الفنيدق: حسن الخضراوي
اختار العديد من المستثمرين بمنطقة الأنشطة الاقتصادية بالفنيدق، قبل أيام قليلة، التنسيق مع مصالح عمالة المضيق ومؤسسة محمد الخامس للتضامن بمراكش، من أجل تسليمها المساعدات التي تم جمعها في إطار التضامن مع السكان المتضررين من زلزال الحوز، وذلك لاحترافية المؤسسة المذكورة في تحديد الأولويات، وتوفرها على كافة المعطيات الميدانية، والإمكانيات الخاصة بالتوزيع، حسب الحاجة إلى المواد الغذائية والألبسة وغير ذلك من مواد الدعم والمساعدة.
وقام المستثمرون بجمع تبرعات، منها ألبسة شتوية لجميع الفئات والأعمار، والأغطية من النوع الممتاز، وكذا مواد غذائية من مختلف الأصناف، قبل شحن كافة المساعدات في شاحنة كبيرة بطريقة منظمة، وتوجيهها نحو مركز محمد الخامس للتضامن بمراكش، حيث تم إفراغها بمخزن المؤسسة تحت إشراف مسؤولين وفرز المساعدات حسب كل نوع، في انتظار التوزيع على المناطق المتضررة.
وحسب مصادر مطلعة، فإن مؤسسة محمد الخامس للتضامن تتوفر على كافة التجهيزات والإمكانيات التي تتيح الحفاظ على المواد الغذائية بالمخازن في ظل احترام معايير شروط الصحة والسلامة، وفرز الملابس والأغطية والخيام لتوزيعها حسب الحاجة، سيما في ظل تسجيل ارتباك في التوزيع الخاص ببعض المساعدات التي تكلفت بها جمعيات للمجتمع المدني لا تتوفر على تجربة في المجال، ويصعب عليها تحديد الأولويات بدقة مهما كانت المحاولات.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن العديد من سكان تطوان والمضيق والمدن والقرى المجاورة أكدوا على مواصلتهم التعبئة لاستمرار المساعدات التي يمكن أن يحتاج إليها سكان المناطق المتضررة من الزلزال خلال فصل الشتاء بشكل خاص، مع مطالبة أصوات بالرفع من درجة التنسيق مع مؤسسة محمد الخامس للتضامن، لتجميع التبرعات وتوزيعها بناء على معطيات ميدانية دقيقة، وحسب الحاجة إليها، تفاديا لأي إسراف أو فساد الأغذية، بسبب غياب ظروف التخزين.
وشهدت النقاط التي تم تخصيصها بتطوان ومرتيل والمضيق والفنيدق وشفشاون والحسيمة، لتجميع المساعدات الخاصة بالمتضررين من الزلازل، إقبالا مكثفا للمواطنين فاق كل التوقعات، حيث تم شحن شاحنات ضخمة وتدبير توفير أخرى لحمل المساعدات المتبقية، لكن لا تمر سوى لحظات قليلة حتى يظهر تضاعف كمية المساهمات، ما يتطلب مضاعفة عدد الشاحنات من جديد والانطلاق نحو الجهات المتضررة.
وكان العديد من سكان المناطق القروية، بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، ساهموا في تشكيل قوافل من شاحنات وسيارات محملة بمساعدات لإخوانهم المتضررين من الزلازل بالأقاليم المعنية، حيث أصر جميع سكان المناطق النائية على المشاركة في الحملة الوطنية لدعم ومساندة المتضررين من الزلازل، والمساهمة في الخروج من الأزمة والكارثة الطبيعية التي خلفت دمارا هائلا بدواوير الحوز وورزازات وتارودانت ومناطق أخرى.