شوف تشوف

الرئيسيةمجتمعمدنوطنية

تعثر إخراج تصميم تهيئة طانطان بعد سنوات من الانتظار

طانطان: محمد سليماني

لا يزال مشروع تصميم التهيئة الخاص بمدينة طانطان يراوح مكانه منذ سنوات، إذ أن المدينة إلى حدود اللحظة لم تتوفر على تصميم للتهيئة، ولم يسبق لها أن عرفته منذ إحداث هذه الجماعة.

وبحسب المعطيات، فقد أعطيت انطلاقة إعداد هذه الوثيقة التعميرية منذ سنوات، غير أن المشروع تعثر في طريقه، حيث تأخر عن موعده المقرر سلفا بشكل كبير، الأمر الذي أدى إلى توقف وتوقيف عمليات إعداد التصميم مدة طويلة، لأسباب متعددة يتداخل فيها ما هو مرتبط بمكتب الدراسات الحائز على صفقة إعداد هذه الوثيقة التعميرية الأساسية، ومنها ما هو مرتبط بطبيعة العقلية المتحكمة من وراء حجاب في مفاصل المدينة الكبرى، ذلك أن عددا من لوبيات العقار والتجزيء السري وغير القانوني، يمارسون ضغوطا كبيرة ويضعون عراقيل جمة أمام مسار إخراج التصميم.

ومن أجل إعادة إخراج مشروع تصميم التهيئة إلى حيز الوجود، وبعث الروح فيه، انعقد قبل أيام لقاء داخل عمالة الإقليم، للجنة المحلية من أجل عقد مشاورات حول المشروع، حيث حضر اللقاء أيضا كل المتدخلين من قسم التعمير بالعمالة، وممثلي الجماعة الترابية، والوكالة الحضرية ومكتب الدراسات، وبحضور مجموعة من رؤساء المصالح الخارجية. ويعتبر هذا اللقاء إيذانا بنهاية المرحلة الثانية من سيرورة تصميم التهيئة والتي تتمحور حول دراسته من قبل اللجنة المحلية وإبداء الملاحظات بخصوصه، وتقديم معلومات حول برامج ومشاريع القطاعات الخارجية المتدخلة في المنظور القريب، في أفق إدماجها في الصيغة التي ستحال على المصادقة. وبحسب المعطيات، فإن هذه المرحلة ستليها المرحلة الثالثة، وهي فتح البحث العلني حيال المشروع، ثم إحالة الصيغة النهائية على المجلس الجماعي قصد المصادقة عليه، ثم الموافقة على تصميم التهيئة بمرسوم، لكي يتم نشره بالجريدة الرسمية.

لقد قضى مشروع تصميم التهيئة الخاص بمدينة طانطان مدة طويلة فاقت المدة الزمنية المقبولة، حيث يسير ببطء شديد جدا، مما دفع مكتب المجلس الجماعي، إلى تقديم اقتراحات لمكتب الدراسات وممثلي الوكالة الحضرية، للإقامة في طانطان على نفقته طيلة مدة إعداد المشروع، وذلك من أجل ربح مزيد من الوقت، والاطلاع عن كثب وبشكل سريع على مختلف النقط في عين المكان وبالعين المجردة، بعيدا عن الصور الملتقطة من أعلى. واستنادا إلى المعلومات، فإن بعض النافذين ولوبيات العقار والمستفيدين من الوضع العشوائي يفتعلون أسبابا ويعملون في الخفاء من أجل عرقلة مرور مراحل إنجاز تصميم التهيئة والتصدي له بطرقهم الخاصة، للاستفادة من الوضع الحالي المرتكز على الهشاشة والفوضى والعشوائية، لأنهم يدركون أنه بمجرد إصدار التصميم في الجريدة الرسمية ودخوله حيز التطبيق سينعكس ذلك على طريقة البناء والتعمير والتجزيء، وهو ما سينعكس سلبا على لوبيات العقار بالمدينة التي اغتنت من العقار. كما أن فوضى التعمير والبناء العشوائي المنتشر بكثرة وعلى أوسع نطاق بمدينة طانطان مرتبط بغياب تصميم للتهيئة يمكن الاستناد عليه كوثيقة مرجعية عمرانية تحدد توجهات مخطط التهيئة العمرانية عند وجوده إلى مقتضيات ذات طابع قانوني تلزم الأغيار والإدارة على حد سواء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى