شوف تشوف

الرئيسية

المسؤولية الأسرية في الإسلام – 4

الحديث 653: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته: الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته»، متفق عليه.
المسؤولية من القضايا المهمة في ديننا الإسلامي، وهذه المسؤولية إما أن يناط بها الفرد أو تناط بها الجماعة، ومن أهم مراكز المسؤولية الأسرة والمجتمع،
فالمسلم راع في بيته ومسؤول عن رعيته. عزيزي القارئ أنت راع في بيتك، مسؤول عن زوجتك، عن أولادك من بنين وبنات، وعن من تحت يديك من أخوات وإخوان صغار. فأنت راع ومسؤول عن رعيتك، فأنت أولا مأمور بأن تؤدب أبناءك الأدب الحسن، بأن تربيهم على معرفة ربهم ونبيهم ودينهم وعلى تلقينهم العقيدة الصافية، يقول الله:(وَأْمُرْ أهلك بِالصلاة واصطبر عليها)، [طـه: 132]. ويقول صلى الله عليه وسلم: «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع». فأنت مأمور بأن تحثهم على آداب الإسلام، من رد السلام، واحترام الكبار، ورحمة الصغار، والتخلق بالأخلاق الكريمة، والبعد عن السباب. مأمور بأن تنهاهم عن الأخلاق السيئة، مأمور بأن تراعي شأنهم، وتبحث عن جلسائهم، ومن يصاحبهم، ومن يخالطهم، فكم من شباب صالح خالط أصدقاء منحرفين، فكان سيئا في أخلاقه ومعاملاته.
المرأة المسلمة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، ترعى أبناءها وبناتها، وتعين الأب على التربية والتوجيه، وكلما غفل الأب عن شيء، فإن الأم تقوم مقامه، فتوجه الأبناء والبنات توجيها سليما، ترشدهم إلى الخير، وتحثهم عليه. المرأة المسلمة في بيتها عون لزوجها على بر أبويه، عون لزوجها على صلة رحمه، عون لزوجها على كل خلق كريم.
وفي مـا يلي عدد من النصائح التي لا شك أنها ستعين – بإذن الله تعالى – في أداء المسؤولية الأسرية على الوجه المطلوب وبالصورة الإيجابية ومنها :
-أخلص نيتك مهما كانت مسؤوليتك لله تعالى وأصلحها، واعلم أن المسؤولية أمانة لا يمكن أن تؤديها إلا بعون من الله تعالى وتوفيق وتسديد منه
– اعرف تفاصيل المسؤولية التي يجب عليك القيام بها، لأنك بذلك تتفاعل مع أدائها بصورة أكثر لأنك تعرف ماذا يراد منك، ومتى عرفت أهمية ذلك وأدركته على وجه التحديد سعيت بجد وإخلاص لتحقيقه وإنجازه.
– كن مشغولا بمـا أنت مسؤول عنه، فمن اشتغل بغير الـمهم ضيع الأهم، وليكن في علمك أنه ليس في الحياة متسع للهوامش والتوافه من الأمور؛ فلا تؤجل القيام بمـا عليك القيام به من المسؤوليات لأنها حينئذ تتراكم وتكثر، وقد تهمل أو تنسى فيصعب عليك القيام بها، وعندئذ تؤاخذ على تقصيرك.
– كن محبا لعملك ومسؤوليتك، واجتهد في أن تُقبل على ذلك كله بنفس راضية وهمة عالية، لتجد في ذلك الـمتعة والأنس والتسلية والسعادة..
– واجتهد في كسب احترام من معك، وتأكد أنك ستكون مبدعا وناجـحا لو تمكنت من ذلك؛ لأنهم حينها سيكونون أول من سيتبنى رأيك، وأكثر من يحرصون على نـجاحه لأنهم يعدون القرار قرارهم جميعا، ويرون أن المسؤولية مشتركة بينكم .
– استشعر أن المسؤولية تكليف وليست تشـريف، وهذا يفرض عليك أن تكون قويا أمينا، مصداقا لقوله تعالى: {إن خير مَنِ استأجرتَ القوي الأمين}، (القصص: من الآية، 26). وهذا يعني أن من الواجب عليك أن تراقب الله تعالى في كل شأن من شؤونك، وأن تكون أمينا في تحملك للمسؤولية، مخلصا في أداء واجباتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى