الرئيسيةتقاريرسياسية

مباريات التخصص تفجر احتقانا في قطاع الأطباء المقيمين

النعمان اليعلاوي
في عز مواجهة المغرب لانتشار جائحة كورونا، فجرت وزارة الصحة غضب الأطباء المقيمين والداخليين بسبب مباراة التخصص التي جرى تنظيمها بكلية الطب والصيدلة بمراكش. وعبر عدد من الأطباء عن استنكارهم وخيبة أملهم الكبيرة في النتائج التي أعلنت عنها أخيرا اللجنة المشرفة على مباراة التخصص، وذلك بحسب ما وصفوه بـ”ضياع حقوقهم في التخصص ومتابعة التعليم”، في رسالة وجهوها إلى عميد كلية الطب والصيدلة- مراكش، قالوا إنها “من أجل التعبير عن استيائنا وخيبة أملنا من النتائج الكارثية التي أعلن عنها، لاحظنا باستغراب كبير ضياع عدد من المناصب المالية التي يحتاجها المواطن المغربي ووطننا الحبيب، خاصة في هذه الظرفية التي تستلزم إدماج عدد كبير من الأطباء في المراكز الاستشفائية”، تشير رسالة الأطباء.
واستغرب الأطباء قبول 78 مرشحا من أصل 154 في التخصص الطبي، وقبول 39 مرشحا من أصل 74 في التخصص الجراحي، وقبول 14 مرشحا من أصل 21 في تخصص البيولوجيا، مع العلم أن المناصب المفتوحة تستطيع استيعاب 249 مرشحا بشكل إجمالي حيث يتم تحديد المناصب المتبارى حولها بشكل مشترك من طرف الوزارة الوصية عن التعليم العالي ووزارة الصحة، وكذلك إدارة الدفاع الوطني، بالنسبة للمناصب في الطب العسكري، كما يتم تحديد هذه المناصب وفقًا لاحتياجات وزارة الصحة والقدرة الاستيعابية لخدمات التدريب، وكان عدد المناصب المتبارى حولها 290 منصبا، غير أن قبول 145 مرشحا أثار غضب واستغراب المرشحين.
في السياق ذاته، اعتبر الأطباء الغاضبون أن “وزارة الصحة تقيد مسارهم العلمي من خلال التراجع عن أكثر من نصف الوظائف المخصصة لكلية الطب والصيدلة بمراكش، والتي لم يتم قبولها، وهو ما يخيب آمال مئات الأطباء الذين كانوا يمنون النفس بالتخصص في المجال”، معتبرين أن “الوزارة عمدت إلى فتح عدد من المناصب في عدد من الجهات غير أنها في بعضها لم تقبل أحدا من الأطباء وكأن القطاع لا يعاني الخصاص الذي نعرفه أو أنها تقلل من كفاءة وخبرة الأطر الطبية بالمغرب”، معتبرين أن “هذه الظاهرة قد لوحظت أيضًا في كليات الطب الأخرى بالمملكة، لا سيما في السياق الحالي للوباء، حيث تحتاج إلى أطباء أكثر من أي وقت مضى، وكان من المتوقع أن ينجح الجميع، ولا سيما في فاس والدار البيضاء وطنجة، غير أن النتائج جاءت غير مفهومة”.
في المقابل، نفت إدارة كلية الطب والصيدلة بمراكش مسؤوليتها عن تقليص عدد الناجحين في مباراة التخصص التي جرى تنظيمها بالكلية، وقال مصدر من الكلية، طلب عدم ذكر اسمه، إن “الكلية لا تتدخل في تحديد عدد المناصب المتبارى حولها ولا في عدد الناجحين وهوياتهم، وينحصر تدخلها في التنظيم اللوجستي فقط من خلال إعداد القاعات والأوراق وغيرها”، حسب المتحدث، الذي أوضح، في اتصال هاتفي مع “الأخبار”، أن “تحديد المناصب المتبارى بشأنها بخصوص مباريات التخصص والإقامة يتم من طرف القطاعات المعنية، حسب الخصاص المحدد في كل تخصص وعدد المناصب المالية المفتوحة للتباري”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى