
الأخبار
علم لدى مصادر جيدة الاطلاع أن عناصر الدرك الملكي، بالمركزين الترابيين عين عتيق وتمارة الشاطئ، نجحت بتنسيق مع مصالح سرية الدرك بتمارة، مساء الجمعة الماضي، في إيقاف جانحين ظهرا في شريط فيديو وهما ينفذان اعتداء على ضحية بالشارع العام من أجل السرقة.
وتفاعلت مصالح الدرك الملكي بتمارة مع شريط فيديو، جرى تداوله على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، بعد توثيق تفاصيله من طرف سائق سيارة عاين جريمة السرقة، وتعقب الجانحين وهما يفران على متن دراجة نارية، ويحملان سيفا من الحجم الكبير.
وأسفر تدخل عناصر الدرك الملكي التي أشرف عليها قائد السرية عن اعتقال المتهمين في ظرف قياسي، حيث تم وضعهما رهن تدابير الحراسة النظرية بمقر الدرك الملكي بعين عتيق، من أجل البحث، في انتظار عرضهما، صباح اليوم الاثنين، على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، بتهم ثقيلة تتعلق بتكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة بيد مسلحة وحالة العود.
وتفيد معطيات متداولة بأن المتهمين ينحدران من مدينة تامسنا، كانا قد غادرا السجن مؤخرا، بعد أن قضيا عقوبة سجنية مدتها ثلاث سنوات بتهمة الاتجار في المخدرات، ووفق نفس المعطيات، سبق للمتهمين أن اعتقلا لست مرات وأدينا بعقوبات سجنية متفاوتة منذ سنة 2016 إلى سنة 2024، وتتوزع التهم المنسوبة إليهما بين تكوين عصابة إجرامية واعتراض السبيل والسرقة الموصوفة باستعمال الأسلحة البيضاء، ثم الاتجار في المخدرات، قبل أن يغادرا السجن، قبل أشهر قليلة، ليعودا إلى نفس التخصص، باستهداف المارة، إلا أن تحرك عناصر الدرك الملكي فور نشر الفيديو مكن من تحييد الخطر عن سكان عين عتيق وتامسنا وتمارة الشاطئ، والتي ربما كانت تنتظرها أياما سوداء من طرف هذا الثنائي المسجل خطرا لدى أجهزة الدرك الملكي والأمن الوطني بالمنطقة.
تفاعل عناصر الدرك الملكي، مع واقعة عين عتيق، تزامن في مع حملة أمنية واسعة النطاق، تنجز حاليا، ومنذ الخميس الماضي، بكل المراكز والسرايا التابعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي بالرباط، وتحددت انطلاقة هذه الحملة الواسعة النطاق بسرية تمارة، ثم الصخيرات وعين العودة، في انتظار تحويل وجهة التدخلات الوقائية والاستباقية إلى سرية الدرك بسلا المترامية الأطراف.
وحسب معطيات حصلت عليها “الأخبار”، تختلف دواعي هذه الحملة بين المناطق المذكورة، رغم الهاجس المشترك الذي يوحدها المتمثل في مساعي استتباب الأمن والطمأنينة وحماية ممتلكات المواطنين والتصدي لتجار المخدرات ومحترفي السرقة واعتراض السبيل، التي يحرص عليها الكولونيل ماجور حسن غلو القائد الجهوي بالرباط ضمن أولى اهتماماته، بمنطقة بالغة الحساسية والتحديات، تنزيلا لتوجيهات القيادة العليا للدرك الملكي.
تفاوت التحديات المطروحة أمام مصالح الدرك الملكي بهذه المواقع، تحكمه إكراهات خاصة تميز كل منطقة على حدة، فإذا كانت سرية تمارة بكل المراكز التابعة لها قد شهدت دينامية جيدة على مستوى التدخلات الأمنية الاستباقية، التي أسفرت عن تسجيل مستويات قياسية في تدني نسب الجريمة، خاصة بمنطقتي عين عتيق ومرس الخير اللتين كانتا تسجل بهما نسب مقلقة قبل سنوات، فإن سرية عين العودة باتت تسجل نسب جريمة مقلقة ومزعجة للساكنة والمسؤولين على مستوى القيادة الجهوية بالرباط، ما استدعى تنفيذ حملات أمنية واسعة النطاق، بتعزيزات أمنية خارجية يشرف عليها القائد الجهوي بالرباط شخصيا، أمام تسجيل عجز واضح للعناصر المحلية في مواجهة الامتداد المقلق للجريمة، وبشكل خاص مروجي المخدرات بكل أنواعها، وسط غضب كبير للساكنة التي استحسنت دخول المصالح الجهوية على الخط، من أجل استتباب الأمن والتصدي لبارونات المخدرات بالمنطقة وكل أشكال الجريمة.
مصادر الجريدة أكدت أن سرية الصخيرات التي وجدت نفسها أمام امتداد جغرافي مهول واستثنائي على الصعيد الوطني، بعد ترحيل أكثر من 24 ألف أسرة من قاطني دور الصفيح بتمارة إلى نفوذها، تظل لحد الساعة في مستوى التحدي رغم الاكراهات الخطيرة التي تواجهها، خلافا لمنطقة عين العودة التي تتميز ببنية ديموغرافية واجتماعية قارة، ولمواجهة هذه التحديات تستفيد سرية الصخيرات حاليا بدعم كبير من طرف القيادة الجهوية، من خلال الدعم البشري واللوجستيكي القار بتنسيق مع السلطات الترابية وعناصر القوات المساعدة، من أجل ضمان انتشار أمني محكم، يراعي الإنزال البشري الذي رافق عمليات الترحيل وما طرحه من إكراهات التغطية الأمنية والحفاظ على أمن وممتلكات وطمأنينة الساكنة التي تضاعف عددها، فضلا عن دعهما عبر حملات أمنية شاملة تشارك فيها عناصر دركية منتدبة من سريات ومراكز ترابية مجاورة، تحت إشراف مصالح القيادة الجهوية بالرباط.