شوف تشوف

الرئيسيةسياسية

الوزيرة مزور تخرق قانون التعيين في المناصب العليا

وضعت شروطا على مقاس «المقربين» لتعيينهم قبل التعديل الحكومي

محمد اليوبي

يسود احتقان غير مسبوق في صفوف موظفي وأطر وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، بسبب خرق الوزيرة غيثة مزور للقانون التنظيمي المتعلق بالتعيين في المناصب العليا، وهو القانون الذي وضعته وزارتها، ومن المفروض أن تكون أول من يحترم مقتضياته. ويطالب عدد من الموظفين بفتح تحقيق بشأن التعيينات التي قامت بها الوزيرة بناء على قرارات تتضمن شروطا على مقاس مقربين منها.

وتواصل مزور السباق ضد الزمن لتعيين مقربين منها في مناصب المسؤولية بالوزارة قبل إجراء التعديل الحكومي، الذي من المرتقب أن يعصف بها خارج الحكومة. وأفادت المصادر بأن جل المناصب التي صادق عليها المجلس الحكومي منذ تعيين الوزيرة مزور، منحتها هذه الأخيرة لأشخاص من خارج الوزارة، بعضهم كانوا يشتغلون في ديوانها، ما يؤكد وجود علاقة سابقة بينهم والوزيرة التي استقدمتهم للاشتغال بجانبها. وكشفت المصادر أن مزور فتحت منصب المفتشية العامة للوزارة للتباري، ووضعت شروطا على مقاس أشخاص من خارج الوزارة، في حين أن منصب المفتشية يتطلب خبرة أُطر من الوزارة لأنهم «أبناء الدار» ويعرفون خبايا ما يجري داخلها.

وأفادت المصادر بأن الوزيرة تصدر قرارات غريبة ومتناقضة بخصوص التعيين في المناصب العليا داخل وزارتها، من خلال وضع شروط على مقاس مقربين منها، لذلك وقعت على قرارات لشغل مناصب شاغرة بالوزارة، تتضمن شروطا غريبة، من قبيل أن يكون المرشح شغل منصبا للمسؤولية أو خبرة في تدبير المشاريع أو خبرة أكاديمية، يعني المساواة بين منصب المسؤولية والخبرة في تدبير المشاريع والخبرة الأكاديمية، وبهذا الشرط الأخير عينت الوزيرة صديقتها القادمة من كندا في منصب مديرة مركزية بالوزارة، بعدما كانت مكلفة بمهمة في ديوانها، حيث لم يسبق لها أن زاولت أي منصب للمسؤولية داخل الإدارة.

وأكدت المصادر أن الوزيرة تسابق الزمن لتفصيل قرارات أخرى على المقاس، قبل مغادرتها للوزارة، حيث رفضت تجديد الثقة في مدير تحديث الإدارة الذي يعد من الأطر الوطنية المشهود لهم بالكفاءة والتفاني في العمل، والدليل على ذلك أنه مباشرة بعد مغادرته لمنصبه تم تعيينه من طرف الأمين العام للحكومة، محمد الحجوي، مستشارا بالأمانة العامة للحكومة بالنظر للكفاءة المشهود له بها، كما قامت الوزيرة بإعفاء مدير الوظيفة العمومية.

وقام موظفو وموظفات الوزارة بتنظيم حفل على شرف المدير السابق لتحديث الإدارة، والمعين مستشارا بالأمانة العامة للحكومة، هذا الحفل عرف تقديم شهادات وكلمات شكر وعرفان للمدير السابق بهذه الوزارة على كفاءته وما قدمه لهذه الوزارة، وبالمقابل قامت مزور بتنصيب إحدى مستشاراتها مديرة مركزية على رأس مديرية الإدماج الرقمي وتنمية الكفاءات الرقمية، وكذا تنصيب مستشار آخر في منصب مدير على رأس مديرية المنظومات وريادة الأعمال الرقمية.

وتواصل مزور هذا الإنزال من المستشارين على رأس مجموعة من المناصب ضدا على الكفاءات التي تتوفر عليها الوزارة التي عبر أطرها عن امتعاضهم من هذا الإقصاء الممنهج، ونشرت الوزارة قرارا جديدا بفتح الترشيح لمنصب مدير مديرية تبسيط المساطر والرقمنة. وأكدت المصادر أن شروط الترشيح مفصلة على مقاس مستشار في ديوان الوزيرة، الإطار البنكي سابقا في مجموعة من الأبناك، حسب سيرته الذاتية، والحاصل على ماستر في التدبير المالي. وكشفت المصادر أن كل التدابير اتخذت لتعيين مستشار الوزيرة في هذا المنصب، بعدما تم إرضاء الرئيسة السابقة لقسم تبسيط المساطر، من خلال تعيينها مديرة مركزية على رأس مديرية تنظيم الإدارة، لأنها كانت ستكون منافسة شرسة للمستشار المحظوظ، الذي أصبحت الطريق سانحة له لتولي هذا المنصب بدون أي مشكل، في انتظار مصادقة المجلس الحكومي على اسمه بعد استكمال الإجراءات الشكلية فقط.

كما ينتظر أن تعلن مزور في قرار جديد للترشيح لشغل منصب مدير أو مديرة على رأس مديرية البنيات السحابية وترحيل الخدمات والتي من المنتظر أيضا أن تؤول لأحد أعضاء ديوانها، حيث تقوم الوزيرة بإصدار إعلانات متفرقة لقرارات فتح المناصب للتباري، حتى لا تثير الانتباه لتعيين المقربين منها في هذه المناصب.

وتجدر الإشارة إلى أن الوزيرة مزور قامت بإغراق ديوانها بجيش من المستشارين والمستشارات، أغلبهم لا يمارسون أي مهام فعلية، ورغم ذلك تخصص لهم الوزيرة امتيازات وتعويضات «سمينة» لا يحصل عليها أعضاء دواوين باقي الوزراء، وأوضحت المصادر، أن مزور لجأت إلى حيلة للرفع من تعويضات المستشارين والمستشارات بديوانها، وهي تشغيلهم بموجب عقود على أنهم خبراء لدى مؤسسات توجد تحت وصايتها، من قبيل الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، ووكالة التنمية الرقمية، وبذلك ترتفع تعويضاتهم الشهرين من 12 ألف درهما إلى أكثر من 40 ألف درهما شهريا، دون تقدم الخدمات المنصوص عليها في عقود الخبرة، علما أن الوزيرة تستعين بخدمات مكاتب الدراسات بمبالغ مالية كبيرة، من أجل إنجاز دراسات وخدمات يمكن إنجازها من طرف أُطر الوزارة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى