
الزاك: محمد سليماني
عاد مشكل احتراق واحات النخيل بأقاليم جهة كلميم- واد نون إلى الواجهة من جديد، بعدما بدأت ألسنة النيران تلتهم نخيل واحات كثيرة بعدد من المناطق بالجهة، الأمر الذي يؤرق السكان والمؤسسات المنتخبة والسلطات.
بعد أسبوع على احتراق أجزاء كبيرة من واحة للنخيل بجماعة «تغجيجت» بإقليم كلميم، والذي أتى على ما يزيد على 1300 نخلة، شب حريق مماثل، مساء أول أمس الأحد، في واحة النخيل بجماعة «الزاك» بإقليم أسا الزاك.
وامتدت ألسنة اللهب على مساحة واسعة من الواحة المتاخمة للسكان، وتحول نخيل كثير بها إلى رماد، بعدما علاه السواد، كما أتلفت النيران مزروعات معاشية تنبت بين النخيل. وقد حاول السكان المحليون السيطرة على الحريق منذ بدايته، وذلك بإمكانياتهم البسيطة، إلا أن ذلك لم يؤت أكله، بسبب ضخامة الحريق، كما هرعت إلى عين المكان عناصر الإطفاء، وعناصر القوات المسلحة من الحامية العسكرية، والسلطات المحلية، والقوات المساعدة، كما تم تعزيز فريق التدخل من مدينة أسا، رغم بعد المسافة بين المدينتين. ولم تتم السيطرة على هذا الحريق، إلا بعد جهود كبيرة، إذ استمرت فرق التدخل في عملها إلى وقت متأخر من الليل. وما زاد من سرعة انتشار النيران، الارتفاع الملحوظ في درجة الحرارة بالمدينة المتاخمة للحدود الشرقية، إضافة إلى رياح «الشركي».
ويظل مشكل النيران التي تلتهم الواحات بجهة كلميم واد نون، وبعدد من مناطق الواحات، مشكلا يتكرر بشكل مستمر، ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول سبل التصدي له، واعتماد مقاربات استباقية لحماية ممتلكات السكان من الضياع. لقد أضحت الحرائق التي تندلع بمختلف واحات جهة كلميم- واد نون على مدار السنة، كابوسا مزعجا للسكان وللسلطات المحلية والإقليمية على حد سواء، خصوصا وأن هذه النيران أضحت تتكرر بشكل مستمر. ومع حلول كل موسم صيف، تتجدد المخاوف مع اندلاع نيران في الواحات، الأمر الذي يتطلب البحث عن حلول ناجعة للتصدي لهذه الآفة.
ورغم مصادقة مجلس جهة كلميم- واد نون على اتفاقية من أجل حماية واحات الجهة من الحرائق المتكررة، التي باتت تؤرق عددا من الفلاحين بالجهة على وجه الخصوص، وذلك من خلال اتفاقية لإنجاز مشروع يتعلق بإعداد المجالات الواحاتية ومواجهة خطر الحرائق المتكررة، رصد له غلاف إجمالي بلغ 66 مليونا و490 ألفا و200 درهم، منها 30 مليون درهم مساهمة من المجلس الجهوي. إلا أن مشكل الحرائق ما زال مستمرا، كما أن انعكاسات هذه الاتفاقية على الأرض لم تظهر بعد.
وتروم هذه الاتفاقية، حسب ما هو مسطر، مواجهة خطر الحرائق التي تشهدها مجموعة من الواحات بين الفينة والأخرى، والتي تؤدي إلى إتلاف مصادر عيش عشرات الفلاحين وتدهور المجال الواحي. كما تمت المصادقة على اتفاقية أخرى للتخفيف من آثار الكوارث الطبيعية بالجهة، ما بين مجلس الجهة والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، بهدف حماية الواحات من الحرائق وتسريع عملية التدخل للحد من تفاقم حرائق الواحات، وحماية السكان والممتلكات العامة والخاصة من الأخطار الناجمة عن الكوارث الطبيعية والحوادث المختلفة والكوارث.