
طنجة: محمد أبطاش
كشفت المستشارة الجماعية حميدة بلشكر عن فضيحة جديدة في تدبير مجلس جماعة طنجة، حيث صرحت أمام الحاضرين في الدورة العادية للمجلس المنعقدة، أول أمس الاثنين، عن وجود ما وصفته بـ«شراء الذمم» في التصويت على صفقة السوق الأسبوعي سيدي احساين. وأشارت إلى أن هذا الموضوع كان محور نقاش في كواليس المجلس، مؤكدة وجود عمليات شراء ذمم وتقديم رشاوى إلى مستشارين جماعيين، بهدف ثنيهم عن التصويت على هذه النقطة في ظروف غامضة.
ورغم خطورة هذه التصريحات، فقد التزم منير الليموري، عمدة طنجة، الصمت دون أي تعليق، للرد على المستشارة الجماعية وما ورد على لسانها، في حين شهدت الجلسة حضور السلطات المحلية، ممثلة في رئيس الدائرة، حيث يُنتظر رفع تقرير مفصل إلى مصالح ولاية جهة طنجة ومصالح الجماعات المحلية لدى وزارة الداخلية بشأن هذه القضية، وسط مطالب بتحرك النيابة العامة المختصة للتحقيق في الظروف المرتبطة بتدبير هذا السوق، وكذا الجهات التي تسعى إلى تمرير صفقته، وقيامها بشراء الذمم للتأثير على عملية التصويت بالمصادقة، إذ من جديد تأجل البت في هذه النقطة إلى الدورات المقبلة للجماعة.
وفي سياق متصل، شهدت الجماعة مشادات كلامية بين المعارضة والأغلبية حول عدة ملفات تدبيرية، أبرزها مشروع هدم سوق الرمل الكبير، المعروف محليا بـ«بلاصا جديدة»، لتعويضه بمجمع تجاري متكامل يضم محلات تجارية، مرائب للسيارات، ومرافق خدمية، بهدف تعزيز البنية التحتية التجارية وتحسين الخدمات.
وحسب المعطيات المقدمة خلال الدورة، فإن المشروع المندمج المزمع تشييده سيضم 198 محلا تجاريا، و48 مكانا مخصصا لبيع الخضر والفواكه والأسماك، بالإضافة إلى مرافق صحية، وخمسة محلات خدماتية تشمل قاعة للصلاة، ومطاعم، ومقاهي. كما سيتضمن مرأبا متعدد الطوابق بمساحة إجمالية تفوق 29 ألف متر مربع، يضم 441 مكانا لركن السيارات، من بينها 14 مكانا مخصصا لذوي الاحتياجات الخاصة.
وحذر بعض الأعضاء من تأخر تنفيذ هذا المشروع، مطالبين بتشكيل لجنة خاصة لتتبعه وضمان تنفيذه، تفاديا لأن يصبح مجرد حبر على ورق، كما حدث مع مشاريع أخرى تراجعت الجماعة عن تنفيذها.
كما شهدت الدورة المصادقة على مجموعة من قرارات تخطيط حدود الطرق العمومية، وذلك استجابة لتوصيات ومذكرات صادرة عن وزارة الداخلية، والتي تشمل توسعة وإحداث طرق جديدة، بهدف التخفيف من حدة الاختناق المروري في أوقات الذروة. ويأتي ذلك في ظل ما تشهده مدينة طنجة يوميا من ضغط طرقي رهيب في مختلف الشوارع الرئيسية والأحياء المحيطة بها.