الرئيسية

«الشيطانة» و«داعش» و«ميسي».. مفرقعات نارية تغزو الأسواق السوداء والأحياء الشعبية بالمغرب

حمزة سعود
«داعش»، «الشيطانة»، «رونالدو»، و«ميسي» و«زيدان»، ألعاب نارية تجد لها عشاقا بسوق درب عمر بالدار البيضاء. العديد من الشباب يعرضون أشكالا متنوعة من المفرقعات في أسواق سوداء بالعديد من المدن المغربية، فيما يجري ترويج كميات كبيرة من هذه المفرقعات بشكل سري وغير قانوني. مروجو الألعاب والمفرقعات النارية تطاردهم غرامات وعقوبات سجنية تهدد مشوراهم ومستقبلهم الدراسي.
المفرقعات والألعاب النارية، التي يجري تسويقها في العديد من الأسواق الشعبية، تتراوح أثمنتها بين 30 و130 درهما، فيما تتوفر العديد من هذه المفرقعات على مكونات ومواد كيماوية شديدة الخطورة. مزيدا من التفاصيل في التحقيق التالي..
خلال عطلة نهاية الأسبوع عاينت «الأخبار» تجارة المفرقعات النارية بدرب عمر.. مجموعة من الشباب يسوقون ألعابا نارية صينية الصنع.
المفرقعات والألعاب النارية تجارة تدر أموالا مهمة على العديد من النشطاء في التجارة الموسمية خلال هذه الظرفية من السنة..
شباب من مختلف الأعمار يعرضون مفرقعات متنوعة لشريحة مستهدفة من الزبناء.. حركة المارة تبدو متسارعة، وزُحمة السوق ترفع أصوات البائعين لجلب الزبناء.
في حديث مع أحد المسوقين، أفاد أن العديد من المعجبين بالألعاب النارية من الأطفال والشباب، يقصدون السوق بشكل يومي لإعادة تسويقها في أماكن وأحياء متفرقة من العاصمة الاقتصادية بالمغرب.
يفيد أحد المروجين للمفرقعات والألعاب النارية بأن العديد من الشباب يحصلون من خلال هذه التجارة على مردود مالي موسمي مهم، مؤكدا أن سوق درب عمر من بين الوجهات الرئيسية التي يتوافد عليها مروجو الألعاب النارية.
المتحدث نفسه، أوضح بأن تجارة المفرقعات والألعاب النارية، تعرف نشاطا مستمرا خلال الأسابيع القليلة الماضية، مشيرا إلى أن العديد من التجار يعمدون إلى إعادة بيع المنتجات المتوفرة في الأسواق السوداء بالتقسيط.
«الأخبار» تحدثت إلى مهتم باقتناء المفرقعات والألعاب النارية بشكل مستمر، أفاد أن الـ «ستروبو» وهي إحدى الألعاب النارية، تحظى باهتمام فئات واسعة من الشباب، بحيث يجري استخدامها كشهب نارية في الأزقة بالأحياء الشعبية بمدينة الدار البيضاء.
داخل مجموعة من الأحياء الشعبية بمدينة الدار البيضاء، يتم التراشق بالمفرقعات والألعاب النارية بهذه الأحياء بين العديد من الشباب في ساعات المساء المتأخرة.

بيع بالتقسيط وأرباح مضاعفة
في حديثه مع «الأخبار» أوضح مروج للألعاب النارية التي تنشط خلال عاشوراء، أن العديد من الألعاب النارية تعرف إقبالا واسعا خلال هذا الموسم، في حين بدأت العديد من الأحياء الشعبية تستعد لاستقبال يوم عاشوراء.
ومع اقتراب اليوم الموعود غالبية أحياء الدار البيضاء، تعيش على إيقاع وأسماع مفرقعات وألعاب نارية متنوعة، العامل المشترك بينها أنها صينية الصنع وقادمة من وجهات مختلفة خاصة من الأسواق السوداء، بعد تهريبها نحو المغرب.
أحد مروجي المفرقعات بمنطقة سيدي عثمان بمدينة الدار البيضاء، صادفته «الأخبار» خلال تسويقه لعلب متنوعة من الألعاب النارية المخصصة للأطفال.. أكد أن السرية تطبع ترويجه لمختلف الألعاب النارية، بعدما أوضح أن الزبناء يتوافدون عليه من مناطق وأحياء متفرقة.
نفس المتحدث أوضح أن غالبية أحياء الدار البيضاء، تعرف نشاطا متنوعا في مجال بيع وترويج المفرقعات والألعاب النارية، بحيث يجري اقتناؤها من طرف فئات واسعة من الشباب بكميات مهمة قصد إعادة بيعها بالتقسيط لتحقيق أرباح مضاعفة.
وتعرف أنواع محددة من المفرقعات والألعاب النارية إقبال فئات واسعة من الشباب، بعد تزايد الإقبال عليها أياما قليلة قبل يوم عاشوراء، أبرز أنواع هذه المفرقعات «زيدان» و«الشيطانة» و«داعش»، كما تمكن تجار هذه الألعاب النارية من الحصول على مبالغ مالية مهمة.

«الماء القاطع» بديل للمفرقعات
يكتفي عدد من الأطفال خلال مناسبة عاشوراء بألعاب نارية بديلة عن المفرقعات، يعمدون من خلالها إلى استعمال العديد من المواد القابلة للاشتعال التي تتطاير شظاياها لتصيب مستعمليها بحروق من درجات خطيرة.
حادث خطير تعرضت له فتاة قبل سنوات، سقطت على إثره طريحة الفراش، بعدما فقدت قرنية عينها، خلال احتفالات عاشوراء أثناء اللعب بالمفرقعات والألعاب النارية. الحادث تعرضت له الفتاة والتي تبلغ الحادية عشرة من عمرها بعدما تم رمي إحدى المفرقعات مباشرة نحو عين الفتاة، لتتسبب لها في أضرار بالغة.
وتفيد مصادر طبية، أن الجروح التي تحدثها المفرقعات والألعاب النارية، تختلف بين جروح من الدرجة الثانية والثالثة في حين يمكن الإصابة بعاهات مستديمة في حال التعرض لمخاطر الألعاب النارية.
وتشكل أيضا الألعاب النارية والمفرقعات خطرا كبير على النساء الحوامل، خاصة خلال استعمالها في ساعات متأخرة من الليل أو خلال الرمي بها أثناء عبور المواطنين في الأزقة أو الشوارع.
«الأخبار» زارت حي درب السلطان بالدار البيضاء، الذي يعرف أجواء احتفالية سنويا خلال عاشوراء.. العديد من الشباب يعمدون إلى تداول مواد كيماوية شديدة الانفجار، يتم تعبئتها في قنينات بلاستيكية والتراشق بها داخل الأزقة والشوارع بالمدينة.
القنينات المتداولة، يتم ملؤها بمواد كيماوية متنوعة من أبرزها «ماء جافيل» و«الأسيد» و«الماء القاطع»، التي تشكل خطورة كبيرة على العديد من الشباب من عشاق المتعة بالألعاب والمفرقعات النارية.

الصين تضاعف صادراتها من المفرقعات
بلغت صادرات الألعاب والمفرقعات النارية الصينية، حسب مصادر متخصصة، أزيد من ألف و863 دولارا أمريكيا، خلال الربع الثالث من السنة الجارية، فيما يتوقع أن تتجاوز حوالي 1841 دولار خلال الربع الأخير من سنة 2016.
وتتوقع الصين رفع أرباحها من صادرات المفرقعات والألعاب النارية، لتصل إلى حوالي 1530 دولارا أمريكيا، على أن تصل إلى رقم معاملات من الصادرات يصل إلى أزيد من 64 ألفا و282 دولارا أمريكيا في أفق سنة 2020.
العديد من المواقع الإلكترونية على الأنترنت تعرض، منتوجات متنوعة من المفرقعات والألعاب النارية المخصصة للأطفال، بحيث تتراوح أثمنتها بين 20 و100 دولار أمريكي للعلبة.
وتتوفر علب المفرقعات والألعاب النارية، على حوالي 10 وحدات من المفرقعات المخصصة للأطفال، فيما تشكل نسبة منها خطرا على فئات سنية متعددة خاصة الأقل من 7 سنوات.
من بين المواقع الإلكترونية التي تعرض منتوجات متنوعة من المفرقعات والألعاب النارية، الموقع الإلكتروني الصيني «علي بابا».. الموقع يوفر شحنا مجانيا للمنتوجات التي يجري اقتناؤها من طرف الزبناء والمستهلكين.
الموقع الإلكتروني الصيني يوفر مجموعة من المواد الكيماوية التي تمكن المهتمين بالألعاب النارية من إعداد أصناف متنوعة من المفرقعات كما يتيح لزبنائه العديد من الخدمات التفضيلية المتنوعة.
وتوجد في الصين العديد من الوحدات الصناعية، المتخصصة في صناعة ألعاب نارية ومفرقعات يتم تصديرها للعديد من دول العالم من خلال مواقع إلكترونية متخصصة على الأنترنت.

مكونات سامة في الألعاب النارية
تتكون المفرقعات والألعاب النارية من مواد كيماوية متنوعة، أهمها الحديد وبولي كلوريد الفينيل، بالإضافة إلى مواد صناعية أخرى ومواد ملونة.
مادة بولي كلوريد الفينيل، لها العديد من الأضرار الصحية على صحة المستهلك، أهمها زيادة العقم عند الرجال والأمراض الصدرية، بالإضافة إلى وجود عوادم ناتجة عن مركبات وبخار عبارة عن مواد كيماوية.
وتُستعمل مادة بولي كلوريد الفينيل في صناعة المفرقعات والألعاب النارية، كما يتم دمجها مع مركبات شديدة السمية، أهمها مادة الديوكسين المسببة لأمراض السرطان، المرتبطة بالكبد والرئة والمعدة والأنسجة الرقيقة والأورام اللمفاوية، بالإضافة إلى تأثيرها على جهاز المناعة.
المواد الأساسية التي تتكون منها الألعاب النارية، تتكون أيضا من الوقود وعوامل مُؤكسدة من بينها نترات الصوديوم، وكلورات البوتاسيوم، وبعض المساحيق القابلة للاشتعال وشديدة الانفجار.
وتتكون مجموعة من المفرقعات النارية، من مواد كيماوية تُكسبُها ألوانا مختلفة، من أبرزها الليثيوم وسترونتيوم، ونترات الباريوم المسؤول عن اللون الأخضر، ومركب النحاس المسؤول عن اللون الأزرق، والصوديوم والفحم والفولاذ، والتيتانيوم ومسحوق الحديد والألومينيوم أوالكربون.
ويؤثر غاز أول أكسيد الكربون بشكل سلبي على مجموعة من وظائف الجسد، أهمها الإصابة بالتسمم والصداع والغثيان والإعياء وصعوبة التنفس، والتقيؤ وارتخاء العضلات وبعض الآلام على مستوى الصدر.
ويتسبب أيضا غاز أول أكسيد الكاربون المتواجد في المفرقعات والألعاب النارية، في عدم القدرة على ممارسة الرياضة، والارتباك خلال التصرفات، بالإضافة إلى وجود توثر وحالات إغماء.
ويتسبب السترونيوم الذي تتكون منه المتفجرات والألعاب النارية، في ترسب جرعة من المادة الكيميائية في العظام، الأمر الذي يحدث سرطانا للعظام والأنسجة وسرطان الدم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى