
لفت الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، الرأي العام اللبناني والعربي، حتى قبل موعد زيارته الثانية للبنان، بعد الانفجار الضخم الذي شهده مرفأ العاصمة بيروت، حيث اختار أن يكون لقاؤه مع واحدة من نقاط الإجماع النادرة في الداخل اللبناني، والتي ليست سوى المطربة فيروز.
ودوّن ماكرون موعده مع المطربة فيروز، التي سيناول معها فنجان قهوة مساء الاثنين المقبل في انطلياس، على رأس على قائمة أجندته خلال ذات السيارة، في لفتة منه وصفها متتبعون بأنها بعيدة عن كل السيناريوهات الممكن التكهن، وجاءت من خارج صندوق أفكار الفاعل السياسي.
وستحط الطائرة التي تقل ماكرون الاثنين، وفي حقيبته جدول أعمال ببرنامج مزدحم باللقاءات السياسية مع أحزاب ومؤسسات وشخصيات لبنانية فاعلة ومؤثرة في المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، أضحت وجدت نفسها في فوهة البركان بعد انفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة 180 شخصا وخلف أزيد من 6 آلاف جريح على الأقل، ودمر أحياء بأكملها وتسبب في تشريد 250 ألف شخص وهدم مؤسسات تجارية، وأطاح بإمدادات الحبوب الأساسية.
ويهدف الرئيس الفرنسي من هذه الزيارة، التي سبق أن وعد بها لبنانيين التقاهم خلال زيارته الأولى للبد، كما اكدها في تصريحات رسمية، (يهدف) إلى إيجاد صيغ توافقية بين مختلف الأطراف لإخراج البلد من الأزمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي يتخبط فيها منذ مدة، والتي تفاقمت عقب تفجير مرفأ بيروت.
وبعد موجة الاحتجاجات والاعتصامات التي شهدها لبنان منذ أكثر من عام، بسبب مطالب اقتصادية وسياسية واجتماعية، والتي توقفت بسبب انتشار جائحة فيروس “كورونا”، شكل انفجار بيروت شعلة ألهبت حماس الموجة الثانية من الاحتجاجات التي أسقطت حكومة حسان دياب التي قدمت استقالتها في وقت سابق من هذا الشهر.
ويبصم مسار فيروز على علاقات صداقة متميزة ومتينة مع الدولة الفرنسية، تجدرت أكثر عند أول ظهور لها عام 1975 على شاشة التلفزيون الفرنسي ضيفة على برنامج كانت تقدمه صديقتها الفنانة الفرنسية ميراي ماتيو حيث قدمت أغنيتها “حبيتك بالصيف”.
ووُشِّحت فيروز بأرفع الأوسمة الفرنسية (وسام قائد الفنون والآداب من الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران عام 1988، ووسام فارس جوقة الشرف من الرئيس الراحل جاك شيراك عام 1998).
هذا ومن المقرر أن تمتد زيارة ماكرون إلى بيروت حتى الثلاثاء، حيث سيزور الأحياء المنكوبة والمتضررة من جراء الانفجار، كما سيزرع شجرة أرز مع أطفال لبنانيين في غابة جاج في شمال شرق بيروت.