
النعمان اليعلاوي
عاد الجدل حول ارتفاع أسعار زيت الزيتون، في ظل اتهامات للمنتجين بالرفع من التصدير. وفي هذا السياق، أكد مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن «السياسة الفلاحية الوطنية تضع موضوع زيت الزيتون ضمن أولوياتها»، مشيرا إلى أن متوسط الإنتاج خلال السنوات الثلاث الأخيرة بلغ 100 ألف طن، رغم التراجع الكبير، بسبب العوامل المناخية.
وشهدت السنوات الأخيرة انخفاضا في إنتاج زيت الزيتون، وهو ما يعزى بشكل أساسي إلى الظروف المناخية غير المواتية، التي أثرت على قطاع الزراعة في المغرب. فمن المعروف أن قطاع الزيتون يتأثر بشكل مباشر بالعوامل المناخية، خاصة نقص الأمطار، والتغيرات المناخية التي تؤثر على مردودية الأشجار وجودة الإنتاج.
وفي ما يتعلق بتصدير زيت الزيتون، أوضح بايتاس أن ،«Extra Vierge» الصادرات تركز أساسا على صنف وهو الزيت الذي يتمتع بمواصفات وخصائص محددة تجعله مطلوبا في الأسواق الخارجية، خاصة في الاتحاد الأوروبي. وأشار إلى أن صادرات هذا النوع لم تتجاوز 4600 طن من أصل 100 ألف طن من الإنتاج الوطني، فيما بلغ إجمالي الصادرات 8000 طن.
ولمواجهة التقلبات في الإنتاج وضمان توافر زيت الزيتون في السوق المحلية، أشار بيتاس إلى أن الحكومة المغربية تبنت مجموعة من التدابير التنظيمية، شملت تقنين التصدير وفتح باب الاستيراد وتشجيعه عند الحاجة. وأكد بايتاس أن هذه السياسة لم تقتصر على زيت الزيتون فقط، بل شملت أيضا العديد من المنتجات التي شهدت نقصا في الإنتاج، بهدف ضمان تموين السوق الوطنية بشكل كاف والحفاظ على استقرار الأسعار.
واستحضر الناطق الرسمي للحكومة ما قال إنها «جهود مبذولة في إطار «المخطط الأخضر»، الذي ساهم بشكل كبير في توسيع المساحات المزروعة بأشجار الزيتون، إضافة إلى تقديم دعم مباشر للفلاحين والمنتجين لتعزيز مردودية هذا القطاع الحيوي. ويُعتبر قطاع الزيتون من القطاعات الفلاحية الأساسية التي تراهن عليها الدولة، لتحقيق الأمن الغذائي وزيادة الصادرات الفلاحية».
ووصلت أسعار زيت الزيتون إلى مستويات قياسية في المدن الكبرى جاوزت مبلغ 110 دراهم للتر الواحد، وتوقع منتجون ومهنيون في قطاع زيت الزيتون استمرار ارتفاع أسعار هذا المنتج خلال الموسم الحالي، بعد الزيادات التي شهدها هذا الموسم والتي أثارت شكاوى من المواطنين والمنتجين على حد سواء. وأشار الفاعلون في القطاع إلى أن «الأسعار من المرجح أن تستمر في الارتفاع، بسبب ظروف الجفاف والحرارة، وهو ما يبدو لا مفر منه»، مؤكدين أن «المضاربين في السوق كانوا وراء الزيادات التي شهدها الموسم الحالي، والمتوقع استمرارها في الموسم الحالي».