتخابات الرئاسية ليسة مهمة. حيث قال “عدم وجود نية لديهم للإقرار بفوزنا لا يؤثر كثيرا في هذه المرحلة على تخطيطنا”.
واعتبر بايدن أن رفض الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب الإقرار بهزيمته في الانتخابات الرئاسية يشكل “مصدر إحراج” للأخير سيؤثر سلبا على إرثه السياسي.وأضاف أنه يتوخى “اللباقة” بالقول “أعتقد أن هذا الأمر لن يخدم الإرث السياسي للرئيس”.
وأكد بايدن أنه “يتطلع” إلى التحدث مع ترامب وردا على سؤال لصحافية عما يمكن أن يقوله لترامب إذا كان الأخير يتابع مؤتمره الصحافي، قال بايدن مبتسما ومتطلعا إلى الكاميرا “سيدي الرئيس، اتطلع إلى التحدث معك”.
وأوضح بايدن: “نحن بدأنا العملية الانتقالية، وهي تجرى على قدم وساق”، مشددا على أنه “لا شيء يعطلنا في هذه اللحظة، حتى لو لم نحصل على الموارد من إدارة الخدمات العامة”.وتابع: “أقول لقادة العالم إن الولايات المتحدة الأمريكية عادت من جديد”.
وأقر بايدن بأنه “كان من الأفضل لو حصلنا على مقاعد متساوية مع الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي”، وذلك حتى لا تتم عرقلته في المجلس من الجمهوريين الذين يتمتعون بأغلبية فيه.وقال: “حتى يناير المقبل أتوقع أن يكون الشعب الأمريكي واعيا بما فيه الذين صوتوا لترامب والجمهوريين”.

إجراءات قانونية
وفي الوقت الذي يبدأ فيه العمل خلال الفترة الانتقالية يدرس فريق بايدن اتخاذ إجراء قانوني في ما يتعلق بتأخير السلطات الاتحادية الاعتراف بفوزه على ترامب.
وعادة ما تعترف إدارة الخدمات العامة بالمرشح الرئاسي عندما يتضح فوزه حتى يمكن أن تبدأ عملية انتقال السلطة.لكن ذلك لم يحدث حتى الآن، ولا يلزم القانون الإدارة بموعد محدد للتحرك في هذا الاتجاه.
وقالت متحدثة إن إميلي ميرفي رئيسة الإدارة التي عينها ترامب في 2017 لم تحدد بعد من هو الفائز.
وقال أحد المسؤولين عن الفترة الانتخابية في فريق بايدن للصحفيين إن الوقت حان لكي تبت الإدارة في الأمر وإن الفريق الانتقالي سيدرس اتخاذ إجراء قانوني إذا لم يحدث ذلك.

الترشح للرئاسة في 2024
وصرح أحد مستشاري الرئيس المنتهية صلاحيته، دونالد ترامب، بأنه بدأ يدرك أنه خسر الانتخابات التي يقول بأنها يشوبها التزوير، وأنه يبحث فعلا مع مساعديه احتمال الترشح للرئاسة في 2024. وأضاف مصدران عائليان أن ترامب ناقش موضوع الترشح مع مستشاريه، معتبرا أن إثارة ترامب للموضوع هو أوضح مؤشر على إقراره بالهزيمة أمام بايدن رغم استمراره في رفضها علنا.
ورغم إعلان كبرى وسائل الإعلام الأمريكية فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية، فإنها لم تعلن بعد الفائز النهائي في 3 ولايات هي جورجيا وكارولينا الشمالية وألاسكا، في حين وقع خلاف بشأن أريزونا، إذ رأت بعض وسائل الإعلام أنها حسمت لمصلحة بايدن، خلافا لمؤسسات إعلامية أخرى تنتظر فرز ما تبقى من الأصوات.
وكان وزير العدل الأمريكي بيل بار قد أعطى موفقته على إجراء تحقيقات حول احتمال حصول مخالفات في الانتخابات الرئاسية في الثالث من نونبر التي يؤكد ترامب أنها شهدت عمليات تزوير من دون أن يوفر دليل عليها.
وحصل بايدن حتى الآن على 290 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي، عند أخذ أريزونا في الحسبان، مقابل حصول ترامب على 214 صوتا فقط، وحتى لو فاز الأخير بجميع الولايات المتبقية، فإنه لن يتمكن من بلوغ عتبة 270 صوتا المطلوبة للفوز بالرئاسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى