
طنجة: محمد أبطاش
علقت شاحنة من الحجم الكبير، محملة بتجهيزات ثقيلة، في المدار الطرقي المؤدي إلى مدينة تطوان عبر مدخل طنجة، والذي يسمى بطريق «يو تورن»، وهو الأول من نوعه بالمملكة بشكل عام، ما تسبب في عرقلة حركة السير. كما كشفت الحادثة المسجلة، يوم الجمعة الماضي، عن عيوب تقنية بهذا الطريق العمومي، مما وضع المهندسين والمقاولين في مأزق حقيقي، بسبب غياب تدابير استباقية لمثل هذه الحوادث، أو إصدار توجيهات مسبقة تمنع مثل هذه الشاحنات من المرور عبر هذه الطرق.
وجرى تدشين هذا الطريق، قبل ثلاثة أشهر فقط، في تجربة فريدة على الصعيد الوطني، بهدف تقليل الاختناق المروري في المحاور التقليدية. ورغم أن المشروع ساهم في تخفيف الضغط عن الطريق الوطنية المؤدية إلى تطوان، إلا أن مدة قصيرة كانت كافية لظهور عيوب بنيوية تهدد فعاليته، رغم أنه كلف 18 مليون درهم من ميزانية الدولة.
وحسب بعض المصادر، فقد كشفت التساقطات المطرية الأخيرة ضعف جودة الأشغال كذلك، حيث ظهرت حفر عميقة وسط الإسفلت، مما أدى إلى اضطراب في حركة السير وزيادة المخاطر على السائقين، إذ اضطرت عدد من السيارات إلى المناورة، لتفادي الحفر الخطيرة قرب المركز التجاري، مما زاد من تعقيد حركة المرور.
ونبهت المصادر إلى أن هذا الوضع يثير القلق حول مدى التزام الجهات المنفذة بدفتر التحملات، ومدى صرامة الرقابة من طرف السلطات المحلية، خاصة مع اقتراب طنجة من احتضان كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2025، حيث ستكون بنيتها التحتية تحت أنظار العالم.
هذا، وتم إنجاز المدار الطرقي الجديد في طنجة، الذي يمتد على طول يزيد على كيلومترين، بتكلفة مالية تقارب 18 مليون درهم، ويتميز هذا المشروع بتطبيق تقنية «يو تورن» لأول مرة في المغرب، بهدف تحسين تدفق حركة المرور والحد من الازدحام في هذا المحور الحيوي الذي يشهد يوميا عبور مئات المركبات، ويربط هذا المقطع الطرقي بين المنطقة الصناعية مغوغة ومدخل منطقة مشلاوة على طريق طنجة تطوان، ويُعد جزءا من خطة شاملة لتحسين البنية التحتية للمدينة.
وأشارت المصادر إلى أنه عند تنفيذ مشاريع بنية تحتية بهذا الحجم، يفترض أن تتضمن التصاميم دراسات دقيقة تأخذ بعين الاعتبار نوعية المركبات التي ستعبر هذا المحور، بما في ذلك الشاحنات الثقيلة، غير أن الواقع الحالي يكشف عن غياب هندسة دقيقة تمنع مرور هذه الشاحنات، أو توجّهها نحو مسارات بديلة مناسبة، مما قد يكون ناتجا عن إغفال هذه النقطة خلال مرحلة التخطيط.
ونبهت المصادر إلى أن مقاطع الطرق المصممة للسيارات العادية قد لا تتحمل ضغط المركبات الثقيلة، مما يؤدي إلى تآكل الإسفلت بسرعة وظهور الحفر، كما حدث في بعض أجزاء هذا المدار، بعد التساقطات المطرية الأخيرة، مشيرة إلى أنه في مشاريع مماثلة تُوضع إشارات واضحة تحدد الوزن الأقصى المسموح به، إضافة إلى بدائل واضحة للشاحنات الكبرى، وهو أمر يبدو أنه لم يُعتمد بصرامة في هذا المشروع.