
أكادير: محمد سليماني
تفاجأ سكان أكادير بعدم حصول شواطئ المدينة والجماعات الترابية التابعة لإقليم أكادير (شمال المدينة) هذه السنة أيضا على اللواء الأزرق للشواطئ النظيفة والمسموح بالسباحة فيها. فبعد إعلان النتائج من قبل مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، التي تترأسها الأميرة لالة حسناء، لم يحصل أي شاطئ من شواطئ أكادير والجماعات الترابية التابعة للإقليم على اللواء الأزرق، ما يعني أن شواطئ المدينة والإقليم لا تستجيب للمعايير البيئية الصارمة الموضوعة والمتعلقة بالمبادرات المتخذة في مجال جودة مياه الاستحمام واحترام البيئة وتجهيز الشاطئ وتنويع الخدمات الأساسية للزوار والمصطافين به، إضافة إلى تدبير النفايات والتربية البيئية والوقاية والسلامة وتهيئة وتدبير الشواطئ.
ويكشف عدم حصول شاطئ خليج أكادير وشواطئ جماعات شمال المدينة على اللواء الأزرق، من جهة أخرى، تقصير الجماعات الترابية بإقليم أكادير إداوتنان في الاهتمام بهذه الشواطئ، على اعتبار أن الجماعات الترابية تتولى تدبير وصيانة وتجهيز الشواطئ المتواجدة بالمناطق التابعة لها، حيث تحظى هذه الجماعات بمساندة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة التي تنسق برنامج شواطئ نظيفة مع مختلف المصالح الوزارية المعنية وذلك في إطار اللجنة الوطنية «شواطئ نظيفة»، وتكوين المسؤولين الترابيين، وتضع رهن إشارتهم أدوات التدبير والتحسيس بشأن البيئة من أجل تمكينهم من استقبال المصطافين في أحسن الظروف، بالإضافة إلى عمل المؤسسة في الأخير على تقييم المبادرات المتخذة.
ومن شأن عدم حصول شواطئ إقليم أكادير، من بينها خليج المدينة المحاذي للشريط السياحي والوحدات الفندقية والقريب من المدينة أيضا، أن يؤثر على السياحة الداخلية، بالخصوص، التي عرفت في السنوات الأخيرة نموا مضطردا، حيث سجلت الفنادق نسبة ملء كبيرة جدا.
وكان شاطئ أكادير حصل على اللواء الأزرق قبل سنوات بعد غياب دام خمس سنوات، قبل أن يغيب من جديد عن اللائحة بعد ذلك، لعدم استجابته للمعايير المعتمدة، وعدم التتويج باللواء الأزرق يعني ضمنيا الإقصاء من المشاركة في جائزة للا حسناء للساحل المستدام التي تمنح مرة كل سنتين. ويربط البعض من ساكنة أكادير هذا الحرمان من اللواء بالمجلس الجماعي الذي حملوه المسؤولية على ذلك، باعتبار أن الشاطئ يدخل ضمن المرافق التي يدبرها، في حين اعتبر طرف ثان أن ذلك قد يكون مرتبطا بتحليلات مخبرية لمياه الشاطئ التي قد لا تكون في الجودة المطلوبة، خصوصا وأن الشاطئ لا يبعد عن ميناء المدينة، الذي تتواجد به وحدات صناعية لتعليب السمك.
من جهة أخرى، ظلت شواطئ أكادير تحت رحمة سماسرة يعملون على احتلال الملك العمومي البحري والتضييق على المصطافين من قبل أشخاص يعملون على كراء المظلات والكراسي، وإدخال الحيوانات (الفرس والجمال) إلى مكان جلوس المصطافين، واستغلال أجزاء مهمة من الشواطئ من قبل الوحدات الفندقية المحاذية للشريط السياحي.